زيد الحلي
حينما كتبتُ في عمودي السابق ، إننا اساتذة في خلق المشاكل ، وخلق المطبات للسير في اتونها ، ايدني الكثيرون ، فيما عارضني البعض على ذلك الطرح ، ووصفوني بالمتشائم ... ولكل من أيد وعارض ، شكري .. فهكذا الدنيا فيها الرأي والرأي الآخر ..
وبين هذا وذاك ، وصلتني رسالة تعقيب من قارئ وصديق هو الأعلامي سمير مصطفى ، تضمنت اخباري بـ ( اختراع ) عراقي جديد لمشكلة هي الآن حديث الطلبة وأوليائهم، سواء من المعنيين بها ، او من المتندرين عليها .. وفي كلا الحالين ، فأن الوطن في غنى عنها ، فليس في وضعنا الحالي ما يتسع لخلق مشكلة جديدة ، مثلما ليس في نفوسنا مسحة من التندر ، فالغصة تملأ الصدور والقلوب مما نسمع من اخبار السياسة والسياسيين ..
ما المشكلة الجديدة التي اشارت اليها رسالة زميلي سمير ؟
( منذ ثمانينات القرن الماضي ، دخلت اللغة الفرنسية مادة رئيسة في منهج الصفوف المتوسطة والاعدادية للمدارس النموذجية في عموم محافظات العراق.وطالما ان الطالب الدارس لهذه اللغة يتحمل عبء درس جديد لا تقل صعوبته عن درس اللغة الانكليزية ، فقد وضع المسؤولون التربويون حافزا تشجيعيا لمن يجتاز هذا الدرس في الامتحانات الوزارية للسادس الاعدادي وهذا الحافز هو اضافة درجتين على معدل الطالب الناجح بدرس الفرنسية.
وعُمل بهذا القرار منذ ولادة اللغة الفرنسية في مدارس محافظات العراق كافة ; حتى جاء خبر من تربيةالبصرة بانها تلقت اشعارا من بغداد يقضي بالغاءهاتين الدرجتين! السبب: مجهول ..!)مودتي
تنتهي رسالة الزميل سمير مصطفى .. ومعها تتسع رقعة التساؤلات عن مسببات اللهاث وراء ( خلق ) مشاكل ، تزيد من صعوبة الحياة في بلد يئن من اختناقات امنية واجتماعية وتربوية ، عميقة الجذور .. اليس من الواجب اتخاذ خطوات للحل ، بدل التعقيد ؟ ثم أسأل : بربكم ، هل فتوى فرسان التعليم في العراق بعدم فائدة تعلّم اللغة الفرنسية في المدارس العراقية تدل على رقي ذهني وتربوي ؟
ان سر نجاح القائد التربوي انه لا يكتفي بدور المتفرج في المجتمع الذي يعيش فيه ، ولايسمح لنزعاته الشخصية ان تسيطر على قراراته .. وان يعيش بأحاسيس المجتمع وتطوره وتجاربه وانفعالاته ويختزن احداث هذا المجتمع بعد ان تتسرب الى نفسه ويصبح هو احد بناتها ..
اين هذا القائد التربوي ؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع