رووداو ديجيتال:يحتفل الصابئة المندائيون ، بـ"عيد الازدهار"، وحسب التسمية المندائية "دهفة حنينا"، أو" دهفة طرمة"، وهو أصغر الأعياد لدى أتباع الديانة المندائية والتي تعد اقدم الاعياد في وادي الرافدين، حسب ايضاح نزار شنيشل، رئيس الجمعية الثقافية المندائية في اقليم كوردستان ومقرها في اربيل.
وعن طقوس هذا العيد، قال شنيشل لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاربعاء، 30 تشرين الاول 2024:"في هذا العيد، وبقية اعياد المندائيين تبدأ طقوس التعميد للعوائل المندائية وخاصة الذين لم يعمدوا من قبل، كما تبدأ العائلات بإعداد فطور مميز، مكون من الرز المطبوخ واللبن والتمر، ويرمز الى المناسبة التي ترتبط بـ(بداية الارض) وتهيئتها لخلق آدم وحواء".
وأضاف ان هذا العيد يأتي بالمرتبة الثانية بعد رأس السنة المندائية، وسبب تسميته بعيد الازدهار:"هو اقترانه بموسم تفتح الازهار و انتصار عالم النور على عالم الظلام، وتهيئة الأرض لخلق آدم وحواء، وشق الأنهر ". وحسب المصادر التاريخية فإن: "الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات التوحيدية، ويتمركز أبناؤها في بغداد ومدن جنوبي العراق مثل العمارة والبصرة، قرب الأهوار والأنهر، نظرا لارتباط طقوسهم بالماء الجاري، كالتعميد وعمل الثواب والصلاة".
واوضح رئيس جمعية الثقافة المندائية في اربيل بان:" طقس التعميد، يعد من أبرز أركان الديانة، والذي يعني تطهيرا لـ(الجسد والروح) من كافة الخطايا والذنوب، وعلى كل صابئي أن يتعمد بعد ولادته بسنوات قليلة، وأيضا عند الزواج وبعد أن يرزق بأطفال، ومن شروط التعميد أن يقام في نهر أو بحيرة، أي داخل ماء جار وليس ساكنا، وهذا ما دفع أبناء الديانة الى التمركز منذ الأزل قرب الأنهار والأهوار في جنوب العراق، حيث ترتبط طقوس التعميد أو الصلاة أو الزواج بالماء".
وأشار الى :"عدم وجود رجل دين مندائي في اربيل للقيام بطقس التعميد الذي يجب ان يقوم به رجل دين، وعندنا في الجمعية حوض تعميد او نقوم بهذا الطقس في شقلاوة من قبل ردل دين زائر خاصة في مناسبات الزواج والاعياد".
يذكر ان للصابئة 4 أعياد رئيسة ومناسبات عدة أخرى، الأول هو عيد الخليقة (البرونايا) وفيه خلق الخالق عوالم النور العليا، ويستمر لمدة 5 أيام، والثاني هو عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالاضافة الى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويستمر 7 أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام ، والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير الذي يصادف اليوم".
وشكر شنيشل "حكومة اقليم كوردستان التي خصصت مقرا لجمعيتهم الثقافية في عين كاوة،اربيل والتي نقيم فيها الكثير من النشاطات الثقافية والدينية"، وقال:"ان عدد المندائيين في العراق كان يتراوح ما بين 70 الى 100 الف، وبعد 2003 واجه المندائيون الكثير من التهديدات التي تتعلق ببقاءهم كأحد أبرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، من بينها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى كثير من الاعتداءات والانتهاكات، بينها السرقة والاختطاف بشكل مباشر ومستمر، ما أدى الى هجرة الكثير منهم الى استراليا، حيث توجد اكبر طائفة للمندائيين، والسويد والمانيا وهولندا وانكلترا". مضيفا:"وحاليا عاد الكثير من المندائيين للاستقرار في اقليم كوردستان، ويوجد اكثر من الف صابئي مندائي في اربيل".
584 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع