من بغدادي على قيد الحياة

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 14 تموز/يوليو 2014 11:40

كتب بواسطة: مواطن بغدادي

                         بقلم : عراقي من بغداد

تاريخ المحنة . الآن الأصدقاء الأحبّة، أهلي الطيبون نحنُ أهلُ بغداد . و بالذات اولئك الذين كانت السلطة تتعامل معهم كـ " سّنّة " قبل العام 2003 .

و لكنهم لم يكونوا "بعثيين" و بعد العام 2003 . أكتشفوا ان عدم كونهم بعثيين سابقين لن يشفع لهم لدى السلطة الجديدة الحاكمة . لأنّهُم ليسوا "شيعة" ! تصورّوا . لستَ بعثياً قبل 2003 . ولستَ شيعيّاً بعدها . وعليك ان تدفع الثمن في العهدين "المباركين" ! لذا . نحنُ نحبسُ أنفسنا في بيوتنا الآن . و يأكلنا الخوف . وننتظر اسوأ ما في الأمر هو التحشيد الطائفيّ اذ كنت سنيّا فانت داعشيّ داعش تهدّد باحتلال بغداد . وكربلاء والنجف . وذبح "الصفويين" رجال الدين ، والسياسيين الشيعة . حوّلوك إلى "عدو" فاذا كنت شيعيا . فان داعش ستأتي الى بغداد . وتذبحك واذ كنت سنيّا ، فان الحكومة لن تقوم بتسليحك . لأن داعش لا تهدّد بذبحك وعندما ستدخل الى بغداد ، ستقوم هي بتسليحك؟؟ طبعا لا أحد يسأل لماذا لا تذهب داعش الى ايران وتذبح الصفويين هناك . وليس في العراق! ولا أحد يسأل ماذا يفعل أمثالي وابنائهم من المسالمين العزّل الذين لا يشترون المذاهب كلها بفلسين الأسوأ هو ان المرجعية اعلنت الجهاد الكفائي بين الشيعة ووزعت الحكومة السلاح على الشيعة حصر وتركت سنّة بغداد (المدنيين-العلمانيين من امثالي، مع مئات الآلآف من الناس البسطاء) عزّلا يأكلهم الخوف من المليشيات الشيعية المسلحة، ومن المليشيات السنيّة المسلحة، على حد سواء شباب صغار . ولكنهم "شيعة" مسلحون، يتم شحنهم بهذ الشكل ينتشرون مع القوات الحكومية في كل مكان من بغداد ويصادفون شبابا من السنّة في السيارات والشوارع ومع الأناشيد والرايات والصور والبنادق عليك ان تتصور ما يمكن ان يحدث في هذه اللحظة وبالفعل حدثت احتكاكات . أدت في بعض الأحيان الى اختطاف، وقتل على الهوية، ومداهمات من يحمي هؤلاء من انفسهم . ومن يحمي الآخرين منهم؟ انا لا أعرف شيئاً عن المرجعية الدينية وقراراتها . ولستُ مؤهلا للحكم عليها . ولكن هل كانت فتوى الجهاد . وتسليح الشيعة حصراً . حكيمة حقاً ؟ سأبقى في بيتي . منتظرا المجهول . وليس في بالي سوى رجاء واحد هو ان لا يقتل ابنائي قبلي، وان لا تنتهك حرمة داري و عَرضي وكرامتي سلاما . ..