زيد الحلي
يحتفل العالم بسنة ميلادية جديدة ، مع الألعاب النارية ، وهو تقليد يقام في معظم البلدان التي تستخدم التقويم الميلادي ، المستعمل مدنيًّا في أكثر دول العالم ، ويسمى هذا التقويم بالتقويم الميلادي لأن عدَّ السنين فيه يبدأ من سنة ميلاد السيد المسيح ، وهو تقويم شمسي شائع في معظم دول العالم سواء في حساب مواقيته أو الأسماء التي عُرفت بها أشهره.
وقد اعتدتُ في السنين الخوالي ، ان اتصل هاتفيا ، او اقوم بزيارات شخصية وعائلية للأصدقاء المسيحيين ، او في الاقل مهاتفتهم ، مهنئاً بالسنة الجديدة ، وكم كانت الاحتفالات لاسيما في اعوام ما قبل عقد من الزمن الحالي ، بهيجة في بيوت هؤلاء الاصدقاء ونواديهم الاجتماعية التي تزدان بالزينة ، حيث يتواصل الفرح حتى غبش الصباح ..
لكني في هذه السنة ، لن اقم ، حتى بمهاتفة اي احد من اصدقائي المسيحيين ، فلم يتبقى منهم إلاً القليل ، وهذا القليل اشعر امامهم بالخجل ، لما اصابهم من أذى على ايادي لا تعرف الرحمة .. لقد خنقنا هؤلاء الاخوة المسالمين ، الطيبين بسموم التخلف ، وهم بناة حضارة العراق ، وهجرّناهم ، الى حيث لا امل ، ودمرنا بيوتهم وكنائسهم ، وأطفأنا اشجار الميلاد ، بدل ان نهيئ لهم هواء المحبة ، وتنهمر لهم دموعنا عند عطشهم .. ونقتطع لهم من اجسادنا عند جوعهم.
لقد اصبحوا اشباحاً ، في بلدهم ، وخبأ ضياء شمس حياتهم ، وسط زئير الرياح الصفراء ، حتى ضاعت امام اعينهم نجوم المستقبل ، وراء افق مزروع في سراب المخيلة .. لقد انطفأ الحلم في وجدانهم ، وباتوا يشكون غدر زمن عراقي ، لم يتوقعوا حدوثه .
وكأني ، اشعر بما يجول في دواخلهم من اسئلة : لماذا لم نرم لهم طوق النجاة في لحظه الغرق .. ونبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف ؟
احبتي ... لن اذكر اسماءكم ، فأنتم تعرفون من اعني ... ايها الساكنون في كرفانات البؤس ... تعانون البرد والجوع ، وانتم اهل خير وضيافة ، ثقوا ، بأن حبكم هو محنتي وعذابي ، ومحنة وعذاب كل الطيبين من اخوانكم في ربوع عراقكم .. ومازالت في عيوننا الحزينة قبلة على جباهكم المضيئة بالصدق والطيبة . ..
لعن الله من شوه جمال سريرتكم ... لكن ثقوا ان الزمان لم يقهركم ...وعذرا لعدم تهنئتكم بالسنة الجديدة ..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
442 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع