قصيدة عمرها قرن تفضح باعة الوطن
ترجمة : نصرت مردان
عمر هذه القصيدة التي كتبها الشاعر التركي توفيق فكرت ( 1876ـ 1915 ) ، شاعر المشاعر الإنسانية والوطنية، مائة عام بالتمام والكمال .
ولكونها صادقة فإنها تحتفظ بقدرتها على أن تفتح رغم مرور قرن على
كتابتها كوة على كل عالم ضاعت فيه المعاني الحقيقية للسمو الإنساني المتجلي في حب الوطن وتضميد جراحه في زمن المحن والنكبات السياسية .. يفضح الشاعر في قصيدته أولئك الذين تعودوا في سبيل مطامعهم الانتهازية على بيع كل شيء ، المباديء والمثل والقيم بل وحتى الوطن من اجل أن تزداد أرصدتهم في البنوك السرية وتنتفخ أوداجهم وكروشهم ، في هذه القصيدة يفضح الشاعر ويدين الانتهازيين في كل زمان ومكان ، في الأمس كما اليوم .
هذا الوطن يا سادة معروض للبيع
هذا الشعب المرتجف الأوصال
يموت رويدا رويدا
بيعوا كل ما يملكه دون تردد !
أرجاء الوطن لكم يا سادة ، بيعوه
بيعوه في المزاد دون تلكؤ أو انتظار !
كل ما تبصرونه ملك لكم
الأرصدة والحسب والنسب والدور والقصور
لكم هذه السماء والبحر والنجوم والقمر
كل شيء ملك يمينكم دون كتاب أو حساب .
ثروة هذا الشعب بحر ، خنزير من لم ينهبها
ما أجمل رقابكم الغليظة ، وكروشكم المتدلية !
يسير على الهضم هذه الأموال
فالشراهة عز والنهب فخار
يعزكم هذا الوطن ـ المائدة
لكم الاحتكارات والاستثمارات ، والدولار والمولار !
بيعوه يا سادة بلا تردد فالوطن ملك لكم إلى الأبد
بيعوا فيه ما تشتهون دون استئذان !
بيعوا هذا الوطن البائس بآماله
بجسده وحياته وعياله
بأرضه وسمائه ، بجنوبه وشماله
بيعوه فورا دون تفكير في الحلال والحرام !
ثروة هذا الشعب بحر ، خنزير من لم ينهبها
ما أجمل رقابكم الغليظة ، وكروشكم المتدلية !
انهبوا كل شيء قبل ان يأتي الغد
الذي قد ينطفيء فيه الموقد
كل زوايا الوطن جاهزة للاقتسام
خذوها وبيعوها ، واسرقوها حفنة حفنة !
بيعوه يا سادة فالوطن ملك لكم
بيعوه في المزاد والصفقات كما تشاؤون ، دون استئذان !
355 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع