شفق نيوز/ محمد عبد الوهاب، طالب في السنة الثالثة بكلية طب الأسنان في اربيل، قرر إلى جانب دراسته إطلاق مطعم متنقل مختص في تحضير "البرغر" باستخدام اللحم المحلي، بهدف تحقيق الاستقلال المالي وتوفير فرص عمل للشباب.
وتعتبر اربيل بيئة جاذبة لهذا النوع من المشاريع، سيما مع الاهمية التي تحظى بها المدينة على الصعيدين السياحي والثقافي، اضافة الى التنوع السكاني القومي والديني الفريد من نوعه.
يقول محمد لوكالة شفق نيوز عن مشروعه: "قمنا بتجهيز هذا الباص وتحويله إلى مطعم صغير، نبيع فيه البرغر فقط، وقد كانت الفكرة نابعة من حاجتنا إلى العمل بسبب الظروف التي يمر بها الإقليم".
ويتابع الشاب محمد قائلاً: "في البداية، كان والدي يعارض الفكرة، لكنه مع الوقت تفهم الأمر، خاصة أن المشروع لم يكن فقط من أجلي، بل من أجل دعم إخوتي وأصدقائي أيضًا، حيث وفرنا من خلاله فرص عمل لعدد من الشباب".
وحول تكلفة المشروع أوضح محمد، أنه "وصل الى نحو 80 ألف دولار، وانه ينوي ان يحوله مستقبلاً الى مطعم فعلي او (كشك كبير)"، كما اعتبر ان "العمل في مشروع خاص به من غير اختصاصه في مجال الطب أفضل بكثير من أن يعمل موظفا في شركة طبية براتب شهري قليل لا يكفي لسد احتياجاته المعيشية".
وأضاف أن "العمل في هذا المشروع هو أيضا لجمع مبلغ مالي جيد يكفي لبناء مشروع في اختصاصي حيث لدي أفكار لافتتاح عيادات طبية متنقلة مثل هذا المطعم وهي فكرة غير مطروقة".
ويؤكد محمد أن "المشروع يساعده في تغطية نفقات دراسته الجامعية"، ويبعث برسالة واضحة إلى أقرانه قائلاً "أنصح الشباب بأن يعتمدوا على أنفسهم وألا ينتظروا التعيينات الحكومية أو أي فرص تأتيهم دون سعي، عليهم أن يعملوا بجد ويبنوا مستقبلهم بأنفسهم، فالحياة تحتاج إلى المبادرة والاجتهاد"، على حد تعبيره.
ومؤخراً بات الإقبال متزايدا بشكل كبير على هذه النوعية من المشاريع التي تساعد الشباب في الحصول على أعمال خاصة بهم، وعند التجول ليلا في شوارع أربيل الرئيسة تجد العشرات من العربات والباصات حُولت الى مطاعم متنقلة وتبيع مختلف المأكولات.
بدوره يقول يوسف وهو احد المشتركين بالمشروع، إن "ما قام به محمد مثال رائع على المبادرات الشبابية الناجحة، سيما، وان المشروع لا يوفر له فقط مصدر دخل، بل أيضاً يتيح فرص عمل لعدد من الشباب، وهو دليل على امكانية تحقيق النجاح بالاعتماد على الذات والاجتهاد".
ويرى عدد آخر من أصدقاء محمد، أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يعد هذا المشروع فرصة جيدة للشباب الذين يرغبون في العمل واكتساب الخبرة، مؤكدين أن "محمد" لم ينتظر الفرص، بل صنعها بنفسه، وهذا ما نحتاجه اليوم، على حد قولهم.
1138 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع