علي الزاغيني
صدر مؤخرا عن دار عدنان في بغداد المجموعة الشعرية (جرح الغياب ) للشاعرة ساجدة الشويلي وهي مجموعتها الاولى الاولى للسيدة الشويلي وتقع المجموعة 128 صفحة من الحجم المتوسط وتضمنت 30 نص شعري والغلاف الامامي تصدرته للوحة للفنان العراقي ستار كاووش بينما زين الوجه الخلفي للمجموعة احدى نصوصها (ظل )
ماذا اقول ؟
لظل امراة لايريد ان يفارقني
ماذا اقول ؟
لسرير يبكي
لجدران بائسة تستجدي الفرح
ماذا اقول ؟
وكل مافي
ينادي لك
ماذا اقول ......؟
وقد ابتلع الصمت
كل اجوبتي
في قلبي امراة واحدة فقط
هي انتِ
تبحث عن اغنية
في زمن الربيع
المذبوح
جاء في الاهداء
الى
انسانة لن ولن تتكرر
مرة اخرى في حياتي
,, امي ,,
من خلال قرائتي لمجموعة السيدة الشويلي جرح الغياب وجدت من خلاله حجم الالم الكبير الذي تركه رحيل الام عن حياتها مما زاد في غربتها وهي تصارع الحياة وتنتظر لحظة ما! لعل الزمن يعود للوراء , وللشاعرة اسلوب جميل يحاكي الخيال ويتوغل باعماق الحاضر واختصرت تلك الالام بمفردات حزينة تدل على حس مرهف للشاعرة وجمال روحها , بكل تأكيد الشاعرة الشويلي قد وفقت تماما في اختيار هذا العنوان لما له من دلالات واضحة تجاوزت حدود كل الواقع الذي نعيشه ونتجرعه .
في قصيدتها ( بخور ) تخاطب الشاعرة امها بلغة حزينة لعلها تسمعها
منذ ذلك اليوم الحزين
وانا ابحث عنك
منذ ذلك اليوم
وانا كنحلة
تنتقل بين زهرة واخرى
تبحث عن وهم ضائع
منذ اليوم
وانا ابحث عن بداية نهايتي
منذ ذلك اليوم
وانفاسي قد اختلطت
برائحة البخور
عند مدن الموتى
منذ ذلك اليوم
والاحلام قد تحولت بفعل الرحيل
الى وهم عميق
منذ ذلك اليوم اصبح لكِ في قلبي
مقبرة كبيرة تتسع لكل الحروف
احبك يا امي .
في قصيدتها جرح الغياب تخاطب امها قائلة
مضيت اليك
حيث الضوء
تبعتني قهقهات الماضي
الحكايا القديمة
نعوش صغيرة
واخرى كبيرة
في قلبي نعش صغير
تنبعث منه
رحيق زهرة راحلة
عطرك يا كل نساء الارض
لعلي
اسمع صوتا يشبه صوتك
لعلي اعثر على دواء اضمد به
جرح الغياب
لعلي اجد ستاراً
لنافذتي الباكية
لعلي اجد نجمتك الغائبة
الهاربة
لتستقر في كف امراة
اورثتها الايام
بوصلة
الصبر
امرأة قرأت الشعر
في لحظة سفر الارواح
ويبدو ان الحزن توغل في داخل روحها وهي تكابد الالم لظروف سرقت منها احبتها لذا نجد قصيدتها زنزانة مفعمة بالالم والحزن وهي مهداة الى روح شقيقها
كم من اه تبحث عنك
وانت تراقص ايامك
بانغام السنين
في زنزانة الايام
تفرق امالي
تنتشلني الحيرة
اودع دنياك
كصوت الهزيم مر هكذا
في يوم شتاء عاصف
كم عرفت
ان اوهامي تستجدي خيالاتك
اللامتناهية
لاعانق بوابات مهجورة
بالامس لم اكن اعرفها
وها انا اتمرغ بلونها
داء . .وباء
لانجاة لي منه ابداً
بعيدا عنك
لحظات الوداع لن تتكرر
كل اللحظات السابقة
ستكون ثمينة
دعوت احزاني
كلها الليلة
لاتذكر فقط
انني دائما
على باب قبرك
استجدي ورقة
او
زهرة ذابلة
من اغصانك
ولعل قصيدتها احتضار تبعث برسالة عتاب الى اخوتها بعدما سرقتهم الغربة وكانت والدتها ترغب برؤيتهم للمرة الاخيرة قبل رحيلها الابدي الا نها فارقت الحياة وهي تنتظرهم .
اليهم
ياتي الليل
يغازل الامها
ظفائرها المعطرة بالقرنفل
جروحها
صرخاتها
انظر في عينيها
نداءات خفية
صهيل خيول متالمة ..
عشق سرمدي لهم
اولئك .. الغائبون
*
رحلت امي
خرجت روحها الطيبة
من قفصها الذهبي
*
ذاكرتي ملتصقة
بماض قريب
لحظة الاحتضارات
المؤلمة
اخاف ان اتحدث عنها ..
عن ليلة اضاعت لي وجه امي
اخاف ان اتحدث
عن ليلة الحلم
*
467 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع