بلغوا الشرطة!

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 01 أيار 2014 20:23

كتب بواسطة: دلع المفتي

                             دلع المفتي

نظرت من نافذة بيتي، فرأيت بيت الجيران وقد تلألأ بالإضاءة والزينة واللمبات الملونة، فما كان مني إلا أن صرخت.. الحقوا... بلغوا الشرطة..

نعم، فبعد «حفلة عبدة الشيطان» التي «كشفها» نائبنا السابق الفاضل، «والتي كانت مجرد حفلة تنكرية بمناسبة عيد ميلاد طفل»، أصبحنا أكثر وعياً وصرنا نفهم خلفية هذه المسائل ونحذر منها اقتداء بشيخنا. ولتفادي هذه «المساخر»، يجب على كل المسؤولين «بالإجماع» أن يستمعوا إلى النائب الآخر الذي طالب بوضع خطة محددة بين الوزارات المعنية، وعلى رأسها الداخلية والإعلام والأوقاف، لتحصين عقيدة أبناء الكويت من «الممارسات المسيئة إلى ديننا وقيمنا وأخلاقنا»، ويا حبذا لو نكون «كلنا رقباء على كلنا...».

انتبهوا، فإن رأيتم جلبة وزحمة في بيت من بيوت جيرانكم، أو أي مظاهر جديدة عليهم، فربما تكون شبهة - إن لم تكن شبهات - وعليكم اتخاذ الحذر، «فالحكومة لا تقوم بدورها المطلوب تجاه مثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي المحافظ»، كما صرّح أحد نوابنا، و«على الوزارات المختصة وضع ضوابط رادعة لمنع تفشي مثل هذه الأمور التي تخل بتماسك الأسر، وتؤثر في سلوكيات الشباب».

فإن وجدتم في مساء يوم ما زحمة سيارات في «فريجكم»، فإياكم أن تصدقوا أنها ديوانية، ومكان لتجمع الأصدقاء، فغالباً هو كازينو للقمار، فبلغوا الشرطة..

وإن صادفتم كثيراً من النساء يدخلن ويخرجن من أحد بيوت الجيران، فلا تظنوا أنه استقبال أو مباركة ولادة، فلربما هو ملهى ليلي، فبلغوا الشرطة..

وإن رأيتم ألعابا وزينة أطفال و«نطاطيات»، فلا تصدقوا أنه عيد ميلاد أطفال، فلربما هم مجموعات مريضة، تغرر بالأطفال لتختطفهم، ثم تذبحهم وتشرب من دمهم، طبقاً لطقوس مريضة لمجموعتهم المريضة، فبلغوا الشرطة..

وإن رأيتم زينة أعراس وإضاءة مشعة على بيت جار، فلا تعتقدوا لدقيقة بأنه عرس أو حفل خطوبة، فهذا مجرد تمويه.. ففي الداخل ربما تجرى مؤامرات سياسية وخطط انقلابية، فبلغوا الشرطة..

وإن وجدتم زينة وأعلاماً كتب عليها لا إله إلا الله، فلا تظنوا أنها زينة حج، وأن أهل البيت ينتظرون حاجهم العائد من الأراضي المقدسة، فهذه في الغالب اجتماعات سرية إما للقاعدة أو لداعش. فبلغوا الشرطة..

المصيبة ليست في هذا الفكر الساذج ولا في التصرفات المتخلفة، ولكن المصيبة هي أن وزارة الداخلية انصاعت لأوامر «البعض»، وطلبت من صاحب البيت إزالة زينة حفل عيد ميلاد ابنه من جدران بيته، والمسكين امتثل وأزالها.