حكومة السوداني أمام تحديات صعبة في إنجاح مسعاها إلى التهدئة
العرب:واشنطن/بغداد - حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحكومة العراقية من أنها قد تواجه ضربة إسرائيلية إذا لم تمنع هجوما إيرانيا على الدولة العبرية من أراضيها، وفقا لما أورده موقع أكسيوس مساء الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أميركيين.
وتهدف الولايات المتحدة إلى ردع أي هجمات إيرانية محتملة على إسرائيل وتخشى أن يؤدي الهجوم القادم من العراق إلى تصعيد الوضع الإقليمي المتوتر بالفعل.
وتشير المخابرات الإسرائيلية والأميركية، إلى أن إيران تخطط لشن هجوم كبير على إسرائيل من الأراضي العراقية ردا على ضربة إسرائيلية على أصول إيرانية في 25 أكتوبر، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
ومنذ تلك الضربة الإسرائيلية، يقول المسؤولون، كان الحرس الثوري الإيراني ينقل طائرات بدون طيار وصواريخ بالستية إلى الميليشيات الشيعية في العراق ويخطط لضربة منسقة على إسرائيل.
وأصدرت الولايات المتحدة تحذيرات عامة وخاصة لإيران بالامتناع عن مثل هذا الهجوم، ولكن كما أشار أحد المسؤولين الأميركيين، فإن إيران لم تظهر بعد استعدادها لخفض التصعيد.
وقال مسؤول أميركي لأكسيوس إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أثار القضية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأحد، محذرا من الهجوم الإيراني المخطط له.
وفي اليوم التالي، ناقش وزير الخارجية أنتوني بلينكن أيضًا التهديد مع السوداني. وحث كل من سوليفان وبلينكن رئيس الوزراء العراقي على وقف هجمات الميليشيات الشيعية على القوات الأميركية في العراق وسوريا وكذلك ضد إسرائيل، والتي زادت في الأسابيع الأخيرة.
وقال المسؤولان إن سوليفان وبلينكن وجها أيضا رسالة واضحة: يجب ألا تسمح الحكومة العراقية بأي هجوم تقوده إيران على إسرائيل من الأراضي العراقية.
ونقل أحد المسؤولين الأميركيين كجزء من رسالة إدارة بايدن إلى السوداني "إذا لم تفعل ذلك، فلن نتمكن من منع إسرائيل من ضرب العراق".
وفي بيان رسمي، دعا وزير الخارجية الأميركي الحكومة العراقية إلى ممارسة سيطرتها على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات من أراضي العراق، وذلك خلال اتصال هاتفي بين بلينكن والسوداني.
وناقش بلينكن والسوداني، وفق بيان للخارجية الأميركية الثلاثاء "الجهود الدبلوماسية الجارية لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن"، كما ناقشا "الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل في لبنان يضمن عودة المواطنين على جانبي الخط الأزرق إلى ديارهم".
ودعا بلينكن "الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها بحماية الموظفين الأميركيين وملاحقة المسؤولين عن الهجمات من العراق على الموظفين الأميركيين في العراق وسوريا، بما في ذلك الهجمات التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران".
وأكد الوزير الأميركي على "أهمية عدم جر العراق إلى صراع إقليمي وشدد على ضرورة أن يمارس العراق سيطرته على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات غير مصرح بها من أراضيه".
وتعهد بلينكن والسوداني، وفق البيان، "بمواصلة المشاورات بشأن القضايا الإقليمية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق".
وأوضح رئيس الوزراء العراقي ومستشاروه سراً وفي تصريحات للصحافة العراقية أنهم لا يريدون جر العراق إلى الصراع الإسرائيلي الإيراني.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله، الثلاثاء، عن مسؤول كبير في إحدى الميليشيات الشيعية في العراق، قوله إن السوداني لم يفلح في إقناع الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق بوقف هجماتها ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن السوداني "كثّف جهوده في التواصل مع أكثر من طرف للضغط على إسرائيل بغرض دفعها إلى التراجع عن تهديداتها بقصف مواقع عراقية، في مقابل عدم السماح لإيران باستخدام أرض بلاد الرافدين ساحة للرد على تل أبيب".
وأكد القيادي أن "الحكومة تواجه حاليا تحديا صعبا في إنجاح مسعاها إلى التهدئة، في ظل وجود فصائل تهدّد وتتوعد بقصف المصالح الأميركية والإسرائيلية، لكن في الوقت نفسه لا تُلام المقاومة لكونها تتصدى لجرائم الاحتلال".
وذكرت منصات مقربة من الحكومة العراقية أنها على تواصل مستمر مع دول عدة، ومنها الولايات المتحدة، بهدف تحييد العراق عن ساحة الصراع، وذلك تجنباً لهجوم إسرائيلي يبدو وشيكا على العراق، محذرة من استهداف منشآت نفطية أو موانئ، كما حصل في دول أخرى.
وتستهدف ميليشيات موالية لإيران مناطق إسرائيلية بطائرات مُسيرة تطلق من العراق، وفي الرابع من أكتوبر الماضي، قتلت طائرة مسيرة استهدفت لواء الجولاني شمالي إسرائيل، جنديين إسرائيليين وأصابت نحو 23 آخرين.
ونقلت تقارير في الأيام الماضية أن الفصائل العراقية الشيعية المدعومة من طهران، قد تهاجم إسرائيل خلال الأيام المقبلة، وذلك بصورة مختلفة عن عمليات الإطلاق المستمرة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تواصل إطلاق مسيّرات وصواريخ كروز ضد مناطق إسرائيلية.
وأشارت التقارير الأسبوع الماضي إلى أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أصدر تعليماته للمجلس الأعلى للأمن القومي للاستعداد لهجوم على إسرائيل.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الخميس الماضي، قرر خامنئي الهجوم بعد أن استعرض تقريرا مفصلا من كبار القادة العسكريين حول مدى الضرر الذي لحق بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي حول طهران والبنية التحتية الحيوية للطاقة وميناء رئيسي في الجنوب.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لاحقًا لشبكة "سي إن إن" إن إسرائيل في "مستوى عالٍ من الاستعداد" للرد من إيران.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، الأحد الماضي، إن بلاده لا يمكن أن تترك هجوم إسرائيل يمر دون رد.
ومع ذلك، وفي إشارة إلى أن إيران لا تزال تناقش كيفية الرد، قال إن "نوع وكثافة ردنا" يمكن أن يتغير إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان.
732 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع