خطوطنا المنتهكة ..كما الوطن كلّه مهزلة الخطوط الجوية العراقية والتواطؤ مع الآخرين ضدها
بقلم/سالم مشكور
ظاهرة غريبة أواجهها كلما حاولت السفر على متن الخطوط العراقية . أحاول ان اتحاشى غيرها واحرض اصدقائي على ذلك ما امكن . لكنني اواجه جوابا من مكاتب الخطوط في كل مرة : الرحلة مليئة ولا مجال حتى لشخص واحد ، حدث هذا معي آخر مرة قبل شهرين عندما حاولت السفر الى الاردن . اخبروني ان الرحلة "مقبطة" تماما فاضطررت للتوجه الى الخطوط الاردنية فكانت هي الاخرى مليئة باستثناء مقعد واحد على الدرجة الاولى فاضطررت الى اخذه رغم سعره المرتفع جدا ؟ في المطار كانت المفاجأة عندما رأيت الطائرة العراقية التي حاولت الحجز عليها شبه فارغة، بينما الطائرة الاردنية مليئة بالفعل وكانت كبيرة جدا لتستوعب الطلب عليها . لماذا قالوا ان الرحلة العراقية مليئة ،والركاب في طابور امامي لا يتجاوزون الخمسين مسافرا لطائرة تستوعب حوالي المئتين؟ اجابني مساعد طيار بعد ان اخذني جانبا : استاذ يقولون لك ولغيرك هذا الكلام لكي تتجهوا الى الخطوط الاردنية فانظر بعينك طابورها الذي لا ينتهي ؟ ...أمر غريب.
أفهم ان مكتب سفريات ربما تغريه شركة ما بعمولة اكبر من اجل دفع الزبائن اليها لكن ما لا افهمه هو ان تقوم مكاتب الخطوط العراقية بذلك . فكيف يهدم الانسان بيته الذي يأويه ؟ اجابني الكابتن :" اكثر من ذلك ، أتعلم ان طائراتنا العراقية تترك متوقفة أحيانا لقوموا بتشغيل الطائرات المستأجرة التي يدفع مقابل كل ساعة طيران لها الاف الدولارات ؟ هناك من يشغل المستأجرة ليقبض عمولة" هكذا قال لي والعهدة عليه والمسؤولية تقع على المعنيين لمتابعة صحة ذلك .
من ناحيتي لا استبعد هذا السلوك . فقبل سنوات سمعت احد السياسيين يوجه سهامه الى مدير مكتب الخطوط العراقية في عاصمة عربية مجاورة . اتهمه بشتى التهم وحرّض عليه من داخل وزارة النقل لازاحته وعندما عجز عن ذلك استعان بالمخابرات في تلك الدولة لارعابه ،مما دفعه الى مغادرة تلك العاصمة دون عودة ليحل محله مسؤول آخر للمكتب حظى برضى السياسي . تبين لاحقا ان هذا "السياسي " كان إستأجر طائرة لتشغيلها على خط بغداد باسم شركة خاصة وكان يريد مكتبا للعراقية يقوم بتحويل الركاب الى طائرته ، وهذا ما كان يجري فيما بعد .
ماذا نسمّي كل هذا ؟ هل نظل نشتم الكويت وغيرها لانها تحاصر خطوطنا بينما يقوم عراقيون ايضا بالعمل على تهديمها ؟..تماما كما يفعلون مع باقي قطاعات هذا الوطن.
848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع