العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان:خلال شهر تموز/يوليو 1977، أزاح الجنرال الباكستاني محمد ضياء الحق الرئيس ذو الفقار علي بوتو من سدة الحكم ليستفرد بذلك بالسلطة، وما بين عامي 1978 و1988، شغل محمد ضياء الحق منصب الرئيس السادس بتاريخ باكستان، وأثناء فترة حكمه، شهدت البلاد توجهات نحو الإنتاج الصناعي وتحسنا للاقتصاد.
وفضلا عن ذلك، أمر الأخير بتسريع البرنامج النووي الباكستاني للحصول على القنبلة النووية، كما اتجه في الآن ذاته لتوفير إمكانيات هائلة لذلك. أيضا، عارض الأخير التدخل السوفيتي بأفغانستان واعتمد سياسة تقارب مع الولايات المتحدة الأميركية والصين الشعبية.
إلى ذلك، عرفت فترة حكم محمد ضياء الحق نهاية غير متوقعة. فخلال العام 1988، تعرض الأخير لحادث طائرة أودى بحياته.
سقوط طائرة الرئيس
يوم 17 آب/أغسطس 1988، توجه الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق، رفقة بعثة رسمية، نحو منطقة بهاولبور لزيارة إحدى الكنائس المحلية وتقديم واجب العزاء عقب حادثة مقتل إحدى النساء المسيحيات بالمنطقة. وعقب توقفه لفترة وجيزة بموقع التدريبات العسكرية بتاموالي لحضور تجربة دبابات أميركية من نوع أبراهامز، غادر الأخير المنطقة على متن مروحية عسكرية ليحل بمطار بهاولبور.
من مطار بهاولبور في حدود الساعة الخامسة عشر وأربعين دقيقة بتوقيت باكستان يوم 17 آب/أغسطس 1988، أقلعت طائرة الرئيس محمد ضياء الحق. وعلى متن هذه الطائرة، التي كانت من نوع سي 130، تواجد 30 فردا تمثلوا في 17 شخصا من طاقم الطائرة و13 مسافرا كان من ضمنهم الرئيس الباكستاني والسفير الأميركي أرنولد رافييل (Arnold Raphel) ومسؤول البعثة العسكرية الأميركية بباكستان هربرت واسوم (Herbert M. Wassom) إضافة لعدد من كبار العسكريين الباكستانيين.
وبعد مضي بضعة دقائق، فقد مسؤولو الاتصال في حدود الساعة الخامسة عشرة وواحد وخمسين دقيقة الاتصال بطائرة الرئيس التي شوهدت، من قبل عدد من الشهود، وهو تهوي بسرعة شديدة نحو الأرض. وبسبب سرعة النزول، ارتطمت الطائرة بالأرض وانفجرت قبل أن تتحول لمجموعة قطع من الحطام متسببة بذلك في مقتل جميع من كانوا على متنها.
محمد ضياء الحق خلال أحد الاحتفالات العسكريةمحمد ضياء الحق خلال أحد الاحتفالات العسكرية
تحقيقات باكستانية وأميركية
أثارت هذه الحادثة حالة من الانقسام بين الأميركيين والباكستانيين. فحسب التحقيقات الأميركية، هوت طائرة الرئيس الباكستاني بسبب خلل ميكانيكي بعدد من أجهزتها. فضلا عن ذلك، تحدث التقرير الأميركي عن وقوع العديد من الحوادث المشابهة بطائرات سي 130. من جهة ثانية، شكك عدد من الخبراء الأميركيين بسلاح الجو بمدى صحة التقرير الذي تحدث عن خلل ميكانيكي من دون استبعاد وجود عملية اغتيال.
وفي الأثناء، ذهب تقرير المحققين الباكستانيين لأبعد من ذلك وتحدث عن عملية اغتيال. فعقب حديث شركة لوكهيد (Lockheed) المصنعة لطائرات سي 130 عن صعوبة سقوط الطائرة بسبب الخلل الذي تحدث عنه التقرير الأميركي، شكك المحققون الباكستانيون في إمكانية إسقاط طائرة محمد ضياء الحق عمدا. ومع عدم عثورهم على مواد متفجرة بالطائرة، تحدث المحققون الباكستانيون عن إمكانية قيام عدد من الأشخاص بتخريب النظام الميكانيكي لطائرة الرئيس.
أسفرت حادثة مقتل ضياء الحق عن بروز بوادر خلاف بين الأميركيين والباكستانيين. وفي الأثناء، شكك كثيرون في وقوف أطراف أجنبية وراء العملية. وبينما وجه البعض أصابع الاتهام للأميركيين، اتهم آخرون السوفيت بسبب وجود رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة الجنرال أختر عبد الرحمن، الذي عرف بعلاقاته مع قوات المجاهدين بأفغانستان، ضمن القتلى.
895 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع