هل يطمئن الكويتيون لوعود المالكي وعهوده...؟

                                               

في خضم أعقد و اخطر أزمة وطنية يعيشها العراق نتيجة لقرع طبول الحرب الدعوية المالكية ضد الشعب الكردي

زار وفد إعلامي كويتي المنطقة البغدادية الخضراء و ألتقى بمرافقة نقيب الصحفيين العراقيين وعضو فدائيي صدام الرفيق مؤيد اللامي بعدد من المسؤولين العراقيين كان من بينهم وزير النقل العراقي وزعيم ميليشيا (بدر) الإيرانية العميد الحرسي وقائد فرقة ( التوابين ) سابقا هادي العامري الذي ويالغرابة المشهد المتحول بدل مواقفه الحديدية و المتصلبة و العدوانية من ملف وموضوع ( ميناء مبارك الكبير )! في نقلة تعبوية وإلتفافية مثيرة للدهشة! و تحدث بلغة الحمائم مبتعدا عن أسلوب الصقور و افاض في الحديث و المقارنة عن التجربة ألأوروبية في التعاون!! ونبذ الحروب ، و لبس لباسا غير ذلك المعروف عنه خصوصا و أنه كان الوزير الأجنبي الوحيد الذي قبل علنا أيادي المرشد الإيراني علي خامنئي!! تعبيرا عن ولائه ( الحرسي ) طبعا ، وليس عن موقعه الوزاري في العراق ؟ وطبعا إلتقى الوفد الإعلامي الكويتي الذي لم يلتق مع القطاعات الصحفية العراقية العملة وبعضها تتخذ مواقفا سلبية من الكويت ؟ برئيس الحكومة العراقية نوري المالكي و الذي إستغل الزيارة أسوة بما كان يفعله سلفه صدام حسين لإمرار رسائل داخلية و إقليمية مهمة وذات أهداف معروفة لا تخطأ العين الخبيرة قراءة دلالاتها و معانيها و أغراضها و اهدافها بل و حتى تجلياتها !! ، ففي أحاديثه مع الوفد الكويتي أرسل رسائل التطمين لمستقبل العلاقات وأطلق الوعود و العهود و تحدث بلغة القادر المقتدر على تدبير الملفات و إحترام الإتفاقيات و تنفيذ الإلتزامات ، و الخطير أنه تحدث عن كردستان العراق بروح عدوانية و بلغة لا تعبر أبدا عن سلامة النوايا و لا عن إحترام للوعود و العهود و الإتفاقيات مع التحالف الكردي أو مع الشركاء الآخرين في العملية السياسية الذين ( زحلقهم ) المالكي وحلقة مستشاريه و المحيطين به ، بل أنه في تهديداته بالدمار و الويل و الثبور لإقليم كردستان قد إرتدى حلة وبزة المارشال و لسان حاله يقول : ( أنا المهيب الجديد و القائد الضرورة الحديث و زعيم الرايخ الأول لحزب الدعوة المفلس )!!... ترى هل تحمل تهديداته العلنية و المباشرة للشعب الكردي رسائل تطمين حقيقية للشعب الكويتي ؟ وهل بإعتراف حكومته بمبلغ التعويضات المتبقي و المقرر أمميا وهو 13 مليار دولار هو دليل على حسن النوايا ؟ فالتعويضات أمر دفعها واجب قانونيا بصرف النظر عمن يحكم العراق فلا هو ولا حزبه ولا أي جهة أخرى لها الفضل في الإقرار و الإعتراف..إنه إلتزام دولي و لكن المالكي ألبسه لباس ( المكرمة المالكية )!! لكي يثبت للكويتيين بأنه رجل العراق القوي و القادر على تنفيذ الإتفاقيات و الإيفاء بالتعهدات!! رغم أن ذلك من الناحية الموضوعية و الميدانية أمر عار عن الصحة تماما ، ففي الوقت الذي كان يرسل حقن البنج و التخدير للإعلام الكويتي كان يرسل فرقه العسكرية وضباطه البعثيين السابقين و الخبراء في حروب الإبادة الجماعية لثرى كردستان من أجل التهديد بمواجهة مع حكومة كردستان قد تنتهي بحالة خراب إقتصادي و إجتماعي يسعى له المالكي وحزبه لتعويض فشلهم في إدارة شؤون العراق و من أجل خلط الأوراق و التغطية على ملفات الفساد و الإفساد الشهيرة التي فاحت روائحها ومع ذلك لم يحاسب أحد ؟ وظل الموضوع عائما و سيطاله النسيان الحتمي عبر الإنشغال بإدارة معركة وهمية مع الأكراد، فنحن على ثقة بأن الجيش العراقي بشكله الراهن ليس مؤهلا أبدا لقيادة و إدارة معركة مع حكومة كردستان لعدم القدرة العسكرية و التعبوية و لكون الجيش الحالي لا يصلح سوى لعمليات الأمن الداخلي و لحماية المواكب و التجمعات فقط لا غير ؟ أما الدخول في مواجهة عسكرية ساخنة قد تتطور إقليميا عبر مواجهة محتملة مع الجيش التركي أو فصائل البيشمركة الكردية فذلك أمر بعيد عن التصور لأن جنرالات المالكي من المتكرشين لا تهمهم حقيقة سوى المنافع المادية أما جنود العراق فقد سأموا من الحروب العبثية و أمجاد الطغاة الفاشلون ، نوري المالكي منذ 2006 والدور الكردي الكبير في صعوده للزعامة من الأبواب الخلفية ثم تنكره للأكراد بعد أن قويت شوكته هو مشروع أزمة دائمة و ليس مشروعا للحل ، ووعوده للكويت تتناقض تماما مع حقيقة توجهاته الفكرية و مناوراته السياسية و آيديولوجية حزبه ( الدعوة ) التي هي آيديولوجية إنقلابية تنشط من أجل المشروع الطائفي المعروف ، فمن أدار ظهر المجن للأكراد و يبشر اليوم علنا بخراب ديارهم و يتهكم من تجربتهم الناجحة التي أقضت مضاجعه لا يمكن أبدا أن يحمل أي رسالة خير و سلام مستقبلية لدولة الكويت أو لدول الخليج العربي ؟ و موقف حكومته و حزبه و تآلفه من الفتنة في مملكة البحرين هو دليل عملي يضاف لذلك موقفه و حزبه و جماعته المخزي من الثورة السورية الكبرى الموشكة على الإنتصار الحتمي الأمر الذي جعل المالكي يفعل أسلوب ( التقية السياسية )!! ، فمن لا يقدم الخير لشركائه و حلفائه في الوطن من الذين ساندوه و رفعوا من شأنه لن يقدم الخير للآخرين... خصوصا أن لحزب الدعوة مع الكويت تاريخ إرهابي موثق و تجربة مرة عشناها بكل تفاصيلها... فهل يلدغ مؤمن من جحر مرتين!!!... و الله حالة...؟ 
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

822 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع