العربية نت:في أول مقابلة تلفزيونية منذ حادثة طعنه قبل عامين، والتي فقد إثرها بصر إحدى عينيه ويده، روى الكاتب البريطاني سلمان رشدي، كيف كان الرجل بالسكين آخر شيء تراه عينه اليمنى على الإطلاق.
آخر نظرة كانت للطاعن
وأوضح رشدي أن أول ما فكر فيه عند رؤية الرجل الذي سيطعنه على خشبة المسرح في أغسطس/آب من عام 2022، كان أن يقول: "إذن، إنه أنت. تفضل".
وأضاف المؤلف الهندي الأميركي البريطاني المولد، أنه شعر وكأن شيئا يخرج من الماضي البعيد ويحاول إرجاعه بالزمن إلى الوراء.
كما وصف وهو يقرأ من مذكراته التي ستصدر قريباً عن الهجوم والتي تحمل عنوان "السكين.. تأملات بعد محاولة قتل"، أنه كان جالساً على المسرح على اليمين، وكان طاعنه آخر شيء تراه عينه اليمنى على الإطلاق.
وتابع: "رأيت الرجل ذو الرداء الأسود يركض نحوي على الجانب الأيمن من منطقة الجلوس، ملابس سوداء، قناع وجه أسود. لقد كان قادما بقوة كصاروخ مسرع".
واسترسل: "أعترف أنني كنت أتخيل أحيانا أن قاتلي يظهر في منتدى عام أو آخر، ويهاجمني بهذه الطريقة. لذلك كان أول ما خطر في ذهني عندما رأيت هذا الشكل القاتل يندفع نحوي هو: "إذن، هذا أنت". تفضل"، وفقا لصحيفة "الغارديان".
طعن على المنصة
يشار إلى أن الكاتب البريطاني من أصل هندي، المولود لأبوين مسلمين قبل 75 سنة بالهند، كان فقد البصر بإحدى عينيه، ولم يعد بإمكانه استخدام إحدى يديه بعد الهجوم الذي تعرض له بسكين في الرقبة والجذع أثناء صعوده في 12 أغسطس/آب 2022، إلى منصة بقاعة معهد Chautauqua للآداب في نيويورك، لإلقاء محاضرة حول الحرية الفنية، وذلك حين هاجمه شاب يدعى هادي مطر، أثيرت حوله شبهات بارتباطه بالحرس الثوري، إلا أن الأخير نفاها خلال محاكمته.
وعاش رشدي سنوات تحت التهديد بقتله مقابل مكافأة، وقضى 9 سنوات مختبئا تحت حماية الشرطة البريطانية، بعد أن أصدر المرشد الإيراني "روح الله الخميني" فتوى بقتله في فبراير عام 1989، لإصداره رواية "آيات شيطانية".
وفي يونيو من العام الماضي، أعلن رشدي أنه كان يعمل على المذكرات خلال ظهور مسجل مسبقا على تطبيق Zoom في مهرجان Hay.
ويعد كتاب "السكين" الذي تنشره دار Penguin ويقع في 224 صفحة، أول كتاب كتبه رشدي منذ الهجوم، قائلاً عنه: "كان هذا كتابا ضروريا بالنسبة لي، ففيه طريقة لتحمل مسؤولية ما حدث، والرد على العنف بالفن".
كما نُشرت رواية رشدي الأخيرة "مدينة النصر" في فبراير/شباط 2023، رغم أنها كتبت قبل الهجوم.
وسبق له أن نشر مذكراته عام 2012 بعنوان "جوزيف أنطون"، عن الفترة التي قضاها مختبئا بعد نشر كتاب "آيات شيطانية".
وكتب رشدي 15 رواية والعديد من الأعمال الواقعية، كذلك تم ترشيحه 5 مرات لجائزة البوكر، وفاز بالجائزة عام 1981 عن رواية أطفال منتصف الليل.
كذلك فاز الكتاب بجائزة بوكر أوف بوكر عام 1994، وأفضل كتاب عام 2008، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين والأربعين للجائزة.
1064 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع