زيد الحلي
قرأتُ ، وأعدتُ القراءة متأملاً .. وانا أشهد مرحلة ( انتخاب د. حيدر العبادي وما تبعه من تداعيات ، ولاسيما خطاب الأمر الواقع للسيد نوري المالكي امس الأول ) .. قرأتُ ما قاله نبي الرحمة المصطفى (ص ) وحذر منه في تأكيده : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)..
رفاق الرجلين " العبادي والمالكي " وهما من خندق واحد ، تباينت مواقفهم ، بين تأييد مستتر، ومعلن لأحدهما على حساب الآخر، ثم تغيير موجة الموقف على حين غرة ، حين تجري الرياح لصالح احد الرجلين ...لقد عاش المواطنون في دهشة ، وهم يشاهدون تمايل الإتجاهات في رقصة " الوصولية " من اشخاص يكثرون في احاديثهم ذكر الله تعالى ، والدين الحنيف في لقاءاتهم التلفازية وفي ما ينشرون في الصحف!
يبدو ان السياسة في عرف هؤلاء تعني النفاق والوصولية ومعرفة الغنائم ، بعض النظر عن الوسائل ، طالما هي تؤدي الى غايات مزروعة في واحة امنياتهم.
اطلب من "السياسيين" الذين صرخوا ويصرخون كل يوم في الإعلام ، إعادة عرض مشهد الأيام الست الماضيات ، وملاحظة لعبة البعد والقرب التي مارسوها ، بأنتظار " النتائج " وتلوّن طروحاتهم ، والقفز على معاني الكلمات وهم يتحدثون على مسرح الوصولية ، وسط استهجان واستنكار شعبي واسع الطيف .. محاولين مسك العصى من الوسط ومراقبة كفة الميلان للظفر بها ، باحثين عن تحولات في المواقف من اقصى اليمين الى اقصى الشمال وبالعكس ، كما ان العلاقات "الودية" التي تربطهم مع بعضهم ، تحولت الى علاقة عدائية واتهامات جارحة ..
هؤلاء السياسيون مخطئون ان اعتقدوا ان الشعب غير منتبه لهم ، لأنه اذكى منهم جميعاً ، لاسيما بعد ان عايشهم لفترة ليست بالقصيرة ولاحظ ان طولهم أخذ يقصر ، ومساحتهم بدأت تتقلص ، وادرك ان الوصولية مرض فكري ونفسي خطير يصيب العقل الجمعي لأصحابها ..فالصدق لغة الروح، والمنطق لغة العقل، والوصولي لايتقن لغة الحوار مع الحياة ، لذلك لم يفهم الحياة أصلاً ولن تفهمه.
هنيئًا للصادقين وذوي الإحساس النبيل، لأن لديهم في أعماقهم جهاز استشعارٍ انساني يفتقر إليه الوصوليون !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
400 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع