"نساء الشواكة" لنسرين الملا يحكين قصصا من الحياة الاجتماعية للمرأة العراقية

فنانة تبدأ مسيرتها بتبني قضايا بنات بلدها

25 لوحة بأحجام مختلفة استلهمت موضوعا واحدا ألا وهو نساء منطقة الشواكة في بغداد.

العرب/بغداد - أقامت الفنانة التشكيلية نسرين الملا معرضا فنيا في المركز الثقافي الفرنسي بعنوان “نساء الشواكة”، حاكت من خلاله الحياة الاجتماعية للمرأة العراقية في منطقة الشواكة وشواطئ دجلة وسط بغداد.

يضم المعرض الذي يستمر إلى السادس والعشرين من فبراير الجاري أكثر من 25 لوحة زيتية بأحجام مختلفة، استلهمت موضوعا واحدا، ألا وهو نساء منطقة الشواكة التي تقع في كرخ بغداد.

ويأتي المعرض لإغناء ذاكرة منطقة الشواكة، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى الشوك وعروق الحطب التي كانت ترد من أطراف بغداد عبر نهر دجلة وتستخدم وقودا للمخابز.

وقالت الملا إن “تجربتي جاءت من منطقتي القديمة الشواكة، لذلك اخترت مفردة النساء لأنني تأثرت بهنَّ كثيرا، بجلساتهنَّ البسيطة وهنَّ يتقاسمن الحديث والتدبر والمساعدة في ما بينهن”.

وأضافت “بين أزقة هذه المنطقة القديمة ألف حكاية، بطلاتها النساء اللاتي أتعبهنَّ الزمن بسبب الظروف التي تعايشن معها، فتكبدن مآسي الحياة بصبرهنَّ وشموخهنَّ، فأخذ الزمن يتعب الجسد والوجه، لكنني كنت أرى العطاء فيهن يحول حتى قسمات وجوههنَّ ليكون جمالاً أخاذاً، وهذا قمة الجمال عندي، فحاولت اختزال شكل المرأة بطريقة هندسية”.

وتابعت الملا أن “المعرض كان فرصة حقيقية للبوح بأسرار هذه المحلة القديمة، وما تحمله بيوتاتها ونساؤها من ذكريات جميلة، وكان لدجلة دور في تكوينها”، مشيرة إلى أن “هذه المحلة لا يمكن أن تسعها 34 لوحة التي تضمنها المعرض، لكنني حاولت هنا أن أجد أكبر قدر من الأفكار التي تتعلق بنساء عشن بين أزقة تمنح جدرانها القديمة الترابط الأسري، وطيبة الجيرة العراقية الأصيلة”.

وذكرت “اختياري لأحجام العمل كان يفرضه ‘السكيج’ عندما أرسمه بأن يأخذ شكلاً طولياً أو مربعاً أو مستطيلاً، وحسب الأفكار التي استوحيها منه، وفي كل المرات أرى وجوههنَّ متعبة فأغرق في تجاعيد وجوههنَّ وفي ما قدمن من عطاء، فحاولت أن أعطي لهنَّ وجهاً جميلاً كما هنَّ، وجسداً رشيقاً يمثل أنوثتهنَّ التي تتلاشى بمرور الزمن، فصورتهن وتخيلتهن جميلات لأنهن فعلاً هكذا”.

الفنانة التشكيلية نسرين الملا من مواليد بغداد (الشواكة) في عام 1983، حاصلة على ماجستير رسم في كلية الفنون الجميلة 2022، ولديها مشاركات في المعارض الفنية الجماعية من عام 2005 إلى اليوم، وهي عضو في كل من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين.

وقد احتوت مواضيع المعرض الفردي الأول للفنانة الجلسات النسائية وما يصاحبها من تفاصيل، منها السهرات الغنائية والرقص وغيرهما، فضلا عن ذلك جسدت الفنانة نسرين الملا في لوحاتها تمرد المرأة العراقية ورفضها الواقع الذي تعيشه في المناطق الشعبية من خلال رسم نساء مغمضات العين.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1036 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع