رووداو ديجيتال:لم يكن الاديب باسم عبد الحميد حمودي النعيمي، الذي رحل ببغداد صباح اليوم الجمعة 10 آيار 2024، عن عمر 86 عام، مجرد كاتب او باحث وناقد وروائي، فهو بالاضافة الى كل هذا كان معلما لاجيال من الكتاب.. علمنا ماذا تعني الكتابة، وكيف علينا ان نهتم بدقة واناقة القصة الصحفية، وبناء البحث، والاهتمام بالكتابة عن الفلكلور العراقي واهميته كونه اهم باحث في هذا المجال، بل هو من شدنا الى السرد الشعبي ونبهنا اليه باعتباره جزء مهم من ثقافتنا العراقية. فهو من أبرز الكتّاب المهتمين في مجال الثقافة الشعبية والفلكلور والدراسات التراثية، وارتبطت مؤلفاته بدراسات الحياة الشعبية والعادات والتقاليد، مستفيدًا من تنقله المستمر بين المدن التي عمل فيها مدرّساً.
في بغداد التي ولد في كرخها عام 1937، كان جاري في حي الاعلام بحي الدورة قبل ان اترك العراق، وكنت التقيه في مكتبه عندما كان رئيسا لتحرير مجلة التراث الشعبي، كما التقيته كثيرا في اتحاد الكتاب والادباء العراقيين وفي المحافل الثقافية، وكان آخر لقاء معه في لندن عندنا زارها مع وفد شبكة الاعلام يوم كان أحد اهم امنائها.وحتى قبل ايام قليلة كنا نتواصل عبر شبكة الفيس بوك، ومن شدة تواضعه كان يتواصل مع الجميع، باعتبارنا تلامذته وابنائه واصدقائه، يثني على منشور، مرة، وينتقد قصة لتنبيه الكاتب لهفواته، ويشيد باخرى لانها اثرت به.
تخرج الاديب باسم عبد الحميد حمودي من قسم التاريخ في كلية التربية بجامعة بغداد عام 1960، وشغل منصب رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة. بدأ اهتمامه في مجال النشر في منتصف خمسينات القرن العشرين في جريدة "المجتمع" البغدادية.وكانت أول مقالة نشرها بعنوان "الفراغ" عام 1954. وبسبب النقص في المجلات العراقية آنذاك، اضطر لنشر كتاباته في مجلة "الأديب" في بيروت، وكانت تتصل كلها بالتراث الشعبي. وواصل الباحث والأديب الراحل عمله الصحافي منذ عام 2003 وحتى عام 2018 في صحيفة "المدى"، وواظب على نشر مقالات أسبوعية حتى أيامه الأخيرة في صحيفة "الصباح"، كما أن الراحل هو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.. وأنتج العديد من الدراسات القيمة التي أسهمت في إثراء المكتبة العربية بشكل عام، والعراقية على وجه الخصوص.
وبجانب عمله البحثي المتميز، برز الفقيد كصوت صحفي بارز، حيث ساهم بتأسيس العديد من المجلات والصحف الرائدة في العراق وكتب فيها باستمرار حتى آخر أيام حياته. ومن مؤلفاته التي تتنوع ما بين البحوث والنقد والقصة والرواية هي:السيرة الشعبية والذات العربية، القضاء العرفي عند العرب: معجم المصطلحات، الناقد وقصة الحرب: دراسة تحليلية، الوجه الثالث للمرآة، تغريبة الخفاجى عامر العراقى، ديوان الاقلام، رحلة مع القصة العراقية، شارع الرشيد، عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية، في دراما قصيدة الحرب: تنويع نقدي على قصيدة الفاو، في تفاصيل الحدث: الهامش في التاريخ العراقي، سحر الحقيقة: شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي، محمود العبطة فولكلورى عراقى يرحل 1920-1986، وكانت آخر نتاجاته الروائية" الباشا وفيصل والزعيم".
اليوم انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بنشر ما كتبه الادباء والفنانين الرثاء والنعي وتفاصيل رحلة الاديب الراحل باسم عبد الحميد حمودي الحياتية والابداعية. كذلك. ونعى رئيس مجلس الوزراء ا محمد شياع السوداني، للنخب الثقافية العراقية، رحيل الشخصية الوطنية والثقافية، الباحث التراثي والناقد المعروف باسم عبد الحميد حمودي.
وجاء في بيان صادرر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء: "لقد كان الراحل أحد أعمدة التراث الشعبي، وخدم الثقافة العراقية باحثاً ومؤرخاً وناقداً، منذ الخمسينيات وحتى لحظة رحيله.. خالص العزاء والمواساة لذوي الراحل ومحبيه".
كما نعى الاتحاد العام للادباء والكتاب الراحل حمدي في بيان جاء فيه:" ينعى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الناقد والباحث القدير باسم عبد الحميد حمودي، الذي فارق الحياة عن سبعة وثمانين عاماً من الإبداع، فجر اليوم الجمعة 10 أيّار 2024 في بغداد، بعد مسيرة حافلة بالعلم والثقافة والمنجزات، والبحث في مجال الفلكلور والتراث".
ونعى نقيب الصحفيين العراقيين، ورئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي، الباحث والناقد حمودي، وقال اللامي في تدوينة على منصة إكس: "رحلت والجميع يشهد أنك قدمت إبداعاً صادقاً ومؤثراً".
وقال نائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، في بيان تعزية لرحيل حمودي "تلقينا بأسى وحزنٍ بالغين رحيل الكاتب والروائي والمفكر باسم عبد الحميد حمودي، ونتقدم بأحر التعازي الى اتحاد الأدباء والكتاب وذوي المتوفي، سائلاً الباري عز وجل أن يتغمده بوافر رحمته".
720 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع