على الرغم ان ولادتي وسكني كان في كمب ساره خاتون آلا أن اكثر تواجدي من فترات الطفولة والشباب امضيتها في بارك السعدون تحديداً في شارع النضال
وفي مساحة محدودة بين قصرالابيض ومحلات زويني وشارع الخلفي حيث مدرستي متوسطة النظامية ومن ثمُ متوسطة بغداد في نفس البناية بعد ان انشطرت المدرستان وشاء القدر ان أبقى في نفس المنطقة وأكون صاحب محل لتصليح أجهزة تكييف وهكذا كنت شاهداً على ما جرى من تحولات ومتغيرات في العمارة ولغاية 1996 سنة مغادرتي وابتعادي عن حبيبتي بغداد.... واليكم التفاصيل.
متوسطة النظامية في بارك السعدون1963طلاب الصف الاول ( د ) مع الاستاد الفنان التشكيلي شاكر حسن ال سعيد مدرس الرسم
متوسطة بغداد في بارك السعدون 1966طلاب الصف الثالث ( أ ) مع المعاون الاستاد عادل زيدان و الاستاد صادق مدرس الاجتماعيات
في بدايات 1958 كان عمري لا يزيد عن تسع اعوام أستاجر والدي (رحمه الله) محلاً من المحلات في العمارة المشهورة بذلك الزمان وكان يسمئ عمارة عبود الحاج جعفر بناية كبيرة ذات ثلاثة طوابق وفيها أكثر من 33 شقة آى بمثاية قرية صغيرة على شارع النضال وكان المحل بأسم نجارة أكوب..
في عطل المدرسية وخاصة في العطلة الصيفية كان والدي ياخُدني معه وبطلب والحاح من والدتي وجدتي ليتخلصوا من مشاكساتي وايضاَ حتى لا أخالط أصدقاء السؤ واللعب في الشوارع وتحت الشمس الحارقة كما معروف عن حبيبتنا بغداد صيفاَ .
حكاياتنا مع العمارة في بداياتها كان ساكنيها فنانون وفنانات وفرق موسيقية من الاجانب خاصة (يونانية وأسبانية) كانوا يعملون في كباريهات بغداد مثل كباريه أوبرج و أمباسي وفي بعض مطاعم الدرجة الاولى من ذلك الزمن الجميل اضافة سكن عوائل بمختلف الاطياف وكان الحياة غير معقدة وزاخرة بنشاط وحركة الاسواق التجارية ممتازة واناس فرحون متسامحون وايضاَ من الاسباب الرئيسية وجود نهاية خط باص رقم 4 لمصلحة نقل الركاب كان بالقرب من قصر الابيض الساكنون في منطقة بارك السعدون واطرافها يواصلون الى منازلهم مشياَ وعلى الاقدام وفي طريقهم يتبضعون وكانت حركة الناس الى اوقات متأخرة من النهار .
لكن الحلو لا تدوم بعد انتقال الخط الى ساحة الاندلس تأثرت المنطقة نوعاَ ما . وزاد الطين بله عندما أستاجر قسم الاكبر من العمارة الى مديرية الاقامة والسفر والجنسية وصار المنطقة خان جغان كثر المراجعون وأزد حمه بالناس وأنتشروا كُتاب العرائض امام محلات والاسواق ونُصبْ لوحات ممنوع وقوف السيارات في كُل جانب وصوب .بعض اصحاب المحلات واصحاب المهن تركوا المنطقة الى مناطق أخرى . لا انسى ذلك اليوم في منتصف الستينات وفي شهر تموز تحولت سطح العمارة الى معتقل كبير وفي الهواء الطلق حجزوا على سطحيها عشرات من اخواننا كُرد الفيليون وبعض من باكستانين مدة يومان او ثلاث لحين اكمال معاملة تسفيرهم.
واخيراَ استبشرنا خيراَ انتقلت دائرة الاقامة والسفر الى مقراتهم الجديدة لكن لم تطول فرحتنا كثيراَ ..حيث أسُكنت هذه مرة من قبل عوائل منتسبوا مديرية الامن العامة على اساس كُنا جيران وحق جار على الجار وكانت الامن العامة في ذلك الوقت مقرها في بارك السعدون قبل انتقالها الى البلدييات وفي هذه مرة أصبحت وضعية المنطقة مرتبكة وذات خصوصية لا مناسب لذكرها الان .
دوخنا راسكم خلونا أنغير الجؤ ونذكر اسماء محلات والاسواق في فترة بداية الخمسينات الى منتصف السبعينات وذلك في الجزء الثاني قريباَ .
يتبع....
الگاردينيا: الصديق / هاروت جامساريان.. نقول لكم:
840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع