كيف نقل بشار الأسد وثائقه ومقتنياته الثمينة قبل هروبه من سوريا؟ .. وما علاقة الإمارات بذلك؟

يوحي التحقيق الذي نشرته وكالة رويترز أن دولة الإمارات كانت على علم بتحركات الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبيل سقوط نظامه. ويشكف التحقيق أن طائرة خاصة قامت بنقل أموال ووئائق ترتبط بشبكة أعمال الأسد إلى الإمارات.

مونت كارلو الدولية:نشرت وكالة رويترز تحقيقاً يجيب عن الكثير من الأسئلة التي طرحت حول تفاصيل هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبيل الإعلان عن سقوط نظامه في الثامن من ديسمبر كانون الأول.

ويكشف التحقيق تفاصيلاً عن رحلات جوية قامت بها طائرة خاصة لتهريب أموال ووثائق ترتبط بالأسد إلى الإمارات قبيل سقوط نظامه.

استندت الوكالة العالمية إلى إفادات 14 مصدرا سوريا مطلعا على الخطة، من بينهم موظفو مطارات وضباط سابقون في المخابرات والحرس الجمهوري ومصدر من داخل شبكة أعمال الأسد، بالإضافة إلى تتبع مسار الرحلات عبر مصادر مفتوحة والاطلاع على محادثات بين مساعدي أحد مستشاري الأسد. وخرج التحقيق بالرواية التالية:

أخفى الأسد مكان إقامته حتى عن أقرب أفراد عائلته وأبقاه سرا، خلال الأيام الأخيرة قبيل سقوط نظامه.

وبينما كانت الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، تتقدم باتجاه دمشق، تولّت طائرة خاصة مهمة تهريب الأموال والمقتنيات الثمينة والوثائق السرية التي تخص شبكة الأعمال المرتبطة بالأسد إلى الإمارات.

رتب المستشار الاقتصادي الأبرز للرئيس المخلوع، يسار إبراهيم، استئجار الطائرة لنقل مقتنيات الأسد الثمينة وأقاربه ومساعديه وموظفين من القصر الرئاسي إلى الإمارات على متن أربع رحلات، انطلقت آخرها من قاعدة روسية. واستأجر إبراهيم الطائرة من رجل الأعمال اللبناني محمد وهبة، بموجب "عقد إيجار لا يوفر الخدمات". وهبة عرض الطائرة للبيع، عبر صفحته على لينكدن، في يناير/كانون الثاني.

نفذت الطائرة "إمبراير ليغاسي 600" أربع رحلات متتالية إلى سوريا خلال 48 ساعة قبل سقوط النظام. والطائرة التي تحمل الرقم التعريفي"سي5-إس.كيه.واي" مسجلة في جامبيا.

كانت الطائرة تتجه في كل مرة إلى مطار البطين في أبوظبي، والذي تستخدمه كبار الشخصيات والمعروف بالحفاظ الصارم على الخصوصية.

نقلت الطائرة حقائب سوداء لا توجد عليها علامات وتحتوي على مبلغ نقدي لا يقل عن 500 ألف دولار، بالإضافة إلى الوثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات مخابراتية مهمة عن "المجموعة"، وهو الاسم الرمزي الذي استخدمه الأسد ومعاونه إبراهيم للشبكة المعقدة من الكيانات الممتدة في قطاعات الاتصالات والخدمات المصرفية والعقارات والطاقة وغيرها من الأنشطة.

غادرت الرحلة الرابعة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من قاعدة حميميم الجوية العسكرية، والتي تشغلها روسيا قرب اللاذقية على الساحل السوري. وفر الأسد إلى روسيا في اليوم نفسه من القاعدة نفسها.

مدرعة إماراتية
وغادر على متن الرحلة التي انطلقت من حميميم، أحمد خليل خليل، وهو مساعد مقرب من إبراهيم وناشط في شبكة الأسد. وصل إلى القاعدة الروسية في سيارة مدرعة تابعة للسفارة الإماراتية وكان في حوزته 500 ألف دولار نقدا. وكان خليل قد سحب المبلغ قبل يومين من حساب في بنك سورية الدولي الإسلامي. ويخص المبلغ شركة البرج للاستثمار ومقرها دمشق.

في 11 ديسمبر الأول تبع إبراهيم مساعده إلى أبوظبي.

وقال أحد المصادر الخمسة التي تعمل بالمطار إن "السيارات كانت تتجه نحو الطائرة في كل مرة تهبط فيها، وتبقى هناك لفترة قصيرة ثم تغادر قبل إقلاعها مرة أخرى".

ونقلت الرحلة الثانية من دمشق لوحات وبعض المنحوتات الصغيرة.

وفي السابع من ديسمبر كانون الأول، عادت الطائرة إلى دمشق عند قرابة الرابعة عصرا ثم غادرت إلى البطين للمرة الثالثة بعد أكثر من ساعة، وهذه المرة محملة بحقائب من النقود فضلا عن محركات أقراص صلبة وأجهزة إلكترونية تضمنت سجلات مالية ومحاضر اجتماعات وملكية شركات وعقارات وشراكات، بالإضافة إلى تفاصيل التحويلات النقدية والشركات والحسابات الخارجية.

سفارة الإمارات في دمشق شاركت في العملية
وفي هذه المرة، اقتربت سيارات تابعة لسفارة الإمارات في دمشق من منطقة كبار الزوار بالمطار قبل إقلاع الطائرة، بحسب ضابط المخابرات السابق.

في وقت مبكر من الثامن من ديسمبر كانون الأول كان مقاتلو المعارضة قد وصلوا إلى دمشق، وفرّ الأسد إلى معقله الساحلي في اللاذقية، بالتنسيق مع القوات الروسية، بعد أن أغلق مطار دمشق.

وبعد منتصف ليل ذلك اليوم بقليل، غادرت الطائرة مطار البطين للمرة الأخيرة. مرت فوق حمص وعادت إلى أبوظبي وفقا لبيانات فلايت رادار 24.

وكانت طائرة إمبراير صاحبة الرمز سي5-إس.كيه.واي الطائرة الخاصة الوحيدة التي حلقت من سوريا وإليها في الفترة بين السادس والثامن من ديسمبر كانون الأول.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1338 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع