ماركيز في ذكرى ميلاده.. الروائيّ الذي تحوّل رمزاً

      

يعد غابرييل ماركيز من الأدباء القلائل الذين حازوا الشهرة والمجد، وهو لم يزل على قيد الحياة، بعد مجموعة روايات لعل أشهرها "مئة عام من العزلة".

إبراهيم حاج عبدي – إرم نيوز:يصادف اليوم، 6 مارس/آذار، ذكرى ميلاد الروائي الكولومبي الأشهر غابرييل غارسيا ماركيز. وبالرغم من مرور ما يقرب من عامين على وفاته لكنّ اسمه ما زال يتردد في عالم الأدب بذات الزخم الذي عرفه وهو حي، وما يزال أدب ماركيز مغوياً وجاذباً لكافة مثقفي العالم وأدبائه.

ويعد ماركيز من الأدباء القلائل الذين حازوا الشهرة والمجد، وهو لم يزل على قيد الحياة، بعد مجموعة روايات – لعل أشهرها “مئة عام من العزلة” – خولته للفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1982 ويعود له الفضل الأكبر – من بين كتاب أمريكا اللاتينية ومدرستها المعروفة باسم الواقعية السحرية – في اختلاق عالم ساحر ومدهش يتآلف في فضاءاته الخيال والواقع في صورة أشبه بتواطؤ خفي لإيجاد عالم آخر هو مزيج متجانس بين هذا وذاك ينسج خيوطه، أو بتعبير أدق شباكه، ماركيز الذي استطاع استمالة ملايين القراء وبشتى اللغات الحية التي ترجمت إليها رواياته مرددين ما قاله الرئيس الكوبي فيدل كاسترو: “لا نستطيع إلا أن نشكره لأنه عاش هذه الحياة كي يرويها”.

يعود ماركيز الى البحث في دهاليز الذاكرة البعيدة حتى قبل ولادته في صباح يوم من أيام الآحاد الماطرة في 6 آذار/مارس 1927. يذكر بصفاء كيف هزّه اكتشافه أنّ الجليد باردٌ.

ويكشف أوراق الطفولة بذكاء بارع وبطريقة لا تترك للقارئ المجال في ما إذا كان ما يرويه صادقاً أم كاذباً أو بتعبير أدق لا يهم مثل هذا التفصيل الهامشي لقارئ لا يملك سوى الانسياق وراء الكلمات والجمل والمفردات اللماحة والذكية والتي تكشف من دون مواربة أنّ ماركيز قرر منذ طفولته أن يكون كاتباً “لا ينقصه إلا تعلم الكتابة” وها هو يختلق التأكيد: “من عرفوني وأنا في الرابعة من عمري يقولون إنني كنت شاحباً ومستغرقاً في التأمل وإنني لم أكن أتكلم إلا لأروي هذيانات. ولكن حياتي في معظمها في طفولتي تلك كانت أحداثاً بسيطة من الحياة اليومية، اجعلها أنا اكثر جاذبية بتفاصيل متخيلة لكي يصغي إليها الكبار”.

وهو يعترف بأنه مدين بجوهر طريقته في الحياة والتفكير لنساء الأسرة ونساء الخدمة الكثيرات اللواتي رعين طفولته في بلدة اراكاتاكا مسقط رأسه شمال كولومبيا: “لقد كن يتمتعن بقوة الشخصية وطيبة القلب. وكن يعاملنني بتلقائية الفردوس الأرضي…”. وسط تلك الكتيبة من النساء الإنجيليات كان الجد هو الأمان الكامل لي، فمعه فقط يتلاشى القلق وأشعر بأن قدمي على الأرض وأنني مستقر تماماً في الحياة الواقعية”.

 ويتذكر أن أول كتاب قرأه كان وجده في خزانة معفرة في مستودع البيت “كان مفككاً وغير مكتمل ولكنه اجتذبني بشدة، وقد مرت سنوات عدة قبل أن اعرف ان ذلك الكتاب هو “ألف ليلة وليلة” وأكثر قصة أعجبتني فيه إحدى اقصر القصص التي قرأتها وأبسطها – ستبقى تبدو لي الأفضل طوال ما تبقى من حياتي – والقصة هي الآتية: صياد يعد جارته بأن يهدي إليها أول سمكة يصطادها إذا قدمت له قطعة رصاص من اجل شبكته. وعندما تشق المرأة السمكة لكي تقليها تجد في داخلها ماسة بحجم حبة لوز”، وربما يعود إعجاب ماركيز بهذه القصة إلى أن حياته كانت سلسلة من المصادفات والحوادث المفاجئة التي مهدت له السبيل ليكون كاتباً كبيراً وهو ما يعادل الكنوز الثمينة.

ويعتبر ماركيز أكثر الكتّاب ترجمة إلى اللغة العربية. ففي سيرته الإبداعية يصعب العثور على عمل روائي له غير مترجم إلى العربية من”ساعة شؤم” إلى “قصة موت معلن” إلى “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه”، إلى”الحب في زمن الكوليرا” إلى “خريف البطريرك”، إلى “قصة بحّار غريق”… وغيرها، وصولاً إلى مذكراته الآسرة “عشت لأروي”، وروايته الأخيرة “ذاكرة غانياتي الحزينات”.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1329 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع