د .علوان العبوسي
29/7/2015
كم انت عظيمة يامصر بتاريخك الحضاري ، بشخوص ابناءك من القادة سياسيين وعسكريين ، بشعبك الصابر المجاهد الغيور على وطنه حتى الأستماتة من أجله ، بتدينك الحقيقي بدون تطرف ووسطية مشهودة ، بحبك للأخرين دون مجاملة من اجل أحد ، خطوط شعبك حمراء في المساومة بلحمتك الوطنية مهما فعل الاخرون اعدائك وستظلين هكذا كما عهدناك الى قيام الساعة لم تؤثر عليك التطورات الطارئة لشق وحدتك الوطنية القادمة من اعدائك ، ولا وسائل الاعلام المغرضة التي تاثر بها آخرون في اصقاع الارض لانهم لايحملون مبدئيتك ، خلتك شاباً وانا طالباً في الكلية الجوية ببلبيس في المنطقة الشرقية ، احببتك كما يحب الطفل امه لتسقيه من حليبها الطاهر وحزنت لفراقك بعد تخرجي مع طلبة الدورة السابعة عشرة طيران والعودة الى بلدي للدفاع عنه ضد اي تهديد وطني او قومي ولكن كان لي أمل للقياك ثانية ،
لأخفيك كانت نكسة 5 حزيران (يونيو) 1967 نكسة لكل امتنا العربية سرعان مانهضتي وكل امتنا العربية معكٍ في السراء والضراء وجاءت حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 قوية مدوية اعادت ارضك الطاهرة في سيناء الى احضانك .
علوان حسون العبوسي طالب في الكلية الجوية بمصر 1964
بعد خدمة طويلة في سلاح الجوي العراقي عدت اليك وانا احد القادة في سلاح الجو العراقي ، لأ ستكمل مسيرتي المهنية في ارقى واعظم اكاديمية خلتها هي اكاديمية ناصر للدراسات العسكرية العليا حيث اكملت دراستي المهنية الاستراتيجية في كلية الحرب العليا ووجدتك كما انتِ قوية لم تتغيري بطيبة وبساطة شعبك الذي احب بلدنا العراق عندما كان يدافع عنك وعن امتنا العربية من خلال الحرب العراقية الايرانية ( 1980 – 1988 )ضد مشاريع الهيمنة الفارسية وهو يصد ريحهم الخبيثة الصفراء القادمة من الشرق وجدتك لاتزالين عصية مبدئية في تعاملك في الداخل والخارج متطورة في كياناتك السياسية والعسكرية .
بعد الاحتلال الانكلو امريكي الفارسي للعراق في 2003 عدت الى أحضانك مرة اخرى بصفة لاجئ هذه المرة ماذا افعل فانتٍ ملاذي الوحيد بعد بلدي ولا يهدئ بالي ويستقر فؤادي في بلد سواك فنسيمك يذكرني بشخوص تاريخية عظيمة قارعت الاستعمار البريطاني سنيين طويله امثال احمد عرابي و سعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد ومن بعدهم جمال عبد الناصر وآخرين ، وقد وجدتك مرحبة بيّ ايما ترحيب لحمايتي من اعداء الله والاسلام والحرية بعد مطاردتهم لي في بلدي ديدني في ذلك لاني دافعت عنه طوال خدمتي في سلاح الجو العراقي معززاً لانتصاراته في معظم المعارك التي ساهمت بها قواته المسلحة
علوان العبوسي في الطلعه الاولى على طائرة الجمهوريه في مصر 1964
اليوم في ظل التهديدات الصهيوامريكية الفارسية التي تهدد كيان امتنا العربية وجدتك اقوى بكثير كما عهدتك فكانت ثورة شبابك العربي الواعد في 25 كانون الثاني ( يناير)2011 وثورتك الاصلاحية الثانية في 30 حزيران (يونيو) 2013 ضد الاسلام المتطرف المدعوم من اعدائنا الاميركان والفرس الصفويين ، قام بها شعبك العظيم بكل فئاته الوطنية بملايينه التي جابت شوارع كل محافظاتك وهي تنادي بالخلاص من اعداء مصر ضد التطرف الاعمى ولفرض سياسة معتدلة خبرها شعبك لأعوام طويلة .
اليوم مصر بعد ان كشفت اعدائها في الداخل والخارج تعيش زمن استثمار هذه الثورات فكان البناء وتحسين الاوضاع على راس قائمة قادتها الابطال سياسيين وعسكريين وهكذا مصر عادت كما عهدناها ونحن طلبة في الثانوية العامة نتغنى باناشيدها الوطنية المثيرة للحماس في عهد البطل جمال عبد الناصر ، واليوم نتغنى مع شبابك بذات الاناشيد الجميلة في عهد قادة ابطال احبو بلدهم ووقفوا مع شعبهم الوفي الصابر المجاهد رغم ظروفه الاقتصادية والمعيشية الصعبة تحملوها من اجلك .
لم يمضي وقت طويل على ثورتك الاصلاحية حتى بانت بشائرها القومية والوطنية فكانت مشاركتك في عاصفة الحزم مع بعضاً من دولنا العربية ضد قوى التطرف الطائفي للحوثيين في اليمن المدعومة من ايران هي خير دليل على ديمومة الحس القومي العربي الذي عهدناه في السابق واختفى فجأة بتحريك سياسي امريكي صهيوني فارسي ، ولكن هذا لم يمنع مساهمتك في تحسين اوضاع شعبك العظيم فاليوم بعد مضي اقل من عام اكمل شعبك بكل طوائفه اعظم واكبر مشروع وطني اسطوري يمكن ان يرفع من مستواك الاقتصادي هو مشروع قناة السويس الجديدة فمرحى والف مرحى لهذا الانجاز القومي العظيم ومؤكد هناك مشاريع كبرى اخرى كثيرة سيتم تسميتها عند افتاح هذه القناة في السادس من آب( اغسطس) القادم انشاء الله .
وفي عجالة لموضوع عنوان مقالي فمن واقع عملي ومن خلال اختلاطي بالعديد من ابناء هذا البلد المعطاء على أختلاف فئاته المدنية والعسكرية وجدته يمثل لحمة وطنية لامثيل لها في بلداننا العربية قد يسال سائل لماذا كل هذا الانحياز الى هذا البلد ؟ اجيبه ان الوحدة الوطنية الحقيقة والمصالحة مع الذات وترك المحاصصات الطائفية والعرقية هي اساس قوة الدولة وبدونها لاتنفع الاسلحة والمعدات مهما تنوعت وتعددت انواعها لا تؤدي نفعا دون ذلك ، فياشعبنا في العراق خاصة خذوا الدرس من مصر ومن ماضينا وحضارتنا التليدة عليكم بالوحدة الوطنية والمصالحة مع الذات ومع كل ابناء هذا البلد وقفوا بوجة العملاء والمرتزقة سارقي اموال الشعب ومروجوا اسس الطائفية المقيتة المستوردة من دولة الشر ايران وحليفتها الجديدة امريكا عدوة الشعوب ، ويا شعوبنا العربية التي ابتليت باعداء الله والعروبة والاسلام من المتطرفين الخائبين انشاء الله ، امثال داعش والمليشيات الطائفية التي لاتقل خيبتاً منها تؤطرها ايران باطار الحقد الاسود والظلامي على العرب والاسلام الوسطي خذوا الدرس من ارض الكنانة ام الدنيا مصر مصر الحبيبة لكي نعيد امجادنا المغيبة ولو وقتياً في الوقت الحاضر ، ولنهتف جميعاً تحيا مصر تحيا مصر القلب العربي النابض باسم العروبة جميعاً ...مع تحياتي
654 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع