حرية التعبير بين المجتمعات العربيه والغربيه
بقلم لانه چرمگا/فرنسا
أن الاختلاف الاساسي بين مفهوم الحريه بين الشرق والغرب ،هو إختلاف في فهم المضمون ذاته ،ان المفهوم الغربي للحريه هو(الحقوق المتعلقه بالفرد كون الفرد هو نواة وأساس المجتمع ،كحق الحياة ،وحق التعبير ،وحقوق المعتقد الديني ،وحق التملك .. الخ) فقد أشارت معظم الدساتير الغربيه على مبدأ موحد هو الدفاع عن الحقوق الوارده آنفا ،وأعتبرته الأساس لقيام الديمقراطية الغربيه ،وعليه فإن أي حزب سياسي يجب أن تتضمن مبادئه هذه الأمور ،ومن هنا فأن الفرد يعتبر الأساس في تعريف الحريه ،أما المفهوم الشرقي وفي الثقافة العامه فأن ذلك يرتبط بمجموعة الافراد وهذا يعني أن الحريه تشير الى حقوق الاسره ،القبيله ،او الدين او الدوله ،ويمنح الدين الأسلامي الأولويه للجماعه ،وعلى سبيل المثال فأن جرائم الشرف تشكل مظهرا اوليا من مظاهر حقوق الاسره على حقوق الفرد ،أما حد الردة فيعتبر من حقوق الدين ،وتغطى مفهوم الجماعة على الفرد ..
ماورد أعلاه هي مقدمة موجزه للقارئ الكريم ،فأن يوم الخميس المصادف ٢٠١٦/٣/٢٤ تم دعوتي من قبل إدارة مدرسة (رينيه ديكارت) الثانوية للمشاركة مع طلاب المرحلة الإعدادية المتأهلين لقسم الصحافة و الإعلام في ندوة مفتوحة عن ( الإختلاف في حرية التعبير بين المجتمعات العربية و الغربية ) .
وتم التطرق الى اكثر من موضوع و طرحت العديد من الأسئلة من قبل الطلبة المتواجدين .
وفي ختام الندوة كان الأستنتاج النهائي الى أن الكثير من أبناء الوطن العربي على أختلاف قومياتهم وأديانهم يتركون أوطانهم ويتغربون بحثا عن وطن وملاذ آمن غير أوطانهم والسبب هو البحث عن الحريه لأنها أفضل مايسعى لهاالفرد ،رغم أن الغربة قاسية ..
يقول البعض عن الحريه.....
الحـــريــــــة لولاها لكانت حياة الانسان أشبه بلعبة متحركة فى ايدى الاطفال.
الحرية شمس يجب ان تشرق فى كل نفس فمن عاش محروماً منها عاش فى ظلمة حالكة.
ولا سبيل الى السعادة فى الحياة الا اذا عاش الانسان فيها حراً طليقاً.
فالحرية حق واجب على كل انسان صغير ام كبير ام عجوز فهى ليست فى تاريخ الانسان حادثاً جديداً و لكن هى الفطرة التى شب عليها منذ ان كان فى بطن امه جنيناً.
و الحرية عموماً ليست فى التصرفات فقط ولكن فى كل شئ فى الكتابة مثلاً , فى الاكل و فى الملبس و لكن يجب على الانسان ما دام بطلب الحرية ان يستخدمها و ان لا تكون اذاءً لغيره و لا تؤدى الى الضرر بمشاعر الاخرين او الضرر بسلوكياتة حتى يكون المجتمع على اسس و اخلاق رائعة حسنة يرضى عنه الله و يرضى عنه الرسول.
و الحرية ايضاً ليست مقصورة على الانسان و لكن على اى كائن حى فمن حقه ان يتمتع بالحرية.
فلا يصح ان نحبس عصفور فى قفص و لا قطة او اى حيوان اليف لانهم يريدون الحريةو الانطلاق مثلنا و قد قال الرسول (ص) :"دخلت امرأه النار فى هره حبستها و لم تطعمها ،و لم تدعها تأكل من خشاش الارض".
أما المفاهيم الاخرى للحريه هي :
الحرية السالبة والحرية الموجبة
مفهوم الحرية السالبة كما الحرية الموجبة يعود إلى الفيلسوف إيمانويل كانت.
الحريه السالبة أو الشخصية هي إمكانية إتخاذ القرار دون قيود وهي حق طبيعي.
الحرية الموجبة حرية معطاة أو إمكانية معطاة ليستطيع الإنسان ممارسة الحرية السالبة (الشخصية) وهي حق إنساني أساسي
مثال :إذا كانت الحرية السالبة هي حرية إبداءالرأي مثلا, تكون الحرية الموجبة في هذا المثال :
إمكانية استخدام الإعلام مثلا لممارسة هذه الحرية.
وختاما ،لقد أغتربنا عن وطن أحببناه ،وعشنا مرارة الغربة والأغتراب ،بحثا عن الحريه التي حرمنا منها حكام السياسة الرديئه في الزمن الرديء ،أدعوا معي جميعا ا،أن يعود لنا وطنا نستظل تحت خيمته،وأن يسعد أبناء العراق بحريتهم وفقالتعاليم الدين والمجتمع ،وأن يعود المهجرين والمهاجرين لإحضان البلد معززين مكرمين ،وفقنا الله واياكم لما فيه خيرا.
937 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع