زيد الحلي
بعد نشرة اخبار السادسة ،عصر الثلاثاء الماضي ، وفي احد برامجها التي تعتمد على الحوار مع المستمعين ، اشارت اذاعة الـ ( BBC ) الى ان العراق يحتل المرتبة الأولى ( عالمياً ) في عدد ايام العطل ، حيث اكدت انها تجاوزت الـ ( 150 ) يوماً في السنة الواحدة !!
واعادت الاذاعة ، الحلقة ذاتها بعد احدى نشراتها الصباحية في اليوم التالي ، فتضاعف عدد المستمعين ليتجاوز الخمسين مليونا ، وربما أكثر ووسط ضحكات مذيعات البرنامج ، واستغرابهن وتعليقات المستمعين التي اعتمدها البرنامج ، شعرتُ بالأسى ، لما وصل اليه حال بلدي .. مائة وخمسون يوما ، في كل عام ، تذهب هدرا في رياح مسميات ومناسبات كان يمكن اختزالها لتصبح اقل ضررا في سياقات هيكلية الدولة التي من المفترض ان تحترم الزمن ... والزمن هو وعاء بناء الدول !
واذا كان البعض ، وانا منهم ، يشكك في الرقم ( 150 يوما ) من العطل ، فأن الكثيرين ، يؤكدون صحة الرقم ، بل ان بعضهم يضيف اليه اياما أخرى إذا ما تم احتساب أيام الجمعة والسبت ، لكن اذا صح رقم (BBC) أو قلّ الى النصف ، فأن الامر مروع في كل اوجهه ، فهو دلالة على ترهل وعدم احترام لكينونة الدولة .
لقد خلصت دراسة معنية بذات الشأن الى ان “عدد أيام العطل اذا قسم على مستوى دخل الفرد في اليوم فان العراق يتكبد خسائر كبيرة بسببها بنسبة (8- 10) مليار دينار في اليوم الواحد " لذلك ، نجد من الضروري إعادة النظر في ايام العطل ، لتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني، وتدني انتاجية العاملين ، وهروب المستثمرين ، الى جانب الاعباء الاجتماعية والنفسية والمالية المتعددة ، كوننا بلداً نامياً يعاني من انخفاض شديد في مستويات الانتاجية ، وتفاقم المشكلات الاقتصادية ، وبحاجة للعمل والانتاج ، ولا زلنا نعتمد على الوارد الينا من المنتوجات الصناعية والزراعية من مختلف بقاع العالم... ومؤخرا دخل البصل والفجل على لائحة الاستيراد !!
كما ان مثل هذه العطل الطويلة تكون مدعاة للأسر على انفاق اموال لا تصب في الاقتصاد الوطني ، انما تذهب لتستفيد منها فضاءات ليست بذي فائدة للتنمية ، وليس خجلاً القول ان العراقيين لا يتمتعون برفاهية اقتصادية ومعيشية تخولهم لقضاء عطل طويلة ، بل انها تستهلك في اغلب الاحيان بغير فائدة ، ناهيك عن زيادة الاستهلاك والانفاق ، والحصول على الترفيه عن طريق المديونية ، مما يشكل عبئا اقتصاديا ونفسيا على العوائل ، فيما بعضهم يضطرون الى ملازمة بيوتهم لعدم توفر المال ، مما يشكل اعباء اجتماعية ونفسية لاطفالهم وعوائلهم .
صرخة اخرى نأمل ان تجد صدى لها من اجل عراق معافى !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
4002 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع