الهوس الجنسي ينشّط مافيا تهريب خيار البحر من مصر إلى آسيا

حيوان لا فقاري من عائلة شوكيات الجلد وتستخدم حيل متعددة لتصديره بأسماء وهمية والصينيون يقبلون عليه لتحسين أدائهم

تعدد أساليب تداول خيار البحر في مصر بعد الاصطياد الجائر لها من مناطق انتشارها بالبحر الأحمر (اندبندنت عربية)

ملخص
أظهرت دراسة لباحث مصري انخفاضاً في أعداد خيار البحر نتيجة الصيد الجائر، وعدم خضوع هذه الممارسات للرقابة وتوصل إلى أن أنواع خيار البحر في المنطقة تقلصت من 13 نوعاً إلى 7 فقط خلال الفترات 2000 و2006 و2016.

"كدت أفقد حياتي، بعدما نفد الأوكسجين من أسطوانة الغوص"، تسع كلمات تلخص مشهداً لا يغفله مصطفى كساب حين خاض رحلة الموت في شلاتين، بعد انضمامه إلى عمليات غوص "غير شرعية"، استهدفت صيد "خيار البحر" المحظور تداوله أو الاتجار به في مصر.

في العاشرة مساء تبدأ رحلة كساب وسط عصابات صيد وتهريب خيار البحر، إذ عليه أن يرضخ لقوانين وضعها السماسرة للابتعاد من أعين الأمن، منها التزام أوقات العمل المحددة، التي دائماً ما تكون في ساعات الليل حتى الانتهاء منها فجراً. يقول كساب، "شاركتهم العمل في المناطق المحظور الصيد فيها بالبحر الأحمر. كنا نستخدم مراكب صيد مجهزة بأدوات غوص حديثة، تحت إشراف مقاولين يتسلمون الأصناف المتنوعة التي نصطادها من خيار البحر بغرض تهريبها".

وتحظر مصر صيد أو تداول أو الاتجار بـ"خيار البحر" أو تصديره إلى الخارج، وفق القرار الرئاسي رقم 102 لسنة 1983، وقانون البيئة المصري رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته، وقرار محافظة البحر الأحمر الصادر في أبريل (نيسان) 2000، إضافة إلى قوانين حماية الحياة البحرية.

وخيار البحر حيوان لا فقاري من عائلة شوكيات الجلد، يقتصر وجوده في مصر بمناطق محدودة بالبحر الأحمر، بسبب الصيد المكثف له على مدى العقود الأخيرة، خصوصاً مع مطلع الألفية الثانية، ومن وظائفه أنه يسهم في التخلص من الرواسب والمواد العضوية بالتغذي عليها وتحويلها إلى "رمال"، مما يزيد من أهميته ككائن بحري في تنقية مياه البحر الأحمر، إضافة إلى فوائده الواسعة للبيئة البحرية.

مافيا عابرة للحدود

بالبحث، رصدت "اندبندنت عربية" تعدد أساليب تداول خيار البحر في مصر بعد الاصطياد الجائر لأصناف اقتصادية من مناطق انتشارها بالبحر الأحمر، بين توزيعه محلياً أو تصديره بأسماء "وهمية" مثل "سمك رملي" إلى دول آسيوية، أهمها الصين.

وفق شهادات متطابقة، فإن حيلة الأسماء الوهمية هي الأكثر استخداماً من قبل المهربين لاجتياز نقاط التفتيش، وعبور هذه الأصناف إلى دول جنوب شرقي آسيا.

ويشير تقرير أعدته منظمة "ترافيك" (هيئة دولية غير حكومية تكافح أنشطة التجارة غير المشروعة في الكائنات البرية والنباتات، مقرها المملكة المتحدة)، إلى أن من بين تسعة مضبوطات مبلغ عنها لخيار البحر في بلدان أفريقية خلال الفترة بين عامي 2017 و2019، كان مصريون متورطين في تصدير شحنة غير مشروعة تحوي 1900 كيلوغرام من خيار البحر المجفف إلى هونغ كونغ، وادعى المهربون أنها عبارة عن "عظام حبار"، قبل أن تضبط.

وكثيراً ما تعلن الأجهزة الأمنية في مصر اكتشاف محاولات تهريب أصناف من خيار البحر إلى الخارج عبر استخدام أساليب وطرق مشابهة، منها ضبط سلطات إدارة مباحث قرية بضائع مطار القاهرة الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، محاولة تهريب كميات من خيار بقيمة تقدر بـ8 ملايين جنيه (165 ألف دولار)، داخل طرد كان في طريقه إلى الصين، بواسطة إحدى الشركات تحت مسمى أكسسوارات إلى هونغ كونغ.

ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية في أكثر من واقعة في اكتشاف عمليات تهريب لخيار البحر في أثناء تفتيش مغادرين من مطار القاهرة ينتمون إلى جنسيات شرق آسيوية. وفي يوليو (تموز) 2016 اكتشفت إدارة التأمين بمطار القاهرة الدولي راكبة صينية حاولت تهريب 28 كيلوغراماً من خيار البحر المحظور حيازتها في أثناء إنهاء إجراءات سفرها عبر رحلة متجهة إلى أديس أبابا.

وبدت شكوك تحوم حول اجتذاب مهربين لأفراد تؤدي مهام التأمين، لتسهيل عبور هذه الشحنات إلى الخارج. وأحبطت سلطات مطار القاهرة الدولي في نوفمبر 2017 محاولة تهريب كمية كبيرة من خيار البحر وكائنات بحرية أخرى محظور تداولها قدرت قيمتها بنحو 4 ملايين جنيه (82 ألف دولار)، كانت بحوزة راكبين قبل تهريبها خارج البلاد بمساعدة عدد من العاملين في المطار.

تطرقت ورقة لـ"سايتس" ضمن فعاليات مؤتمر المناخ "كوب 18"، إلى استهداف عملية تصدير خيار البحر أسواقاً رئيسة، معظمها في هونغ كونغ وجزيرة تايوان وسنغافورة، ثم يعاد تصديره إلى البلدان ذات الأعداد الكبيرة من السكان الصينيين. ويشترط منح تصاريح لتصدير الأصناف المهددة بالانقراض من خيار البحر والتجارة الدولية فيها، مما يتطلب فهماً من موظفي الجمارك بالأنواع التي تحتاج إلى مثل هذه التصاريح.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

619 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع