لغاية نهاية الستينات كانت اللحوم تجزر بمواقع تتبع امانة العاصمه وبشكل يدوي وبائس وأغلبها بالعراء حيث مخلفات الجزر وتجمعات الاغنام والبقر والجاموس والابل وتحت ضغط وزعل دائرة الرقابه الصحيه التابعه للدكتورسعدون لتغيير هذا الحال ، فقد تعاقدت الامانه مع شركه فرنسيه لانشاء ثلاثة مجازر اوتوماتيكيه واحده بالشيخ عمر مجاورالسده والثانيه بالكرخ مجاور المقبره والثالثه بمدينة الشعله.
وتم انجازها على اتم وجه وتهيئة دائره لها باسم مؤسسة المجازر وتعيين اكثر من خمسين طبيب بيطري للاشراف الصحي على سلامة الحيوانات قبل واثناء الجزر ولكن الافتتاح لم يتم وتأخر أسابيع بسبب مشكله دينيه وهي قراءة البسمله عند الذبح حيث لم يتمكن القصابون من اتمام القراءه الا وعشرات الاغنام تطلق عليها طلقات التخدير وتذبح اوتاماتيكيا وتعلق وتسير بالقوايش لاكمال السلخ والتنظيف ، ولم تفد ايضا وضع مسجلات صوت لتسريع قراءة البسمله وعليه فان الفرنسيون اشتكوا لدى سفيرهم وبدوره زار أمين العاصمه المرحوم ابراهيم محمد اسماعيل الذي يعرف تماما المشكله ووعد السفير بالحل
حيث انه رمى الكرة بملعب شخص يعشق هذه المشاكل وهو محافظ بغداد خيرالله طلفاح الذي فرح وطلب تهيئة الافتتاح بعد يومين وكان الجميع بالانتظار وانا منهم حيث كنت من الكوادر ذات العلاقه بتهيئة سيارات نقل مبرده للحوم..
تم غسل وتعقيم مجزرة الرصافه وحتى رش العطور وتجمع أصحاب الكشاتير حيث يسمى كل قطيع لقصاب بالكشتار وهم يهزجون ، فوصل المحافظ و معه ثلاثة من رجال الدين الاجلاء منهم مفتي بغداد المرحوم عبدالله الشيخلي وبدأت التجارب ولم تنجح ايضا باكمال البسمله وتمرير السكين باسرع ما يمكن ، وهنا توجم الجميع وإذا بصوت قصاب يرتدي أسوأ الملابس وأسمه ستوري المسودن وهو يخاطب المحافظ من بعيد:
عمي الحجي ، لدي الحل إسمعه رجاء..
فاستدعاه غاضبا لمعاقبته على طريقة كلامه
فقال ستوري وكان سكرانا ،لا تنظر لرثة ملابسي فانا خبير وقد حصلت نفس المشكلة بجمهورية قصابستان وتم استدعائي مع شيخ الازهر شلتوت وتم الحل!!.
فسأله طلفاح وِلٓكْ إشلون؟؟؟
فقال تم الاتفاق على وضع لوحات كبيره بالبسمله امام كل خط للذبح وما على القصاب إلا أنْ ينظر لها ويرمش عينيه بسرعه امام كل حيوان يمر!!
وإذا بطلفاح يصرخ قائلا واذا ما بربش بعيونه؟؟؟
فاجاب القصاب المسودن ، نعم عمي الحجي ونفس سؤالك وُجِّهٓ لشيخ الازهر من الحضور فقال لا إثم على عملية الذبح ولا إثم على الحكومه ويبقى الاثم بذمة القصاب المقصر!
وهنا قال المحافظ نعم انها احسن فكرة ولنعمل بها فورا وتحت سكوت وإمتعاظ رجال الدين المرافقين له..
وعليه كلف أشهر خطاط وهو هاشم البغدادي لخط ستة لوحات للبسمله سدد الفرنسيون كلفتها وبوشر العمل بالمجازر وعلمنا بان الفرنسيين أرسلوا هديه لستوري كانت بدلات وقمصان واحذيه وصندوق وسكي ومائة دينار
سلام / كناس بغدادي متقاعد / فيلادلفيا
737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع