رووداو ديجيتال:رغم الهدنة غير المعلنة رسمياً بين أميركا وفصائل المقاومة المسلحة في العراق، الا أن المخاوف مستمرة لدى الأخيرة من معاودة واشنطن استهداف قادتها داخل البلاد.
الأسابيع الماضية شهدت تنامي الاستهدافات بين الطرفين، في ظل تبرير ذلك بالاحداث الجارية في غزة والصراع الاسرائيلي الفلسطيني فيها، رغم أن الأمور تشير الى أن عمليات الفصائل المسلحة زادت وتيرتها سواء في العراق أو سوريا، بعد مصرع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أميركية مطلع عام 2020.
مع استهداف مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ترد القوات الأميركية دائماً بقصف مقار تابعة للفصائل، الأمر الذي يتسبب بتوتر سياسي بين بغداد وواشنطن، وصلت الى اضطرار الحكومة العراقية تحت ضغط هذه الفصائل، اعلان عقد جولتي مفاوضات مع اميركا، بانتظار عقد الثالثة، بهدف اجراء ترتيب لخروج قوات التحالف الدولي من العراق، بصيغة تضمن حفظ العلاقة الستراتيجية بين الطرفين.
دقة الاختراق
قيام أميركا في الأسابيع الماضية بتصفية عدد من قادة معروفين بالفصائل المسلحة ولّد غضباً لدى الفصائل وضغطاً منها على الحكومة، لكن الى الان لم يتم التأكد بصورة جازمة عن كيفية نجاح واشنطن في اغتيال هؤلاء القادة بهذه الدقة.
بهذا الصدد يقول عضو لجنة الأمن النيابية وعد القدو لشبكة رووداو الاعلامية إن "الاحتلال الاميركي ومن معه يمتلكون منظومات تكنولوجية ووسائل اتصال وتتبع ومراقبة متطورة جداً، وهي المصدر الرئيس لتتبع زعماء فصائل المقاومة الاسلامية وملاحقتهم من خلال هذه الوسيلة".
ويضيف وعد القدو أن "التتبع لا يتم في وقت الأزمات، بل هو موجود منذ فترة ليست بالقصيرة، وبالتالي يكون هذا التتبع من خلال بصمات الصوت والترددات واختراق أجهزة الموبايل الحديثة".
الحكومات المتعاقبة في العراق بعد 2003 حاولت خلق توازن بين واشنطن والفصائل المسلحة، أو الوصول إلى حل مشترك يرضي الطرفين، لكنها لم تفلح.
هواتف وجواسيس وأقمار صناعية
وينوّه وعد القدو الى أن "المصدر الثاني يتم من خلال الجواسيس والعملاء الذين يدلون بمعلومات عن زعماء الفصائل، من خلال تجنيدهم من قبل أميركا، ويعطون هذه المعلومات للاحتلال الاميركي، وبالتالي يتم استهداف قادة الفصائل".
عضو لجنة الأمن النيابية، يرى أن الطريقة الثالثة تتم "من خلال التتبع عن طريق الاقمار الصناعية، والتي تلتقط الصور وتحتفظ بها، كما أن هنالك الكاميرات المنتشرة في بغداد والتي تحفظ بصمة الوجه والعين وأرقام السيارات، لذا يقوم الجواسيس بايصال هذه المعلومات الى الاحتلال الأميركي ويتم استهداف قادة الفصائل".
بخصوص تعامل الحكومة مع "الجواسيس" يوضح وعد القدو أنه "تم كشف الكثير من الجواسيس"، معتبراً أن "التجسس والعمالة متواجدة منذ زمن الرسول والى يومنا هذا، وبالتالي هذا أمر كطبيعي موجود في كل مكان وزمان وهو متكرر".
منذ إندلاع الحرب على غزة، انخرطت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في الصراع، حيث أعلنت تنفيذها أكثر من 160 هجوماً على قواعد أميركية في العراق وسوريا، وأهداف في الأراضي الفلسطينية.
نتيجة ذلك، ردت الولايات المتحدة الأميركية بشن عدة غارات جوية، استهدفت فصائل عراقية مسلحة، ما أدت إلى مقتل عدد من قادة الفصائل، منهم نائب قائد عمليات حزام بغداد أبو تقوى السعيدي، والقياديين في كتائب حزب الله العراقي أبو باقر الساعدي وأركان العلياوي.
960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع