بوتين يلقي خطابًا أمام الجمعية الفيدرالية الروسيةرويترز
إرم نيوز:نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نية بلاده نشر أسلحة نووية في الفضاء، موضحًا أن "هناك اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد روسيا" في هذا الخصوص.
وأضاف خلال خطاب ألقاه أمام الجمعية الفيدرالية الروسية، أن "الادعاءات الكاذبة حول عزم روسيا نشر أسلحة نووية في الفضاء، هي مجرد خدعة لجرنا إلى المفاوضات بشروط خاصة تعود بالنفع على الولايات المتحدة حصريًّا".
وقال بوتين: "في الآونة الأخيرة، سُمعت بشكل متزايد اتهامات لا أساس لها من الصحة، على سبيل المثال، ضد روسيا، بأننا من المفترض أن نضع أسلحة نووية في الفضاء.. هذه الاتهامات باطلة، وهذه ليست أكثر من اتهامات كاذبة، هي مجرد خدعة لجرنا إلى المفاوضات بشروط خاصة، تعود بالنفع على الولايات المتحدة حصريًّا".
معاهدة منع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي
واتهم بوتين الولايات المتحدة بأنها "تعرقل الاقتراح الروسي لمنع نشر الأسلحة في الفضاء"، مشيرًا إلى أن واشنطن "في الوقت نفسه، تعرقل اقتراحنا، الذي كان مطروحًا على طاولتهم منذ أكثر من 15 عامًا، وأعني مشروع معاهدة منع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، الذي أعددناه في عام 2008".
وتابع: "لدينا كل الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن تصريحات السلطات الأمريكية اليوم حول اهتمامها المزعوم بالمفاوضات معنا بشأن قضايا الاستقرار الإستراتيجي، بأنها "ديماغوجية" عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية".
وأشار إلى وجود مفاهيم لدى الولايات المتحدة "فيما يتعلق بالقضايا التي يكون من المفيد لأمريكا التفاوض بشأنها.. يقولون سنجري محادثة مع الروس، أما عندما يكون الأمر غير مربح بالنسبة لهم، فليس هناك ما يمكن مناقشته".
تحذير الناتو
وحذّر الرئيس الروسي من أن العواقب بالنسبة لتدخل الناتو في أوكرانيا ستكون أكثر مأساوية إذا ظهروا هناك، متهمًا الولايات المتحدة بتخريب هيكلية الأمن في أوروبا.
وقال بوتين: "لقد بدؤوا يتحدثون عن إمكانية إرسال وحدات عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، لكننا نتذكر مصير أولئك الذين أرسلوا وحداتهم ذات مرة إلى أراضي بلدنا، لكن العواقب الآن بالنسبة للمتدخلين المحتملين ستكون أكثر مأساوية بكثير".
وبين أن روسيا ستبذل قصارى جهدها لإنهاء الأعمال العدائية، والقضاء على النازية، وحل جميع مهام العملية الخاصة في أوكرانيا.
وقال: "لم نبدأ هذه الحرب في دونباس، ولكن كما قلت أكثر من مرة، سنبذل قصارى جهدنا لإنهائها، والقضاء على النازية، وحل جميع مهام العملية العسكرية الخاصة، وحماية سيادة وسلامة مواطنينا".
واعتبر بوتين أن تصرفات الولايات المتحدة وتوابعها أدت إلى تفكيك الأمن الأوروبي، الأمر الذي يشكل مخاطر على الجميع.
ودعا لإنشاء إطار جديد للأمن الأوراسي، مبديًا استعداد روسيا لإجراء حوار مع جميع الدول والجمعيات المعنية.
وقال بوتين في خطابه: "من الواضح أنه من الضروري العمل على تشكيل إطار جديد للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة لأوراسيا في المستقبل المنظور.. نحن على استعداد لإجراء محادثة موضوعية حول هذا الموضوع مع جميع الدول والجمعيات المهتمة".
اتهام الغرب
واتهم الغرب بمحاولة جر روسيا إلى سباق تسلح، لتكرار الحيلة كما حدث مع الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات، وقال: "نحن نفهم أيضًا أن الغرب يحاول جرنا إلى سباق التسلح، وبالتالي إنهاكنا، وتكرار الحيلة التي نجحوا فيها في الثمانينيات مع الاتحاد السوفيتي".
وأكد أن بلاده تمتلك أسلحة قادرة على ضرب أهداف في الدول الغربية، وذلك تعليقًا على التصرحيات الأخيرة حول إرسال قوات غربية، وصواريخ بعيدة المدى الى أوكرانيا.
وقال بوتين: "يجب عليهم (الغرب) أن يفهموا في نهاية المطاف أن لدينا أسلحة أيضًا، وهم يعرفون ذلك، قلت للتو لدينا أيضًا أسلحة يمكنها ضرب أهداف على أراضيهم".
وتابع الرئيس الروسي: "القوات النووية الإستراتيجية في حالة استعداد تام للاستخدام المضمون، ما خططنا له في مجال التسلح، والذي تحدثت عنه في خطابي عام 2018، قد تم إنجازه بالكامل أو جارٍ استكماله"، مشيرًا إلى أن "مجمعات صواريخ "سارمات" سلّمت للقوات وأصبحت في الخدمة الفعلية، وسيتم قريبًا عرض الأسلحة".
ومجمع "سارمات" هو نظام صاروخي إستراتيجي مزود بصواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالدفع السائل من الدرجة الثقيلة، ويتجاوز وزن الصاروخ الواحد 200 طن.
ويهدف المجمع إلى استبدال صواريخ فوييفودا (الشيطان حسب تعريف حلف الناتو) الموجودة حاليًّا في الخدمة في قوات الصواريخ الإستراتيجية.
كما لفت بوتين إلى أن مجمع الهجوم البحري الفائق السرعة "تسيركون" قد تم استخدامه بالفعل في القتال، وهذا النظام موجود بالفعل في الخدمة.
واستطرد بالقول: "لقد نسيت الدول الغربية بالفعل ما هي الحرب؛ فهي تعتقد أن ما يحدث في أوكرانيا هو نوع من الرسوم الكاريكاتورية".
زمام المبادرة
وشدد على أن الجيش الروسي بات يمتلك زمام المبادرة في الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن "وحداتنا تمسك بزمام المبادرة بقوة.. إنها تتقدم بثقة في عدد من الاتجاهات العملياتية، وتحرر المزيد والمزيد من الأراضي الجديدة".
ووفقًا للدستور الروسي، يخاطب الرئيس سنويًّا الجمعية الفيدرالية برسالة حول الوضع في البلاد والاتجاهات الرئيسة للسياسة الداخلية والخارجية، كما يحدد الخطاب الرئاسي اتجاه تنمية البلاد، بحيث تصبح الرسالة أساسًا للقوانين والمراسيم في البلاد.
1159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع