ما أروع العقل المبحر في سر الجمال

                                     

الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى علي عزاوي

تجد في هذه الحياة الدنيا، عقول تفكر وتتأمل في الكون والأكوان وسر وأسرار الجمال..

وعقول تزمر وتطبل للساسة مصاصي الدماء وتجار العبيد منذ غابر الأزمان...عقول تنام ساعة لتستريح وتبحث وتجتهد ليل نهار ثم تنقب وتتساءل عن مفهوم المصلحة لشعوب العالم والخير للفقراء والمسحوقين بالفقر المدقع في كل مكان بسبب وباء توحش الرأسمالية "الغول" ..وعقول أخرى تنام 20ساعة والباقيات الصالحات للأكل والحمام مثلهم كمثل الأنعام لا يبالون بحالهم وهم جارين مجرورين وعلى وجههم علامة العنف والغرور...عقول تحدت حدود الميتافيزيقا: تحصيهم ذاكرة التاريخ النظيف باحترام ودرجات ...وآخرون /عقول/ مستحمون بالأساطير حتى النخاع يسكنهم الوسواس والخناس وان غابت عنهم الماديات أصابهم الصرع وتحولوا إلى منتقمين جائرين في سلطة "الأنام"...عقول خلقت بفعل فاعل علم المعجزات.. وآخرون متخصصون في النميمة والحقد الشوفيني ويتباهون بقشور التاريخ  المستحم بالخزعبلات ....عقول يؤمنون بالملموس والمحسوس في الكائن والممكن متبصرين في الثابت والمتحول واكتشفوا علمية المقدمات..وآخرون لا ينظرون حتى لوجههم في المرآة لأنهم محبطين يائسين في الواقع والمتوقع وسياسة المخدرات  ...عقول متحررة حتى أثناء نومها تحلم بخوارق ومعجزات ذات روعة وجمال.. وآخرون يفكرون ببطونهم((الصغير والكبير)) مكبوتين جنسيا ونرجسية الأنا تنخر أجسادهم حتى العظام وليس لعقولهم عنان...عقول مشوشة حائرة في ساسة القرن الواحد والعشرين وأنس من سجايا الشيطانيين المتواجدين بكثرة التكاثر في أكثر من 100 حزب ،كلهم وبدون استثناء ركبوا صهوة حصان العاطفة الدينية ليدغدغوا اللاشعور الشعبي لاستغلال الشعوب المغفلة الغافلة عن تدبر الشؤون الدنيوية بقانون وضعي ينصف كل مواطن في ظل حقوق الإنسان المتوًج  بحرية الفكر المبدع الذي لا يحده زمان أو مكان.. وعقول مستكينة غائبة عن أحداث واقعها والعالم في تغير مستمر نحو السير قدما نحو جدلية القيمة الزمنية لمفهوم المواطنة والوطنية بغض النظر عن الملل والنحل والعقائد المرسخة في اللاشعور الجمعي والمترامية الأطرف بطقوس مزركشة الألوان في الكوب الأزرق الجميل...عقول تنبض بالحياة وتساهم في بناء وطنها وتفكر باستمرارية آدميتها في تطبيق  العلم والحكمة والبرهان وتجيد لعبة السياسة وفنها الصعب بدبلوماسية التدبير وكمبيوتر التسييس في ميزان الريشة.. وعقول تدمر وتخرب الوطن والعباد، سليطة اللسان، تستمد قوتها من رجس الشيطان ... وأخرى/عقول/ ميتة مات، ميتة الجيفة و لم تر فيها إلا أشباح انس بشر، الثقيل المثقال ذرة كأنهم من سلالة البغال ...عقول تنفض غبار التخلف في كل مكان وحتى أثناء عملها تتقن التفنن في صنع سجايا روعة الإبداع والجمال في البيئة بالتمام ..وأخرى/عقول/ تبجل الماضي وزمان الأزمان ثم تؤمن بالعنعنة والقلقلة من شيوخ آخر زمان سليطي اللسان يتاجرون بالغلمان وعهر المثليين مقابل مليارات العملة الصعبة بالدولار...عقول انتفضت كالبركان وقالت:الإنسان مخلوق ومن حقه البحث عن صانع الخلق والأكوان لأن الله خلق كل مخلوقات سواسية بقسطاس وحكمة ميزان.. وعقول أخرى ذكرهم الله في قرآنه المبين: هم من الصم والبكم ألعمي لا يعبئون لقيمة صيرورة الزمان...
ولم تنتهي بعدٌ حكاية العقل والعقال ووحدانية الإنسان الذي خلق في هذا العالم الشاسع الأكوان غريبا غربة الغرباء ..إلا بعد أن يرتقي الإنسان إلى عالم الإنسان "الكوني العظيم" الذي هو موضوع القرن الواحد والعشرين في البحث والتنقيب عن ماهيته وجوهره ليقلص الثانية والدقيقة والساعة من زمان الأزمان، وينظف الذات البشرية من الشر والشرور الذي استوطن في أعضاء الإنسان وفي كل مكان...ما أروع العقل الذي يبحر في سر روعة الجمال الذي هو من إبداع الرحيم الرحمن الذي علم بالقلم الإنسان المصطاف من بيني البشر بالعلم والبيان ، وذلك بوحي يوحى بنورانية عظمة الله الخالق الكون والأكوان ،بسلطان

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1086 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع