هل الحل في حكومة الاغلبية؟

                                                  

اعتاد العراقيون بين الحين والاخرسماع  شتى التصريحات والقرارات والاراء  او  من رئيس الحكومة لحل ازمات العراق المتراكمة ما بعد الاحتلال... لكنهم لم يلمسوا اي تحسن  واضح لايٍ منها  فالازمات باقية وتتفاقم ذراها يوماً بعد آخر والحكومة على علم بها ولكن !!!، آخرها  تصريح  السيد رئيس الحكومة بتشكيل حكومة اغلبية اذا لم تتفق الاطراف على الحلول التي طرحها سيادته وفوراً ايدته الاحزاب الموالية له دون ان تدرك او تعلم كنه هذا التصريح او الراي الذي ابداه ، في هذا المجال بودي ان اناقش بصورة موجزه وبصرحة  الارباك الذي يؤطِر عمل الحكومة ومن  ثم اناقش  هذا التصريح  الذي باتت وسائل الاعلام (الرسمية )تروج له بشكل واسع .

انا لااعيب على الحكومة ولا الاطراف السياسية  الاخرى طرح آرائها ومقترحاتها  فهي  واردة اذا كانت ايجابية ومعقولة  لكني انطلق من منطلقات واقعية ومنطقية عملية  ينبغي على كافة اطرافها  السير بخطاها وهي كيف يتم ادارة الدولة في ظل الواقع الحالي المتأزم وما هو المطلوب اتخاذه لانقاذ العملية السياسية في ظل تراكم الازمات  :
•كان على السيد رئيس الحكومة  ومستشاريه ان يعلموا مالهم  وما عليهم  بعد مضي  اكثر من ست سنوات في  ادارتهم  الدولة فمن المؤكد اصبح لديهم  الخبرة الكافية  للوقوف على المشاكل والازمات التي تعترض مسيرتها التنموية  وايجاد الحلول لها ، لكنا لم نلمس اي تغيير سوى الوعود دون  التنفيذ رغم توفر ميزانية قومية كافية جداً.
•لو كان لدى قادة الدولة السياسيين ومستشاريهم  ثقافة وطنية كافية ( دون الحزبية) في بناء الدولة العراقية لما وصل بنا الحال الى مانحن عليه الان .
•ينبغي على كافة اطراف الحكومة ومجلس النواب وكافة سلطات الدولة ان تتعامل بشفافية في كل امور ادارتها وتتنازل عن بعض الامور التي تحدث الفرقة بينها وبين الفئات السياسية الاخرى سواء المشاركة او غير المشاركة في ادارتها وان تضع مصلحة العراق فوق الجميع والا ما فائدة هؤلاء ولماذا انتُخبوا من قبل الشعب وما هو دورهم في ذلك .
•منذ تشكيل سلطات الدولة  الثلاث  في 2010 حتى الان لم تتمكن هذه السلطات عقد مؤتمر تضامني وطني واحد يتفق عليه كافة اطراف العملية السياسية رغم الاتفاق المبدئي على مثل هذه المؤتمرات ومثال ذلك اتفاق اربيل الذي شكلت بموجبه حكومة دولة القانون بدلاً من العراقية واتفاق الجميع على ماجاء ببنوده وبعد زمن قصير تبدأ الحكومة الجديدة بالمماطلة واختلاق الاعذار  ثم الطعن ببنود هذا الاتفاق !!!واخيراً تقترح عقد مؤتمر وطني برعاية رئيس الدولة ( منزوع الصلاحيات) ولكنه  يمرض بشكل فجائي  ويعطي هذا المرض ذريعة جديدة للحكومة لكي تنتظر شفاءه كي يرعى مؤتمرها التضامني هذا  لانهاء ازماتها ويتعافى الرجل من مرضه ويمضي على ذلك وقتاً كافياً لكن دون ان يعقد هذا ألمؤتمر لظهور  ازمات سياسية جديدة هي بالواقع قد تكون مبيته سلفاً وتعود الامور الى المربع الاول كما يقولون ولا ينعقد هذا المؤتمر ثم يهدد السيد رئيس الوزراء بتشكيل حكومة اغلبية .
•بودي ان اسأل السيد رئيس الوزراء هل الحل هو بحكومة الاغلبية  ؟ لقد مضى وقت طويل وتحت قيادتك  كل الوزارات الامنية والسياسية في سابقة لم تحصل بتاريخ العراق الحديث  ولم تستطيعوا الوصول الى مبدأ صحيح في بناء الدولة ، ثم اسأل ماهو الجوهر السياسي لهذه الحكومة ؟ لكني اجيب وعساني اكون مخطاً من المحتمل يكون المبدأ ليس سياسياً لكنه سيكون طائفياً  وهذا ما عودتنا عليه حكومات ما بعد الاحتلال وكالعادة تهمش فئة عن الاخرى دون مراعاة لمبدأ الشراكة والكفاءة والتكنوقراط  !!! وهنا ستظهر يا سيدي ازمات اخرى ومشاكل لااول لها ولا آخر ثم يبقى الحال كما هو عليه  .
ياقادة العراق الجديد اقولها مخلصاً  ان البناء الحقيقي وتوحيد الصفوف وخلق وحدة وطنية  توحد ابناء الشعب الواحد لايكون بالتحايل او المراوغة او التكهن  في كسب الوقت بمثل هذه القرارات او غيرها اذا لم تعطي ناتجاً وطنياً ملموس  يكمن في بناء مرتكزات الدولة بقيادة قادة مخلصين  يتمتعون بكفاءة وخبرة عاليين بغض النظر كونه شيعي او سني كردي او مسيحي او او او   لكنهم محبي العراق يؤطر عملهم التفهم التام لمشاكل كل فئات شعبنا  بغض النظر عن الاحزاب ثم معالجتها فوراً والنزول الى مستوى الفقراء والمساكين والموظف البسيط والمظلومين الابرياء ممن يزج بهم في السجون دون ذنب اقترفوه ،ثم  احقاق الحق لاصحابه ،  وتوحيد القرار السياسي الوطني دون تدخل خارجي خاصة ايران حيث بات هذا التدخل واضحاً للجميع يزيد من خلق الازمات ولا ينهيها او يحد منها بل لعلي اشبهه بالاحتلال المبطن ، ثم على القائد ان يكون واسع الصدر محباً للجميع لاكارهاً حتى لمن يخالفه الراي ، وعليه أيضاً ان يتجرد من حزبيته وهو في موقع القيادة والا سيكون متحيزاً  لحزبه دون شعبه  عليه ان يخطط بشكل علمي ودقيق ثم يسعى لتنظيم مناسب يغطي متطلبات تخطيطه ومن بعدها يوجه الوزارات والقادة السياسيين والعسكريين ثم يشرف ويتابع لحين انجاز مخططاته ، على القائد السياسي ان يثق بشعبه أولا و آخراً ويكون عادلاً في ممارسة وظيفته لكي يكسب حبهم  وان يلغي كل القرارات الجائرة التي جاء بها الاحتلال لكي يكسب ثقة شعبه منها قرارات بريمر القذرة التي دمرت العراق ودفاعه الوطني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وامنياً ،وان يسعى للبحث على المفسدين وسراق المال العام والخاص قبل ان يقترح نظام عمل معين لان بوجود هؤلاء لايمكن بناء الدولة ، وبغض النظر عن كل الانظمة السابقة  فالعراق دولة عريقة بمرتكزاتها الوطنية والقومية ولها اسس في العمل السياسي المهني والعملي داخلياً وخارجياً ولها سمعتها في الاوساط العالمية ممكن الاستفادة منها  وعدم الاتكال على الاميركان وايران فهم  لايهدفون سوى مصالحهم وقتل شعبنا  وتاجيج  رياح الطائفية الصفراء والفرقة بين ابناء الوطن الواحد ثم تُخيم على كل ما هو وحدوي وانساني لايخدم مصالح المحتل ، لااريد الاطالة اكثر ولكني في النهاية اقول  حاولوا ان تنهجوا السبل القيادية الصحيحة وتتعلموها فالتعلم ليس عيباً ولكن الجهل والاصرار على الخطأ هو العيب بذاته وبالتالي نتائجه  لاتهدف  سوى تاخير بناء العراق  وتوكلوا على الله ثم اتقوا الله في شعبكم الذي اوصلكم الى ما انتم عليه اليوم .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1285 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع