كامالا هاريس مدعاة فخر قرية أجدادها في الهند

لافتة في قرية ثولاسيندرابورام الهندية تتمنى الفوز لكامالا هاريس (فيشوام سانكاران)

الأندبيندت عربية:في قرية نائية بجنوب الهند يستمر السكان في دعم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بفضل علاقات عائلتها التاريخية بالقرية، ويأملون في أن يؤدي فوزها بالانتخابات الرئاسية إلى تعزيز الروابط بين الهند والولايات المتحدة ويعود بالفائدة على القرية.

بين أشجار جوز الهند والأكواخ وحقول الرز في هذه القرية النائية في جنوب الهند، ثمة مشهد غريب: مجموعة من اللافتات الزرقاء العملاقة عليها رسم لوجه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، وجميعها تتمنى لها - باللغة التاميلية المحلية - الحظ في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني).

على رغم مرور أكثر من قرن على ولادة جد هاريس في ثولاسيندرابورام، وهي قرية صغيرة تبعد ما يقارب 300 كيلومتر عن عاصمة الولاية تشيناي، لا تزال المرشحة الديمقراطية وعائلتها محافظين على علاقات جيدة مع موطنهم الأصلي، وهذا ما أكسبها دعم القرية البعيدة جداً عن العاصمة واشنطن.

خارج معبد القرية الذي يبلغ عمره 300 عام والمخصص للإله الهندوسي ساستا، ثمة لوحة حجرية سوداء تحمل أسماء المتبرعين الرئيسين. من بين الأسماء المكتوبة يوجد اسم كامالا هاريس إلى جانب مبلغ 5000 روبية (46.50 جنيه استرليني - 60 دولاراً أميركياً) قامت بالتبرع به عام 2014، في وقت كانت لا تزال تعمل كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا.

يعج معبد "سري دارما ساستا" بالحركة في الساعة السادسة والنصف صباحاً، إذ تفتح المتاجر أبوابها قبل صلاة الصباح. يتذكر سيفا كومار، الكاهن المسؤول عن جدول الصباح، أن أحد أقارب هاريس تبرع لدعم المعبد نيابة عنها.

وبحسب آن ماهيشواري، التي تدير متجر بقالة قرب المعبد: "حتى بعد أن انتقلت عائلتها [هاريس] من القرية، ما زالوا يدعمون الصلوات في المعبد، ولا يتخلون عن جذورهم. هذا مصدر فخر لنا".

ولد جد هاريس، بي في غوبالان، في ثولاسيندرابورام في مطلع القرن الـ20 وانتقل من القرية بداية إلى مدينة تشيناي ومن ثم إلى دلهي، ليصبح موظفاً حكومياً في الهند التي كانت حينها تحت الحكم البريطاني. مهد نجاحه الطريق لوالدة هاريس، شيامالا غوبالان، للانتقال إلى الولايات المتحدة عندما كانت تبلغ من العمر 19 سنة لدراسة الطب الحيوي في جامعة كاليفورنيا بركلي. وهناك التقت بزوجها المستقبلي دونالد هاريس، المهاجر من جامايكا.

يبدو أن جميع من في القرية تقريباً على دراية بتاريخ عائلة هاريس، على رغم أن المنزل الذي بدأت فيه تلك القصة لم يعد موجوداً. يقدر الناس في القرية أن العائلة لا تزال تتذكر جذورها، وأن أفراد عائلة هاريس الذين يعيشون في الهند ما زالوا يزورون المعبد بانتظام.

يفيد رامالينغام، الذي يعيش قرب المعبد، في حديث مع "اندبندنت": "يزور خالها بالاشاندران من دلهي وخالتها سارالا من تشيناي المعبد المحلي مرة واحدة في السنة في الأقل. فالعائلة لا تزال مرتبطة بالقرية".

على طول الطريق الرئيس في القرية وعلى بعد مئات الأمتار من المعبد، يوجد حي للبراهمة [أفراد الطبقة العليا في المجتمع الهندي] – إذ إن الفصل الطبقي لا يزال موجوداً في عديد من المناطق الريفية في الهند - يقول السكان إن أجداد هاريس عاشوا في ذلك الحي على الأرجح.

تزين المنازل هنا شرفات كبيرة أو منصات مرتفعة، وهي سمة مميزة لمنازل العائلات الأفضل حالاً في القرى في المنطقة، إلى جانب ميزات أخرى مثل الأرضيات الأسمنتية وخزان كبير لتخزين المياه في أحد أركان المنزل.

قرب ذلك المكان يعيش المصرفي المتقاعد آن كريشنامورثي، الذي أصبح نوعاً ما "المسؤول" عن جميع الأمور المتعلقة بهاريس وأسلافها. ويقول كريشنامورثي: "قبل 80 عاماً تقريباً، كان يعيش السيد غوبالان هنا مع زوجته راجام. كانوا يقيمون في منزل في هذه الزاوية في نهاية الأغراهارام [أراضي البراهمة]، لكن المنزل لم يعد موجوداً، وتحول المكان إلى أرض قاحلة الآن".

أثناء حديثه إلى "اندبندنت"، تلقى كريشنامورثي عديداً من المكالمات الهاتفية من أشخاص يستفسرون عن احتمالات فوز هاريس بالانتخابات الآن بعد تنحي بايدن عن السباق، مما جعل هاريس المرشحة الديمقراطية المفترضة.

يشرح كريشنامورثي، الذي عاش في القرية على مدى السنوات الـ15 الماضية: "لم تكن السيدة هاريس معروفة جيداً في القرية حتى أعلن أنها مرشحة لمنصب نائب الرئيس [في أغسطس (آب) 2020]. حينها بدأنا في جمع المعلومات عنها".

ويقال إن هاريس سبق وزارت ثولاسيندرابورام عندما كانت في الخامسة من عمرها، وخلال بعض مقابلاتها الإعلامية استحضرت ذكريات المشي مع جدها على الشاطئ في تشيناي، لكنها ومنذ أن أصبحت نائبة للرئيس لم تعد إلى تاميل نادو، ولم تزر الهند أبداً.

على رغم ذلك، يقول السكان إنه ستكون هناك احتفالات كبيرة إذا تمكنت من التقدم والدخول إلى البيت الأبيض. وتشير ماهيشواري، صاحبة المتجر، إلى روزنامة فيها صور للرئيس بايدن وهاريس موضوعة بفخر على الطاولة.

وتقارن ماهيشواري هاريس وعائلتها بآخرين: "الأشخاص الذين يهاجرون من القرية إلى الشمال داخل الهند ينسون تاريخ أسلافهم"، مضيفة: "لقد تابعنا مسيرتها منذ ترشيحها لمنصب نائبة الرئيس عام 2020. في ذلك الوقت، صلينا صلوات خاصة في المعبد عندما فازت ووزعنا الحلوى للاحتفال بفوزها. وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا أصبحت رئيسة هذه المرة".

يعتقد بعض أهالي القرية أن فوز هاريس قد يعزز العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، لكنهم واقعيون في شأن احتمال أن تنعكس هذه الفوائد على القرية الصغيرة التي تبعد 8 آلاف ميل من العاصمة واشنطن.

"كان ثمة كثير من التغطية الإخبارية حول قريتنا عندما أصبحت نائبة للرئيس، وبعد ذلك جاء المسؤولون، بما في ذلك مسؤولون من القنصلية الأميركية، لتفقد المدارس والأحواض المائية هنا. لم يحدث شيء بعد ذلك"، تقول إحدى المقيمات بينما تحضر العلف لأبقارها، وتضيف: "نحن نفهم أنه الآن ليس لديها كثير لتقدمه لمساعدة القرية، لكننا ما زلنا نأمل في أن تفوز".

بافتراض أنه سيتم الإعلان عن هاريس كمرشحة الحزب الديمقراطي خلال مؤتمر الحزب الشهر المقبل، ستواجه دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، وهناك كثير من المعجبين في الهند بالمرشح الجمهوري الذي كان على علاقة جيدة خلال فترة ولايته مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

لكن لا يوجد مؤيدون لترمب في ثولاسيندرابورام، إذ يقول عديد من السكان إنهم مهتمون بمتابعة الانتخابات الأميركية فقط بسبب هاريس.

أحد سكان القرية، مانييان أس، يرى الأمر على هذا النحو: "ترمب أميركي، لكن هاريس امرأة ذات جذور هندية، وأصولها من أرضنا. ستكون مصدر فخر كبير إن فازت امرأة من أرضنا بالانتخابات الأميركية".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

779 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع