ندوة حول مخاطر مهنة الصحافة في العالم
أعداد وتقديم - لانه جلال چرمگا
سبق وأن قدمت وعداً لكتاب وقراء مجلة الگاردينيا الأفاضل ،بأعداد ندوة وذلك يوم 30 نوفمبر 2016 التي تنظمها ( منظمة سفراء الشباب الفرنسيه والإذاعه الخاصه ) ،
وفعلا تمكنا من تحقيق الغاية الاساسية لتنظيم وإعداد الندوه ،ووددت بهذه المناسبة أن أفي بوعدي لكتاب وقراء مجلة الگاردينيا ،كونها زهرة تتفتح في جميع الأوقات صباحا ومساءاً وبودي أن أكون قدمت خلال الندوه ماأستطعت تقديمه حول المخاطر الناتجة عن الصرح الأعلامي او احيانا يسمى القوة الثالثه او السلطة الرابعه وغيرها من التسميات ،كل حسب تقديره ومايراه مناسبا ،بحثا عن الحقيقة وإستجلاء الخبر الصحيح غير المنحاز ،عرقيا ،دينيا،طائفيا ووو الكثير من التعابير التي من واجبنا الاساس الابتعاد عنها ،ونقل الحقائق بشكل ،صادق،أمين،متوازن، كي يطلع القارىء على مخاطر المهنة ،وان يبقى الصحفي شمعة تبدد الظلام ويبحث عن الحقيقة ويضع الكلمات الصادقة كي يبني جسراً بينه وبين القراء معززاً بالثقة ..
الغاية الأساسية من الندوه
الصحفي جون كانتلي - John Cantlie
لكل مؤتمر او ندوة لابد من تحديد غايتها الاساسية ليكون المستمع الحاضر او القارىء على بينة من الامر ،وغاية الموضوع هو ( بيان مخاطر مهنة الصحافة في العالم وبيان أخلاقيات المهنه والظروف التي مر بها الصحفي ( جون كانتلي) الذي أسر من قبل داعش ومن ثم أطلق سراحه ،وأخذ يتجول كإعلاميا مختصا لداعش ،فهل هو أراد النجاة من الذبح ،أم جند من قبلهم وعمل بمحض ارادته ؟؟ سؤال حير الكثير ؟؟؟
سير حوادث الندوه
حضر الندوه عدد كبير من الفرنسين ومن بينهم محافظ المدينه ( Madam، Christelle Alligent ) التي رعت الندوه ،وكانت البدايه ،تقديم شخصي عن نشاطي ودراستي كصحفية عراقية من القومية الكرديه لكن إنتمائي هو وطني ( العراق) وتوضيح عام لغاية الندوه أنفة الذكر في اعلاه ،وتم البحث الاولي عن:
(الصحفي المستقل) :
هو ذلك الفرد الذي يعمل لحسابه الخاص والعمل بتجرد ،وانجاز المقالات ،الافلام الوثائقية ،ثم تقديمها للمؤسسات الأعلامية ،وهو شبيه للطير الحر الذي يختار بمحض ارادته الغصن الذي يستقر عليه ،أي له الخيار المطلق للبحث عن الموضوع ،او إعداد الفلم عن الحاله من دون أية قيود خاصة او عامة .
(الصحفي الذي يتبع مؤسسة إعلامية) :
اما الصحفي التابع لمؤسسة ما ، فإن المواضيع تفرض عليه لكتابتها سواء كانت مقالات او تحقيقات صحفية ،افلام يوثق فيها ماتراه المؤسسة التي يعمل من أجلها وباختصار فهو مقيد وفق توجيه خاص .
(الأخلاقيات الصحفيه):
ترتبط أخلاقيات الصحفي في احيان كثيره بالتقاليد والأعراف ،أكثر من ارتباطها بالقوانين لذا إهتمت العديد من بلدان العالم باصدار مواثيق شرف اعلامية ،تحوي المعايير الاخلاقية التي يجب أن يسير على نهجها العام الأعلاميين والصحفيين لتحقيق اكبر قدر من الأمانه والصدق في نقل المعلومه الى المستفيد ،ويرجع تاريخ ذلك الى العام ١٩١٣ حيث بذلت جهود كبيرة لتحسين الأداء وتوجيهه لصالح الجمهور المتلقي للخبر وفي العام ١٩٢٦ نشأ الاتحاد الدولي للصحافيين ... الخ أما الاخلاقيات فهي ،الصدق ، احترام كرامة الانسان ،النزاهه،المسؤوليه ،العدالة ،وقد ذهب البعض لتطوير ذلك بأخلاقيات خاصة بتعامل الصحفي مع المصدر ،واخرى بالتعامل مع المواطنين من جمهور وسائل الاعلام ،كذلك وجود اخلاقيات خاصة بالسياسات التحريرية واعتماد مبدأ الدقه في النقل ،كما ايضا توجد اخلاقيات بحقوق الزمالة المهنية بين الاعلاميين أنفسهم ،
لقد كان ضمن سياق الندوه في ذاكرتي لليوم الاول لدخولي الجامعة حيث طرح علينا استاذنا موضوعاً بقي عالقا في ذاكرتي هو ( ماذا تعني كلمة News
الشمال :N
الشرق: E
الغرب: W
الجنوب:S
أن يكون الخبر مشتقاً من عدة مصادر ،شمالا، جنوباً، شرقاً، غرباً... وهي تعني الجمع ومن ثم تحليل الخبر ومقارنته للوصول الى الاستنتاج الحقيقي ( جامعة للأحداث من الاتجاهات الاربعه) .
(المناطق الساخنة والمناطق الباردة):
تم التوضيح للحضور بانواع المناطق وهي المناطق الساخنة Red Zone وهي مناطق النزاع الاكثر خطورة ( مناطق الحروب ) او تسمى مناطق ( النزاع) وتعتبر من أخطر الأماكن بالنسبة للصحفيين كافة ،إلا أنها بذات الوقت تعتبر مغرية للصحافة للحصول على السبق في نقل الخبرScoop او الخبر الفوري ( العاجل) ويكون في معظم الاحيان ثمنها حياة الصحفي ذاته ،لذا يتطلب على الصحفي او المراسل توفر نقاط اساسية منها:
١-السرعة والدقة في الانجاز.
٢-له إلمام ومعرفة بالاسعافات الاولية.
٣-تحمل الظروف الصعبة والمشاهد القاسية.
٤-أمتلاك اللياقة البدنية العالية.
٥-التحلي بالهدوء والصبر .
وكل ذلك فأن حياته معرضة للمخاطر ،ففي حاضرنا يعتبر ،العراق،سوريا
اليمن،افغانستان ،فلسطين،الشيشان، كولومبيا،السيراليون هي اكثر اماكن النزاعات خطورة ،ففي سوريا منذ بدء احداثها ولحد الآن اختطف وقتل ثمانون صحفياً وفي العراق مائتان وسبعون والاعداد في تزايد مستمر ناهيك عن المفقودين .
اما المناطق البارده Green Zone فهي المناطق المستقره نسبياً والتي لايوجد فيها نزاع مسلح ونمط الحياة يسير بهدوء ،والصحفي الذي يعمل في هذه المناطق ،عادة مايقوم بتغطية الاخبار الثقافية،الاجتماعية،الرياضية والسياسية ،وتكون ساعات عمله محدده على عكس العمل في المناطق الساخنة..
أما مصير الصحفي في مناطق النزاع حيث لايعود لذويه نتيجة القتل ،الخطف او يعود ويبقى معاقا بسبب اصابته الشديده ،والذين يحالفهم الحظ بالعوده نجدهم ،يتركون اقلامهم وكامراتهم وميدان العمل الى النهايه لما تعرضوا له ،وقد يعاني البعض من امراض نفسية ،او قد يتحولون الى نجوم شهرة تسلط عليه الاضواء كما هو حال الصحفي البريطاني ( جون كانتلي) الذي تعرض للخطف على ايدي مايسمى تنظيم الدولة الاسلامية عام ٢٠١٢ مع زميله ( جيمس فولي) حيث قتل الاخير وبقى الاول على قيد الحياة بعد ان نقل من سوريا الى العراق ( محافظة نينوى) وقضيتة اصبحت غامضة ومحيرة لبقاءه صحفيا ًيغطي اعلام داعش على افضل وجه ،وقدم جون الكثير لخدمة داعش منها تسجيلات بعنوان أعيرني أذنيك ،وغيرها الكثير ،تبقى قضيته محيرة لدى الجميع لخروجه من الموت الى التألق في مجال صحافة داعش ،لكن الزمن سوف يكشف الحقائق لاحقا رغم كثر الاستنتاجات التي اشرنا لها في مقال سابق
خاتمة الندوه:
حاولت أن أختم الندوة بقول واحد لفكتور هوجو ( أنقذوا الحرية،والحرية تنقذ الباقي !!!!)
ملحوظه :
بعد الأنتهاء من الندوه وفي اليوم التالي وردتنا ردود فعل سررت بها وهي من محافظ مدينة Vellèches - (السيدة -Madam، Christelle Alligent ) التي حضرت الندوه وكذلك من كثير من جمهور الحاضرين..
1188 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع