أخبار وتقارير يوم ١٨ آذار

 أخبار وتقارير يوم ١٨ آذار

١-السومرية……المالية النيابية تبحث مع البنك المركزي سبل زيادة قيمة الدينار……
اللجنة المالية النيابية، اليوم عن تطلعها للتنسيق مع البنك المركزي لزيادة قيمة الدينار والسيطرة على السوق.وذكرت الدائرة الإعلامية بمجلس النواب في بيان ورد لـ السومرية نيوز، أن "اللجنة المالية اجتمعت برئاسة عطوان العطواني وبحضور اعضائها مع محافظ البنك المركزي علي العلاق، لمناقشة السياسة النقدية والنظام المصرفي في البلد وسبل زيادة قيمة الدينار العراقي".وأكد رئيس اللجنة في مستهل الاستضافة التي عقدت في مقر اللجنة، على "اهمية متابعة الملف الاقتصادي والسياسة النقدية، استنادا إلى الحانب الرقابي، وايجاد الحلول المناسبة للمعوقات التي تواجه عمل البنك المركزي".وأعربت اللجنة المالية "عن تطلعها إلى التنسيق مع البنك المركزي من اجل زيادة قيمة الدينار العراقي، والسيطرة على السوق في سبيل التخفيف عن كاهل المواطنين، ومعالجة العجز".من جهته استعرض محافظ البنك المركزي "الجانب الاقتصادي والنقدي، لافتا إلى "وضع قواعد أساسية من اجل مراقبة عملية الحوالات وتحليل العمليات النقدية، مشيدا "بالدور الذي تقوم به اللجنة المالية في متابعة الحركة المالية والاقتصادية للبلد".
٢-الجزيرة …تقترير…لماذا يفضل المغتربون العراقيون قضاء رمضان في بلدهم الأم؟ بغداد-

"تعتقد والدتي أنه من الضروري اجتماع شمل الأسرة في بيت العائلة في شهر رمضان، حتى لو كنت أنا أحد المغتربين في الولايات المتحدة الأميركية، فلهذا الشهر خصوصية روحانية مميزة، ومثلما يحصل في عيد الشكر عند الغرب، نلتقي أنا وشقيقتي المغتربة في رومانيا لإكمال دراستها في العراق الأم".بهذه العبارات بدأ الخمسيني نافع الفرطوسي حديثه للجزيرة نت عن سبب قضاء شهر رمضان في العراق.
يقول الفرطوسي "نلتقي هنا في بيتنا العتيق مع إخوتنا وباقي أفراد العائلة، نتحلق حول السفرة الرمضانية، لنكتشف أن والدتنا قد هيأت لنا الباميا منذ الصيف الماضي وجمدتها لتكون جاهزة في أطباق الشهر الفضيل، ولكوني محبا للسمك لم تنس جلب صنف الزبيدي، والذي أشترته مخصوصا من مدينة الفاو".ويضيف "يكتمل لقاؤنا هنا في العراق، نتبادل الأحاديث والذكريات ونجترّ معاناتنا في الغربة، وما أسرع أن تنقضي أيام رمضان الثلاثون ليعود كل منا إلى انشغالاته وروتينه الحياتي المعتاد، دون نسيان تلك الليالي والأمسيات الجميلة في حضن الوطن والعائلة الأم".وعلى خلاف من يرغبون بقضاء شهر رمضان المبارك في بلدان أخرى تكون فيها ساعات الصيام أقل والأجواء أفضل، يرغب الكثير من العراقيين المغتربين بقضاء الشهر الكريم في بلدهم، نظرا للعادات والتقاليد الجميلة، ولمة الحبايب وجمع الشمل، حيث يتم تجديد العلاقات الاجتماعية وتعزيز الروابط الأسرية.

*(إجازة أكثر من شهر)
أبو أحمد أبو كلل، المقيم في دبي، جاء إلى العراق قبل شهر رمضان، فهو يفضل أن يكون بين عائلته ووالدته وأولاده وأحفاده، طيلة شهر رمضان، وهو ما اعتاد عليه كل عام، ليبقى في بلده حتى نهاية عيد الفطر.في الغربة وحدة، ولرمضان طعم خاص في بغداد وفي السماوة مدينة أبو أحمد جنوبي العراق. ويرى أبو كلل أن الطقوس في الشهر الفضيل تشجع على الصيام، وعند الإفطار تجتمع العائلة بكاملها حول المادة المتنوعة، وفي مقدمة الطعام التمر العراقي المتنوع وحساء الشوربة والحلويات المتنوعة.وتتميز المائدة الرمضانية في العراق بتنوع وغنى المأكولات والتمور والحلويات والعصائر التي تقدم إلى جانب الأطباق الشهية المعروفة في رمضان، مثل الدولمة والشوربة وتشريب اللحم، والدجاج المشوي والكباب المصنوع في المنازل والسلطات العربية، والبقلاوة والزلابية والكنافة وعصائر الليمون والزبيب واللبن، وخبز التنور، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتناول الطعام سويا.

*(العادات عامل جذب)
تقول الباحثة الاجتماعية ندى العابدي "إن شهر رمضان الكريم في العراق وبكل شعائره وعاداته يشجع على الصيام خاصة بالنسبة للمغتربين، طالما يحرص العراقيون على عيش الأجواء الجميلة في كل مدن العراق بعد الشتات لفترات طويلة، خاصة وأن تلك العادات عامل جذب للعراقيين كي يسترجعوا ذكرياتهم، وذلك ينسحب على جميع بلداننا العربية".

وتبين الباحثة في حديثها للجزيرة نت أن الصائمين العرب "يحرصون على ديمومة تلك العادات، رغم تطور التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، لكن اللمة العائلية تبقى مسيطرة على أجواء الشهر الفضيل من الطعام وصولا إلى أجواء العبادة الراسخة".

وتعود تقاليد شهر الصوم في العراق إلى عصور قديمة، إذ يتمتع الشهر الفضيل بقيمة تاريخية كبيرة، وتحظى المدن العراقية الرئيسية بزينة رمضانية مميزة في الأسواق والشوارع، ويمكن للزوار الاستمتاع بجو رمضاني مميز، خاصة وأن العراق من الدول التي تكثر فيه الجوامع والحسينيات.كما تتميز العراق بالطقوس الجميلة ما بعد ساعة الإفطار، ومنها صلاة التراويح، وتوافد المصلين إلى المساجد لأداء الصلوات والتراويح، وقراءة القرآن الكريم طوال الشهر، فيما تتميز المساجد في العراق بالزينة الرمضانية والإضاءات الجميلة التي تعطي جوا خاصا يدعو إلى التفاؤل والسكينة.

*(صلاة التراويح في المساجد)
وتعتبر صلاة التراويح واحدة من أهم العادات الرمضانية بعد الإفطار، لدى السنة، ويشاركهم الشيعة في هذا الأمر في بعض الأحيان، حيث تقام في المساجد القريبة، وهي لا تحتاج إلى دعوة أو أذان، بل تبدأ بعد الإفطار من خلال التسبيح والاستغفار عبر مكبرات الصوت.الأربعيني أبو تقى القيسي من أهالي بغداد، يرى أن في صلاة التراويح راحة، بعد يوم صيام وبعد الإفطار، حيث تكون الأجواء في المسجد إيمانية وروحانية يكثر فيها الدعاء، خاصة وقد سافر للكثير من البلدان لعلاج ابنته المريضة، وهو يتمنى لها الشفاء في هذا الشهر الفضيل، ويشير إلى أن دعاءه لا يقتصر على ابنته وإنما لكل أمة الإسلام، ولكل مريض وعائلة مريض.

*(عطاء العراقيين)
وواحدة من أهم الأمور التي يعتبرها المسلمون في العراق واجبة هي مساعدة أو إطعام الفقراء والمحتاجين كما يعتبرون الشهر الكريم فرصة للعطاء، وتعزيز معاني الصدقة والتكافل الاجتماعي.وتنظم بعض المساجد والحسينيات والأماكن العامة موائد إفطار جماعية، خاصة في مدينتي الأعظمية حيث مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان، والكاظمية حيث مرقد الإمام موسى الكاظم، وكذلك مرقد الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد. وعلى طول الشهر الفضيل، يتم تقديم الطعام للصائمين والمحتاجين مجانا، كما يتم تنظيم حملات لتوزيع المساعدات والسلال الغذائية للأسر الفقيرة في العراق.

٣-الشرق الأوسط…تقرير …اكتشاف مدهش لرمز الصيدلة والدواء العالمي في تصميم أحد أقدم مدافن الجزيرة العربية

تشهد السعودية تطوراً غير مسبوق على جميع الأصعدة، من بينها الاهتمام بالآثار والتراث والإرث الثقافي، وتجدر الإشارة إلى أن اكتشافات مذهلة لمئات الآلاف من المدافن بأشكالها وأحجامها المختلفة التي تصل بأبعادها إلى مئات الأمتار ستغيّر كثيراً من الحقائق التاريخية، وتعيد البحث من جديد في أهمية أرض المملكة.يعود الفضل في هذه الاكتشافات للاهتمام البالغ الذي يوليه الباحث الميداني والأنثروبولوجي السعودي، الدكتور عيد اليحيى، بدعم من قبل وزارة الثقافة والسياحة والتراث. وقد تغيّر هذه الاكتشافات كثيراً من المعلومات عن تاريخ الجزيرة العربية بشكل عام، وتاريخ المملكة وحضارتها بشكل خاص، ولولا التقنيات الحديثة والتصوير عن بعد (من خلال وسائل تكنولوجية حديثة) لما جرى التعرف على أماكن هذه المدافن؛ إذ سخّر عيد اليحيى تلك الإمكانات في الحصول على المعلومات، ومن ثمّ أكّدها بنفسه على أرض الميدان بزيارات متعددة لم تخلُ من الصعوبات والمخاطر، لا سيما إذا عرفنا أن أغلب تلك المدافن تقع في قمم الجبال الواسعة.وبذلك يكون اكتشاف مدفن رمز الصيدلة والدواء (موضوع المقال) أول اكتشاف مهم يستهدف لفت الانتباه لكل ما يعزز مكانة السعودية والجزيرة العربية حضارياً وثقافياً.

*(النمط المعماري لرمز الصيدلة والدواء في جبل طويق)

في تقرير كتبه الدكتور عيد اليحيى، والدكتور قصي التركي، ذكرا أن نمط مدفن الصيدلة والدواء يحمل دلالة تاريخية وفلسفية، في الوقت ذاته، الذي سُمّي فيه بـ«رمز الصيدلة والدواء»، وذلك للشبه الكبير بين تصميم هذا النمط ورمز الصيدلة والدواء المعروف في العالَمَين القديم والحديث، الذي نقلته شعوب الجزيرة العربية إلى حضارات بلاد الرافدين، ومنها إلى حضارات العالم اللاحقة، كالحضارتين الإغريقية والرومانية.والنموذج المدهش الذي سنعرّج عليه هو نمط معماري ينفرد بحيازته في الوقت الحاضر جبل «طويق»، وتصميمه وشكله العام يفتح الأفق للغوص في فلسفة ومعتقَد إنسان السعودية القديم، الذي صمم هذا المدفن وفق أسس وبواعث لها ارتباط بعالم الحياة والصحة والشفاء من الأمراض، من خلال محاكاة الرموز للكائنات الحية من حوله، والمقصود هنا رمز الثعبان الذي تلقفته حضارات شعوب المنطقة القريبة والبعيدة. وبشكل أدق فهو مدفن على شكل عصا يلتف حولها ثعبان، من بدايته حتى الرأس، نموذجه المميز في قمة جبل «طويق» بمحافظة الغاط في منطقة الرياض.

*(الغاط)

لعل طبيعة الحياة البيولوجية للثعبان المتمثلة في تغيير جلده سنوياً، بمثابة تجديد الحياة وانبعاثها لديه من جديد، مما أوحى إلى ذهنية البشر بأنه يستطيع أن يجدّد حياته ويحافظ على شبابه، فكان أن اتُّخذ الثعبان رمزاً للصحة ومن ثمّ أصبح رمزاً عالمياً للدواء.المتمعن في تصميم البناء الذي يتطابق تماماً مع رمز الصيدلة في حضارات مجاورة لا بدّ أن يتأكد من أصالة الانتماء الحضاري لإنسان الجزيرة الذي أجبرته الظروف المناخية، وأهمها الجفاف، إبّان الألف السادس والخامس قبل الميلاد، إلى الهجرة خارج الجزيرة العربية، بحثاً عن مصادر المياه بجانب الأنهار.ومن الجدير بالذكر أن اكتشاف المدفن لم يكن سهلاً من سطح الأرض، لا سيما أن البناء المعماري متهدم في أجزاء منه، ولكن في لقطة جوية من الأعلى تبدو الصورة أكثر وضوحاً من خلال التصميم لعصا يلتف حولها ثعبان من الأسفل إلى الرأس الذي ينفتح بشكل يشبه إناءٍ، وعلى مدى عشرات الأمتار طولاً وعرضاً.

*(رمز الصيدلة والدواء في حضارة بلاد الرافدين)

المشاهد الفنية التي اكتُشفت في مناطق حضارة بلاد الرافدين، والتي تؤكد انتقال واستخدام الرمز المذكور والمشار إليه في تصميم مدفن الصيدلة والدواء، نجدها بوضوح تتطابق من حيث الغرض والشكل مع ما ذهبنا إليه؛ فمن المعروف لدى المختصين بحضارة بلاد الرافدين التي يشكل عنصرها البشري الغالب من الجزريين القادمين إلى وادي الرافدين من الجزيرة العربية، أن المعبودات الرافدينية قد منحت رموزاً معينة خصّ بها كل معبود على حدة، ومن بين هذه الرموز الثعبان الملتف حول العصا، فكانت الأفعى رمزاً للمعبود المسمى «ننكشزيدا» (Ningišzida)، معبود الدواء والشفاء للسومريين وباقي أقوام بلاد الرافدين، وقد بينت المشاهد الفنية هذا الرمز متمثلاً بزوجين من الأفاعي الملتفة، إحداهما على الأخرى، وأبرز نموذج يمكن الاستدلال به ذلك الإناء العائد إلى الملك السومري گوديا (Gudia) (2144 - 2124 ق.م)، المصنوع من حجر الستيتايت ذي اللون الأسود المائل إلى الاخضرار، ارتفاعه 23 سنتيمتراً، وهو موجود اليوم في متحف «اللوفر» بباريس، وعلى سطحه الخارجي اثنتان من الأفاعي منتصبتان وملتفتان حول شكل رمزي أشبه بالعصا الغليظة، وهو الرمز الخاص بالمعبود «ننكزّيدا» المعروف بعصا تلتف حولها حيتان من الأسفل إلى الأعلى تشبه إلى حد كبير رمز الصيدلة والدواء حديثاً.

لقد أكدت النصوص المسمارية العائدة إلى الملك السومري گوديا طبيعة العلاقة بين هذا الملك ومعبوده، ننكشزيدا (Ninĝišzida)، الذي عدّه رمزاً للشفاء والدواء، بالإضافة إلى كونه الحامي للملك گوديا والمعبود الرئيسي للطب، ولأهمية هذا العلم في نظر سكان بلاد الرافدين، فقد كان تحت رعاية هذا المعبود ووالده معبود الطب أيضاً، ويدعى نن. آ. زو (Nin A. Zu)، ومعنى اسمه السيد الطبيب.جدير بالذكر أن ارتباط الطب والدواء برمز العصا التي يلتف حولها الثعبان (كما في المدفن المكتشَف في محافظة الغاط) لا يقتصر على الشكل والتصميم، بل يتعدى ذلك إلى اللفظ والمعنى. وإضافةً إلى الرمز الصوري في الكتابات المسمارية منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد؛ فقد عُرِف الطبيب بالكلمة السومرية «لو آ. زو» (Lu A. Zu) أي «الرجل الطبيب»، ومنها اشتُق الاسم باللغة الأكدية بصيغة «آسو» (Asủ) أي بمعنى الطبيب، وهناك أيضاً مصطلح رئيس الأطباء «لو غال آ. سو» (Lu Gal A. Su) باللغة السومرية، و«آسي» (Asi) باللغة الأكدية من العصر البابلي والآشوري الحديث. ويحيلنا هذا اللفظ إلى اسم معبود الطب ذي الرمز المذكور أنفاً.أما طبيب الوصفات الطبية (طبيب الأعشاب/ الصيدلي) فيعرف باسم «آشيبو» (Ašipu) واللفظ والمعنى قريبان جداً من تسمية «طبيب الأعشاب» باللغة العربية، بل إن هناك ألفاظاً أخرى متقاربة تعطينا المعنى نفسه في اللغتين السومرية والأكدية الجزرية بفرعيها، فاللفظ «آشيبو» يعطينا معنى المعزّم أو الناصح وبلفظ «إشب» (IŠIB) في اللغة السومرية وبصيغة «إشبّو» (išipp) في اللغة الأكدية، ويمكن التخمين أن لفظ المفردة يقترب من لفظ الأعشاب باللغة العربية، وهي تلك الأعشاب التي عادةً ما يستخدمها المعزّم للحرق عند التعاطي مع المرضى، أو من خلال وصفات يكون أساسها الأعشاب الطبيعية التي لا تزال رائجة في أيامنا هذه.أمّا الرمز الصوري للعلامة؛ فهو عبارة عن عصا أفقية تستند على عصا عمودية من الوسط، وبشكل حرف «T» اللاتيني. يأتي اللفظ أيضاً في اللغة الأكدية مقارباً للمعنى المذكور ليعني الكاهن أو رجل الدين المعزّم في مفردة «ماش» (LuMAŠ - MAŠ) في اللغة السومرية، وبلفظ «أشيبو» باللغة الأكدية بفرعيها البابلي والآشوري، علماً بأن اللفظ «ماش» لوحده يعطينا معنى لمهنة العرافة أو العرّاف، إضافة إلى أن الرسم الصوري للاسم «ماش» عبارة عن ثعبان مثلّث الرأس مع ذنب.

*(الأدلة المادية على رمز الصيدلة والدواء في السعودية)

إذا انتقلنا إلى الأدلة المادية، من خلال المشاهد الفنية المكتشَفة في الجزيرة العربية، وتحديداً في السعودية، حيث مدفن الصيدلة والدواء، فإن المشاهد الخاصة بالثعبان المنفَّذة على الأواني الحجرية المكتشفة في مواقع أثرية متعدّدة في شرق المملكة وبتاريخ يعقب بكثير تاريخ مدفن الصيدلة والدّواء، تعطينا أدلة إضافية تعزّز ما ذهبنا إليه آنفاً، نذكر منها على سبيل المثال تلك المشاهد الفنية المكتشفة في جزيرة تاروت، ومنها كسرة من إناء مصنوع من الحجر الصابوني بلون بنّي مسود معروضة في متحف الرياض، عليها مشهد ثعبان أرقط بكامل الرأس وجزء من البدن، ويتقاطع معه ثعبان آخر رأسه غير ظاهر. ومشهد آخر منفَّذ على كسرة تمثّل نصف إناء من الحجر الصابوني الرمادي الداكن المزخرف بمشهد لثعبانين يتوسطهما رجل قوي البنية بذراعيه وعضلاته المفتولة، ربما إيحاءً للبطل السومري صاحب الملحمة الشهيرة «كلكامش»، وهو يحاول الإمساك بثعبانين مرقطَيْن، في إشارة إلى محاولته استرداد نبتة الحياة التي أكلها الثعبان في طريق عودته من دلمون إلى مدينته الوركاء، بعد رحلة البحث عن الخلود الشهيرة.

*(انتقال رمز الصيدلة والدواء في الحضارة اليونانية والرومانية)

ولا بدّ من الإشارة إلى أن رمز الأفعى الملتفة على عصا الذي لا يزال مستخدماً بوصفه شعاراً لجمعيات الطب والصيدلة والدواء في العالم، الذي شاهدناه آنفاً، قد أخذه اليونانيون والرومان عن رمز إله الطب والدواء في بلاد الرافدين، الذي أصله من نمط مدفن الصيدلة والدواء في الجزيرة العربية، وقد عرف في الحضارتين اليونانية والرومانية بأنه للإله «أبولو» ثم للإله «أسكليبيوس» الذي كثيراً ما نشاهد تماثيله المصحوبة بالرمز نفسه المتمثل بالعصا التي تلتف حولها الأفعى، والأمر نفسه يُقال عن رمز الأفعى وعصا «أسكليبيوس» وعصا «هرمس».

٤-السومرية……النزاهة تكشف تفاصيل تخص ثلاثة متهمين سرقوا مليارات

كشف رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون، عن تفاصيل تخص ثلاثة متهمين سرقوا مليارات وهربوا الى الخارج.وقال حنون خلال مؤتمر صحافي عقده في النجف، وحضرته السومرية، "علينا أن نعمل مع الإعلام لفضح الفاسدين وهو جزء مهم من عمل النزاهة".وأضاف أن "هناك متهماً في طور الاسترداد من سوريا سارق 760 مليون دينار من مصرف الرشيد ومحكوم بعشر سنوات غيابي"، مضيفاً أن "هناك متهمة قبض عليها في روسيا وفي ذمتها 6 مليار و500 مليون دينار عراقي تعمل في وزاره الصحة هربت في 2008 وحكم عليها بسبع سنوات".وكشف حنون أن "هناك متهماً ثالثاً قبض عليه في الاردن محكوم بسبع سنوات لم يعرف كم سرقته"، مؤكداً أن "اربعة آلاف مليار دينار عراقي سرقت في أيام".ولفت حنون الى أنه "نعمل على استرداد اثنين من الكويت سرقوا 125 مليون دولار في حوزتهم"، مضيفاً أن "في الأيام المقبلة لدي مؤتمر لكشف التلاعب في العقارات وصدرت أوامر قبض بشأن ملفات العقارات في النجف".
٥-الجزيرة…بينها مكافحة الإرهاب.. العراق وتركيا يشكلان لجانا مشتركة بمجالات متعددة…أعلنت تركيا والعراق إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل، وذلك بعد القمة الأمنية التي عقدت بينهما الخميس الماضي في العاصمة العراقية بغداد.وضمت القمة من الجانب العراقي وزيري الخارجية والدفاع ووكيل وزارة الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي ونائب مدير وكالة المخابرات ووزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان، في حين ضمت من الجانب التركي وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات ونائب وزير الداخلية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في منشور على موقع إكس "في لقاء مثمر ببغداد تناولنا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية والزيارة المرتقبة للرئيس أردوغان".وأضاف "أكدنا على ضرورة تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، التجارية، الطاقة، المياه، التعليم، وفي كل ما فيه مصلحة لبلدينا".ووفق البيان الختامي المشترك، ناقش الطرفان التحضيرات للزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق "بعد شهر رمضان"، كما أكدا أنه سيتم بذل كافة الجهود لإنجاح هذه الزيارة التاريخية، وأعربا عن أملهما أن توفر قفزة إلى الأمام في العلاقات الثنائية.وناقش الطرفان كذلك المواقف المشتركة التي سيتم تبنيها في مواجهة التطورات الإقليمية ومختلف التحديات في المجالات الثنائية.وتقرر خلال الاجتماع تكثيف العمل على مذكرة تفاهم من أجل إيجاد الإطار الهيكلي في مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، وبالتالي إنشاء آليات اتصال منتظمة، واتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات بشكل منتظم ودون انقطاع في إطار الآليات المذكورة.وذكر البيان أن الطرفين تبادلا وجهات النظر في التحديات التي تشهدها المنطقة، خاصة المجازر التي ترقى إلى الإبادة الجماعية في غزة، مع تأكيد إرادتهما القوية لدعم القضية الفلسطينية.كما رحبت الخارجية التركية في البيان الختامي المشترك بقرار مجلس الأمن الوطني العراقي اعتبار حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) -الذي تصنفه تركيا إرهابيا- تنظيما محظورا في العراق.واعتبر الجانبان أن التنظيم يشكل "تهديدا أمنيا" للبلدين، وأن "وجوده على الأراضي العراقية يمثل خرقا للدستور العراقي".وكان العراق اعتبر خلال اجتماع أمني بين العراق وتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2023 أن تنظيم حزب العمال الكردستاني "تهديد مشترك" و"منظمة محظورة"، وذلك للمرة الأولى.

وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد توترا في السنوات الأخيرة على خلفية ملفات عدة، ولا سيما المياه والطاقة والعمليات العسكرية التركية في شمال العراق.ويتهم العراق تركيا ببناء سدود تتسبب في انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات في وقت تعاني فيه البلاد من جفاف حاد.كما لم تُستأنف بعد عمليات تصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي منذ أن أغلقت تركيا خط الأنابيب قبل عام بعدما أمرت محكمة تحكيم أنقرة بدفع نحو 1.5 مليار دولار تعويضات لبغداد بسبب نقل النفط من إقليم كردستان دون موافقة الحكومة العراقية.كذلك، تنفذ تركيا منذ 2019 سلسلة عمليات عبر الحدود في شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني أطلق عليها اسم "المخلب".

مع تحيات مجلة الكاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1148 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع