انتبه على الطريق
تضاعفت جهود مصنعي السيارات لحقن الطرز الجديدة بوسائل السلامة الأساسية وبمعايير تتلاءم مع عدم تشتيت انتباه السائق ليصبح هذا الأمر ميزة رئيسية لتحديد المركبات الأقل عرضة للمخاطر، ولاسيما تلك المزودة بأحدث التقنيات بهدف تحسين ظروف الأمان.
العرب/لندن- أصبحت السيارات الكهربائية أكثر تطورا من أي وقت مضى، حيث زاد مدى السير من ناحية وتحسنت كفاءة الاستهلاك من ناحية أخرى، وذلك وفقا لتجارب أجراها خبراء نادي السيارات الألماني أي.دي.أي.سي على 39 موديلا خلال العام الماضي.
ومع ذلك، فإن الكثير من المتخصصين والمتابعين للقطاع، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لشركة نورث فولت، يعتقدون أن سرعة انتشار السيارات الكهربائية تتباطأ بالفعل لأسباب تتعلق في معظمها بالتكنولوجيا.
ولكن الاتجاه في هذا المضمار لا يزال قائما خاصة إذا ما تعلق الأمر بالأمان والسلامة، حيث يعمل المنظمون على ضبط المعايير التي لا يمكن أن تشتت انتباه السائق أثناء السير على الطريق.
ومع ازدياد عدد المركبات المجهزة بقدرات متقدمة للقيادة الذاتية أو حتى السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية، يتطور مشهد صناعة السيارات بسرعة.
وتبدو الرحلة نحو السيارات الحديثة التي تتمتع بأعلى درجات التكنولوجيا المتقدمة بالكامل مدفوعة بالتحسينات المستمرة وردود الفعل من المستخدمين، مما يدفع الشركات إلى تحسين أنظمتها وتعزيزها لتحقيق الأداء الأمثل.
ويؤكد الخبراء أن السلامة والأمان في السيارات من بين العوامل الأساسية، التي يركز عليها المصنعون عند التصميم حفاظا على أرواح السائقين والركاب. وقد باتت هذه الميزة مؤشرا في السنوات الأخيرة لنيل تصنيف عالمي مرموق للمركبات الجديدة.
ويمكن أن تشجع أحدث إرشادات السلامة، بما في ذلك البرنامج الأوروبي لتقييم السيارات الجديدة (أن.سي.أي.بي)، الذي تم الإعلان عنه قبل أسابيع قليلة، شركات صناعة السيارات على التخلص من شاشات اللمس لصالح الأزرار والمفاتيح المادية.
وأعلن البرنامج أنه سيقدم اختبارات سلامة جديدة في غضون عامين والتي يمكن أن تؤدي إلى تغيير جوهري في كيفية تعامل شركات صناعة السيارات مع التصميمات الداخلية للمركبات الجديدة وشاشات اللمس، مما يتطلب المزيد من الضوابط المادية التي يُعتقد أنها تسبب إلهاء أقل أثناء القيادة.
ويمكن أن تترجم التغييرات المطلوبة من المصنعين إلى تغييرات في سيارات السوق الأميركية أيضا، على الأقل من شركات السيارات الأوروبية، أو يمكن أن تتبع اللوائح الأميركية المستقبلية متطلبات مراقبة مادية مماثلة.
وستدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ في يناير 2026. ويجب على صانعي السيارات الذين يسعون للحصول على أعلى تصنيف للسلامة من الفئة المتقدمة استخدام المزيد من أدوات التحكم التقليدية في الأزرار أو المقود أو القرص لخمس عمليات محددة للمركبة.
وتشمل هذه المهام الحاسمة مؤشرات الاتجاه وتفعيل ضوء الخطر وإطلاق البوق وتشغيل ماسحات المطر وتفعيل وظيفة أس.أو.أس للاتصال بخدمات الطوارئ تلقائيا في حدث خطير.
ويقول خبراء منصة موتور تريند إن الاختبارات الجديدة هي مبادئ توجيهية للحصول على تصنيف الخمس نجوم الكامل، وشركات السيارات ليست ملزمة قانونا بالامتثال، لكنها لن تحصل على أعلى تصنيف للسلامة من اختبار أن.سي.أي.بي إذا لم تفعل ذلك.
وهذا هو السبب وراء إرشادات الاختبار الجديدة كما اعتبرها ماثيو أفيري، مدير التطوير الإستراتيجي في هيئة سلامة السيارات في برنامج أن.سي.أي.بي عبر صحيفة “ذي صاندي تايمز” بأن الإفراط في استخدام شاشات اللمس يمثل مشكلة على مستوى الصناعة.
وقال إن “اختبارات البرنامج ستشجع المصنعين على استخدام أدوات تحكم مادية منفصلة للوظائف الأساسية بطريقة بديهية، مما يحد من أعينهم وقت القيادة على الطرق الوعرة وبالتالي تعزيز القيادة الآمنة”.
وكانت تسلا رائدة في ما يسمى بالتصميم الداخلي “البسيط” للمركبة، حيث نقلت معظم أدوات التحكم في السيارة والتشغيل إلى جهاز واحد يعمل باللمس في منتصف لوحة القيادة الداخلية في سياراتها، مع عدم وجود شاشات أو شاشات عرض مصممة خصيصا للسائق.
وشكل الافتقار إلى أدوات التحكم المادية والمتطلبات المتأصلة للنظر إلى مركز لوحة القيادة في سيارة تسلا أثناء القيادة أمرا مثيرا للجدل للغاية، على أقل تقدير، لكن العديد من المصنعين اتبعوا خطى الشركة الأميركية من خلال تصميمات داخلية أكثر تركيزا على الشاشة.
وأعلنت كل من ريفيان ومرسيدس – بنزس وبي.أم.دبليو وأودي وبورشه، وغيرها عن توفر المزيد من مساحة الشاشة أكثر من أي وقت مضى، والتي تتميز جميعها بعناصر تحكم مادية أقل، إن وجدت، لوظائف السيارة المشتركة.
وعلى الطرف الآخر من الطيف، أعادت شركة فولكسفاغن مؤخرا تطوير التصميمات الداخلية لسيارتها الكهربائية لتشمل عناصر تحكم منزلق مادية أكثر وضوحا للمناخ والراديو.كما أضافت سيارة هيونداي أيونك 5 الكهربائية الكورية الجنوبية مؤخرا صفا إضافيا من الأزرار اللمسية إلى لوحة القيادة الخاصة بها من أجل مستخدم أسهل وأسرع وصول.
ويبدو أن الأمر يشبه إلى حد ما وضع الشركة الأميركية بالنسبة لمصممي السيارات الداخلية، لذا فمن الذكاء أن تضع هيئات السلامة والهيئات التنظيمية أقدامها وترسم الخط في مكان ما.
ويسعى المختصون نحو جبهة السلامة، ولكن من الأفضل أيضا التعامل مع عناصر التحكم المادية، والتي غالبا ما يمكن القيام بها دون الحاجة إلى النظر إلى كل ما تلمسه.
وأكد معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة في الولايات المتحدة (آي.آي.أتش.أس) أنه لم يتم التخطيط حاليا لاختبارات أو متطلبات جديدة محددة في ما يتعلق بشاشات اللمس أو عناصر التحكم في الأزرار.
ولكن المعهد سلط الضوء على أن أي خيارات تصميم يمكن لشركات صناعة السيارات اتخاذها لتقليل الاهتمام المطلوب لوظائف السيارة الأساسية ستكون أمرا جيدا.
وأوضح أن شركات صناعة السيارات يجب أن دمج الأوامر الصوتية مع أنظمة المعلومات والترفيه في السيارة.
وأشارت الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة إلى التحديثات المقترحة علنا لبرنامج تقييم السيارات الجديدة من الفئة الأولى أو أن.سي.أي.بي، والذي يتضمن “الإضافة المحتملة لتقنيات المركبات الناشئة المتعلقة بتشتيت انتباه السائق”.
وغالبا ما تتمحور المناقشات المتعلقة بالقيادة المشتتة حول استخدام الهاتف الخلوي والرسائل النصية، لكن القيادة المشتتة تتضمن أيضا أنشطة أخرى مثل ضبط الراديو أو يمكن تصميم أدوات التحكم في المناخ أو الوصول إلى الأنظمة الأخرى داخل السيارة وواجهات الإنسان والآلة بشكل إستراتيجي لتجنب أو الحد من فرص تشتيت انتباه السائق.
1123 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع