في حوار مختلف معها:
أسماء المصلوحي: الشعر وهم يقودنا صوب الحقيقة
حاورها: حسن بيريش
حسن: للحبر نزواته.متى يستفزك الحبر ليقودك صوب أوراق القصيدة؟
أسماء: يصعب الحديث عن توقيت القصيدة.قد يأتي الحبر ولا تأتي العبارة. ونزوات الكتابة ليست دائما طوع أمر الحبر والورق.
يحدث أن تغيب القصيدة لتزداد حضورا.وأي توقيت لاستحضارها عنوة،لا طائل من ورائه.لأن الشعر عصي وممتنع لا تغويه النزوات..!!
حسن: الامتلاء بحس الحرف هو خطو صوب الامتلاء بأطياف العبارة.أليس هذا ما يصيب اليراع حين يجهش في عزلة الكتابة؟
أسماء: نعم.ولا في آن واحد.
نعم حين نتزيا بحرف مستيقظ المعنى،نقترب من معنى متدثر بالقصيد.لأن الكتابة مزج بين يقين العبارة وشكوك الدلالة.
ولا لأن الاستعداد للقطف من شجر القصيدة،لا يقود نحو حلاوة الشعر دائما.
هنا تتبدى المفارقة التالية:
أن تؤوب من الكتابة وأنت لم تذهب اليها بعد..!!
حسن: هل تخذلنا القصيدة حتى حين نمحضها جماع حبنا..؟! هل نخذل القصيدة حتى وهي تبايع أوراقنا وأقلامنا..؟!
أسماء: يبدو لي أن الكتابة في حد ذاتها وهم نتعلق به لنداري الحقيقة.أو خيبة نتمسك بها لنشهر فرحا لا يشبه أوجاعنا..!!
الخذلان من صميم العبارة.
العبارة دوما تمشي نحو حتفها.
لذلك لا يكون الشعر دون هذه الجراح التي تنفتح في أقلامنا وأوراقنا..!
حسن: قصائدك من الوجدان تأتي ونحو الوجدان تسير.هل تحتاج القصيدة الى الحب لتجهش ببوحها الشفيف؟
أسماء: خارج مدار الحب لا تقع القصيدة.الوجدان هو سر الشعر.هو شعر السريرة.لا يمكن للمشاعر أن تزهر بعيدا عن مشاتل القصيدة.
حين بدأت الكتابة - وما زلت أبدأ - تبدى لي الحب سبيلا للقبض على بوح تختزنه القصيدة.لذلك كان ديواني الأول يحمل سمة الدواخل "رياحين الحب".
أنت نفسك أستاذ حسن من قلت يوما:
الحب عراب القصيد.
حسن: هل حدث أن جاءتك القصيدة ووجدتك خارج مدارها..؟!
أسماء: سأجيب بسؤال مماثل:
هل حدث أن جئت الى القصيدة واكتشفت أنها خارج مدار رغبتك وتوقك..؟!
حسن: أنا كلما اعتزمت سفرا نحو الشعر أجدني في قطار البورتري..!!
ذاك حالي حين أخلو بجنون العبارة.
أسماء: وذاك حال كل الراسخين في سحر العبارة.
الشعر لا يزور أحدا.
فقط ينتظر من يطرق أبواب معانيه.ثم هو حر:
يستقبل من شاء كما يشاء.
أو يشيح بعبارته بعيدا عن حبر الطارق..!!
حسن: هل الشعر رغبة؟
أسماء: الشعر صورة لرغائب القلب.
892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع