حوار حول الطائفية وامور اخرى

                                                    

                                                             د علوان العبوسي
                        16 / 1 / 2016

    

1 . في عام  2013 دار بيني وبين احد  اساتذتي الاكارم الذي تربطني به علاقة اخوية   منذ اكثر من اربعة عقود في مصر حول  الدور الطائفي في العراق  وامور اخرى عديدة  ومدى تاثيرها على الاوضاع العامة في العراق ووطننا العربي والاسلامي،لكون هذا الموضوع  لايتداول كثيراً في مصر  بسبب وحدة المرجعية  الدينية  والمسلمون   يتبعون ما يصدر عن الازهر الشريف من فتاوى وآراء نابعة من  الكتاب والسنة النبوية الشريفة 

وهم على قناعة ورضى تام  من مرجعيتهم هذه  غير مبالين ماصدر عن بعض التكفيريين سابقاً ولاحقاً سواء بمصر او خارجها ، كان صديقي هذا في اشد حالات الاستغراب لما يجري في عراق اليوم بعد الاحتلال الامريكي البريطاني من فرقه طائفية شملت كل المجتمع العراقي تقريباً  واصبح عليك ان تعلن  هويتك الجديدة ان كنت سني او شيعي او كردي ومن اي   حزب او تكتل او جماعة وان تَعرف نسبة وجودك في الدائرة والقسم الذي تعمل فيه ، واذا كنت شيعياً عليك ان تعرف  لاي  حوزه  تنتمي  والا  لايعترف بك الشيعة  الصفوية ( غير العربية )القادمة مع المحتل من ايران  .


 استغرابه جاء لكونه عمل لفترة معينة في العراق ويعرفني باني من عائلة سنية وشيعية فامي شيعية من مواليد بغداد ووالدي  سني المذهب ونحن درجنا على مذهبه  ، ويعلم ان احد اصهاري (زوج ابنتي)  من الشيعة العرب ، عشيرتي اصولها عربية ( من جعفره – تتفرع منها – عشيرة شمر جربه وعبدة اكبر عشائر العراق) فيها من الشيعة والسنة ومعظمهم يسكنون  بغداد وباقي محافظات العراق  الجنوبية و الوسطى و الغربية بعضها يكثر فيها الشيعة والبعض الاخر يكثر فيها السنة، كما يعلم اني اسكن قضاء الكاظمية منذ اكثر من 30 عام  و معظم ساكنيه من الشيعة العرب ،  استغرابه أنصب لماذا ظهرت هذه النعرة الطائفية  الخطيرة في هذا الوقت الحرج ولم تظهر سابقاً  ، دار حديث طويل معه احاول من خلاله تسليط الضوء على الاسئلة التي وجهها لي دون رتوش ودون لف ودوران لكوني  عشت وخدمت قواتنا المسلحة  في بيئة عراقية نظيفة  بالوانها  الزاهية وعبقها الفواح  دون ان اشعر بفرقة مابين الطوائف والاديان  وحتى  ان بلغ بي العمر عتيا... الحوار تحفظت عليه ولم انشره في تاريخه لكوني كنت لاازال متفائل بعودة الاوضاع الى طبيعتها ولكن ادركت باني كنت على خطأ فالحال يسوء يوما بعد الاخر وحال العراق يرثى له بعد ازديار تسلط  الفاسدين والفاشلين على السلطة السياسية وبات بصيص الامل الموجود لدي في حكم العدم ...اليكم الحوار
الحوار
2 .اخي ابا احمد  ...يقولون ان النظام السابق حارب الشيعة وحرمهم من الحقوق التي يتمتع بها السنة سواء في القوات المسلحة او دوائر الدوله الاخرى ...؟
استاذ ابا خالد ...هل تصدق سيادتكم هذا الكلام بالشكل الذي يروج له الان والعراق منذ تاسيس الدولة العراقية لم ينهج هذا النهج الذي تفضلت به  ؟

ابا خالد ..والله انا لم اسمع من قبل خلال عملي هناك  وكانت لي زيارات عديدة بعد ذلك  لكني سمعته بعد احتلال العراق  وبتركيز من خلال وسائل الاعلام العراقية والامريكية  وركز عليها الحاكم الامريكي بول بريمر عند توليه ادارة الدولة لعام تقريباً على وجه الخصوص ؟

اخي ابا خالد ...ساوضح لكم ذلك ، باختصار العراق منذ قديم الزمان عباره عن فسيفساء من الطوائف سُنه ، شيعه ،عرب ، اكراد ، مسيحيين ، تركمان ، شبك ، صابئه ، واقليات اخرى تتعايش مع بعضها البعض ولم نشعر باختلاف عرقي او ديني او طائفي فيما بيننا  والحكومات المتعاقبة منذ الحكم الملكي حريصة على عدم حدوث مايعكر صفو اجواء هذه الطوائف  حتى آبائنا لم يسمحوا لابنائهم احداث اي شرخ قد يستشعر به الاخر لكل منا معتقده يحترمه القادة السياسيين على مدى العصور والحقب الحكومية  ،  نحن نسكن محافظة البصرة وهي اكبر محافظات الجنوب وابي كما تعلم احد الكسبة  يعمل في التجارة  في سوق يطلق عليه ( سوق الامير علي بن ابي طالب ) في هذا السوق يوجد   مايطلق عليه عندنا حسينية وهي عباره عن جامع يرتاده الشيعة والى يساره  بمسافة  قصيرة يوجد جامع للسنه يطلق عليه ( جامع النجادة ) ولا علاقة لهؤلاء بهؤلاء فلكل معتقده يحترمه  الاخر ولا يتجاوز عليه تجمعهم لحمة الوطن الواحد ، صحيح هناك بعض الامور المذهبية لايقرها بعض الشيعة واخرى لايقرها السنة  ولكن لكل احترامه عند الاخر ولا يتجاوز عليه المهم تجمعهم رابطة العروبة والاسلام ولا يقبلون اي املاءات أخرى سواء  ايرانية او غيرها  وهذا كنت اشعر به وانا لاازال طالب في المرحلة الابتدائية ،  الان من اصدقائي الشيعة العرب  لهم احترامهم عندي ولا زلت على علاقة حميمة معهم يتصلون معي هاتفياً للاطمئنان  عليّ   في المهجر وانا ابادلهم ذلك بل منهم من ااتمنته على مالي وعرضي  ،  ولكن ان سالتني عن قلة تواجد الشيعة كعناصر عضوية مهمة   في القوات المسلحة فالجواب بصراحة هم قليلون نسبةً  للسنة والسبب  عدم تقبلهم  لهذا المسلك اضرب لك مثلا انا تخرجت من الثانوية المركزية في البصره  عام  1963  والبصرة تعتبر ثاني اكبر محافظات العراق وفيها نسبه لاباس بها من الشيعة  وكنت العنصر الوحيد من المحافظة التحق باحدى الكليات العسكرية   لكي اكون ضابط فيها  وانا محسوب على السنة دون ان  اعي لهذا الموضوع اهتمامه   ولم يلتحق معي اياً من الطلبة الشيعة لعدم رغبتهم في التطوع بهذا المسلك  وهذا واقع اقوله بصراحة  عدم رغبة معظم  الشيعة  بامتهان  الجيش عموماً ولكن ان تقدموا للتطوع فيه للعمل   قبلوا فيه  دون رفض من الحكومة ،  و عليه لو احصّيت الشيعة العضويين كقادة وآمرين واختصاصيين فان نسبتهم اقل من السنة كما اشرت آنفاً  ولكن نسبتهم تتضاعف في الخدمة الالزامية ( خدمة العلم ) لكونهم يميلون الى الاعمال الحرة والتجارة والوظائف المدنية بمختلف فروعها ويصبح لزاماً لمن يمتهن هذه المهن تادية هذه الخدمة وعليه تتضاعف نسبتهم عن السنة( حالياً الغيت الخدمة الالزامية  بعد احتلال  العراق وهذا الالغاء ايضاً يصب بمعنى طائفي بحت لكي يتم اختيار من ترغب به الحكومة للعمل دون باقي الطوائف في المسلك العسكري بينما الخدمة الالزامية تجعل من كل الطوائف في اطار واحد هو الدفاع عن الوطن دون تفريق هذا سني او شيعي او كردي او تركماني او مسيحي ...الخ) ،  هذه النظرية تختلف في شمال ووسط وغرب العراق حيث الاقبال على الكليات العسكرية كبير جداً ومعظمهم من السنة .
 المحتل والمتطرفين من الشيعة الصفويين  (غير العرب ومعظمهم جاءوا  من إيران والقلة منهم من العراق) اعتبروا ان السنة ( اي الدولة ) كما تقول حضرتك سلبوا  الشيعة حقوقهم  واخذوا يروجون لهذا الموضوع الخطير بشده  وان هناك مظلومية للشيعة في الجنوب تتمثل باهمالهم وتشريدهم وزجهم بالسجون  وغير ذلك من كلام حق يراد به باطل لكن يااخي ابا خالد الحقيقة غير ذلك وكما اوضحتها لسيادتكم آنفاً نحن متحابين  تجمعنا الوحدة الوطنية وليس هناك مظلومية للشيعة من قبل الدولة سواء في الحقبة الملكية او الجمهورية وحتى في فترة الرئيس صدام حسين الذي تصفة ايران بالدكتاتوري او الدموي وهذا غير صحيح فالرئيس صدام حسين ابداً لم يفرق بين الشيعة والسنة ولا يرضى اي انتهاك حق من حقوق اية طائفة ، فالكل سواسية وفق القانون اما من يخالف نهج الدولة وقوانينها ويحاول ان يجعل من المذهب سبيل لتخريب الوحدة الوطنية يحاسب وهذا معروف فمثلاً كان محذور على الاحزاب العمل في النظام السابق ،  ايران زجت بحزب الدعوه الموالي لها في اعمال تخريبية داخل العراق وكان رد فعل الحكومة عنيف لكل من ينتمي له دفاعاً عن الوحدة الوطنية ، واعلن رسمياً ذلك بكل وسائل الاعلام ونشر في الجريدة الرسمية ، اذن اعذر من انذر ولا ذنب للحكومة السابقة في هذا الاتجاه ولكن  المحتل والمتحالفين معه  من الشيعة الموالين لايران فقط لايعترفون بذلك ويعتبرون ما قام به النظام السابق عمل عدواني ضد الشيعة عموماً وقد استغل ذلك المحتل مرتكزاً على مبدء فرق تسد لشق اللحمة الوطنية الرصينة وقد نجح مع الاسف في ذلك ، وهذا ماجاء به بول بريمر في كتابه (عامي بالعراق) حيث  اشار الى ذلك بوضوح لاجل ايهام الراي العام العالمي بان السنة لايمكن التحالف معهم في العراق وحدث ما حدث بعد ذلك ضد ابناء السنة من تهميش واقصاء وحل الجيش العراقي باعتبار كل افراده من السنة هذا حسب مايقول بريمر  ، لذلك كان مستشاريه كلهم تقريباً في المعارضة من هؤلاء  ممن يعزفون على الوتر الطائفي  الذي تعزف عليه ايران ايضاً ، ومن المفيد ان اذكر سيادتكم بان المحتل عندما جاء ليحتل العراق صّوَر له مواليه من هؤلاء ان الشيعة في الجنوب سوف يستقبلوه بالزهور والزغاريد عليه لم ياتي بالعدد الكافي من القوات ولكن وجد العكس فقد قاتلهم الشيعة العرب بالجنوب اشد مما قاتلهم الجيش العراقي في الوسط والشمال مما اضطر الى تعزيز قواته بفرق اضافيه فوراً .

3 .اخي ابا احمد اشعر هناك مبالغة  بالدور الايراني بهذه المسالة خاصة ان الحكومة الحالية لم تروج لهذا الموضوع  ولم تعطه اي اهمية ونحن في مصر مستغربين  لذلك  ؟

عزيزي ابا خالد...من المؤكد  ان ايران هي السبب الرئيسي في موضوع الشيعة والسنة بواقعها الحالي بالعراق خاصة بعد احتلاله في 2003 وسوف اوضح لكم ذلك باسلوب بسيط ومباشر وشفاف وغير دبلوماسي  وبعيداً عن النهج السياسي .

ايران منذ امد بعيد وهي تحلم باعادة امجادها  السابقة  في بسط نفوذها على العراق والارض العربية  بعد  طردهم منها  في زمن  الخليفه الراشد عمر بن الخطاب  بمعركة القادسية ( 6 محرم سنة 15 هجرية ) ، وقد تكررت محاولاتهم العديدة  عند  احتلال العراق بزمن اسماعيل الصفوي  وفرض سيطرتهم بالقوة على العراق وفي تلك  الازمان كان جل اهتمامهم تغيير البنية الاساسية للاسلام بادخال بدع ومفاهيم  ترتكز كلها على المبادىء الزرادشتية  والفارسية المرتكزة على  اصلهم المجوسي ، على ان يكون ذلك بصورة غير مباشرة و على امد طويل وهذا مبدء ترتكز عليه ايران في كافة تعاملاتها مع الاصول العربية .

في ظل النظام السابق  وجدوا لاسبيل سوى تمكين شيعة العراق من التعاطف معهم ( رغم ان الفرس على عداء دائم من العراقيين شيعة وسنة ، فالسني  بنظر الفارسي كافر  اما الشيعة العرب فهم سنه لايجب مهادنتهم اذا لم تكن مرجعيتهم او حوزتهم ايرانية  ولكن بعض الشر اهون ) ولكن قوة ذلك النظام  تجاه هذه المسائل منعهم  تحسباً من انفلات زمام الامور لصالح ايران رغم محاولاتهم الكثيره وآخرها التجاوزات الايرانية بعد الثوره الخمينية في شباط ( فبراير) 1979 سواء من داخل العراق بعد تفجيرات جامعة المستنصرية واستهداف عدد من القادة السياسيين او القصف المدفعي والجوي للمناطق العراقية القريبة من الحدود الايرانية   والتي جابهها العراق بقوه ووجد لاسبيل لايقاف ايران عند حدودها  سوى استعادة الاراضي التي احتلتها تباعاً بالتجاوز على  حدوده وكان ذلك  في 4 ايلول (سبتمبر) 1980 ومع ذلك لم توقف ايران تعديها السافر وهددت بالحرب واسقاط النظام العراقي بصراحة وعلى العلن لكي يتم لها تصدير الثورة الايرانية الى باقي الاقطار العربية   مما اضطر العراق هذه المرة الى شن ضربته الجوية في 22 ( ايلول )سبتمبر 1980  صاحبها تقدم قواته البرية في العمق الايراني  ليشكل قوة ضاغطة عليها  لتعترف  بحقوقه في الارض والمياه ولكن ايران لم تعترف وقبلت بها حرباً طويلة استمرت 8 سنوات ،الموضوع طويل خارج مجال حوارنا الان ، ولكن لكي يكون لدى سيادتكم وضوح ان ايران لم يهدىء لها بال طوال سنوات حكم النظام السابق  وآخرها تدخلها السافر في استهداف الجيش العراقي  بعد انسحابه من الكويت في 1991 رغم عقد معاهدة صلح رسمية بعد الحرب العراقية الايرانية  بين العراق وايران كان نتاجها ان أودع  العراق لديها   139 طائرة حربية واسطول من طائرات النقل الاستراتيجي .  الان بعد الاحتلال الامريكي للعراق في 2003  اصبحت  كل الاجواء متاحة لايران في التدخل بالشان العراقي ونشر مبادئها الهدامة في كل وطننا العربي  والتي جاء بها خميني منطلقة من مبدء  ولاية الفقيه واصبح مجال حركتها مطلق  تجاه اقطارنا العربية وحضرتك متابع مايجري بلبنان وسوريا واليمن بعد ان سمح لها  المحتل وحلفائه  لكي تحقق له اهدافه دون عناء واهمها مبدء فرق تسد او  مبدأ  الفوضى الخلاقة  فكان السنة هم الهدف الاسهل ومن بعدهم  الشيعة العرب وبالتالي  سيطرة الشيعة المتطرفين على كل متعلقات الحكومة وبالتالي الدولة التي لم يبقى لها وجود وفق اسسها المعتادة التي نعرفها  .

4 .اخي ابا خالد اريد ان اسالك سؤال لعلك تجيبني عليه ...هل يعقل  ان السنة الذين يسكنون سامراء منذ مئات السنين ومعهم الشيعة العرب طبعاً  وهم من اشد حرصهم المحافظة على مرقد الامامين  حسن العسكري وعلي الهادي في سامراء يقومون بتفجيرهما  كما حصل في عام 2006  وبالتالي احدث ذلك فوضى عارمة من قبل الشيعة عموماً هذه المرة استغلها الشيعة الفرس وفصائلهم من الاحزاب المتطرفة العاملة في الدولة العراقية  وبعض الجهلاء من الشيعة العرب  و قاموا بردود فعل عشوائية وقتل من يصادفهم   من السنة العزل ضباط متقاعدين  من القوات المسلحة أأمة جوامع   وتهديم مساجدهم  في كل محافظات العراق على اعتبارهم من قام بهذا العمل ، علماً اهالي سامراء ودودين الى ابعد الحدود ومن اشد المحافظين على هذه المراقد الشريفة  وكذلك باقي السنة حيث يعتبرون هذه الرموز العربية والاسلامية مناراً لهم يقتدون بمبادئهم السامية، ثم تبين لنا لاحقاً في اواخر هذا العام من خلال تصريح  الجنرال الامريكي (جورج كيسي ) الذي كان يعمل في العراق ان من قام بهذا العمل هي ايران   ....؟
ابا خالد ....اكيد لا !!!
اذن اخي ابا خالد انها فتنه اراد بها المحتل وايران خلق هذه الاجواء التي لم تهدىء حتى الان وستبقى طويلاً  من اجل تحقيق اهدافهم بشق الوحدة الوطنية التي نجحو بها ايما نجاح واصبح القتل بعد ذلك على الهوية وظهر على السطح موضوع الثأرات منذ فجر الاسلام التي تروج لها ايران في كتبها الصفراء للحط من السنة  تحديداً ،  وامتد الامر بمداهمة دورهم  من قبل عناصر تعمل مع الحكومة ويتمتعون بشرعيتها في خطفهم  من دورهم وزجهم دون امر قضائي في سجون سرية ضمن وزارة الداخلية وعندما كنا نطالب بابنائنا لم نلقى جواب شافي لذلك واحياناً كنا نضطر الى دفع فدية مبالغ عاليه جداً  لاخراجهم ، او على الاغلب يتم تصفيتهم وهذا الحال جاري حتى هذه اللحظه  وقد حدث هذا معي فقد اختطف زوج ابنتي وتم مقايضته بمبلغ كبير من المال وكذلك ابن اختي وهو مهندس طائرات لايزال في الخدمة الالزامية (قبل الاحتلال)  فبعد تفاوض مع الخاطفين وكانوا على الاغلب من وزارة الداخلية ( وقد تبين لي ذلك من جراء الاتصالات التي كنت اجريها مع اللواء عدنان ثابت امر مغاوير الداخلية ) ولم نتمكن من انقاذه واعتقد  تم تصفيته كما جرى للالاف من هم على شاكلته ، وكذلك اخي الذي يعمل ضمن الجيش السابق !!! .

5 .ابا خالد...نسمع اخي ابا احمد  لما جرى بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت في عام 1991 واستهدافه الشيعة اثناء قيامهم بالزيارة الشعبانية في النجف وكربلاء ؟

ابا احمد ...اخي ابو خالد سيادتكم لا يعرف ماهية الزيارة الشعبانية عند الشيعة الامامية ،  وهي باختصار شديد ليلة النصف من شعبان هي عندهم ولادة المهدي المنتظر ابن الامام الحسن العسكري( الامام الثاني عشر) الذي غاب بعد ولادته مباشرة من موقع ولادته في سامراء في موقع يطلق عليه الان بالغيبة ، حيث تقوم  الحوزات الشيعية في العراق تنظيم  زيارة الى مرقد الامام الحسين واخيه العباس  في كربلاء يحتفل بها الزائرون بهذا الحدث ، اعود لسؤال سيادتكم ، كلنا يعرف ما جرى بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت حيث تعمد الجيش الامريكي تدمير كل آلياته   تقريباً او اعطابها رغم صدور قرارايقاف اطلاق النار الذي لم تلتزم به القوات الامريكية  ووافق عليه العراق  بقصد  تدمير كل مايقع تحت نظرها من القوات العراقية ، لذلك اضطر  كافة  افراد الجيش العراقي بضمنهم القادة والامرين  الانسحاب  مشياً على الاقدام والعودة  الى بلدانهم في العراق ، في هذه الاثناء دخلت حشود كثيفه من قوات فيلق  بدر( التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي ) وحزب الدعوة  الذين تم  تهجير بعضهم الى ايران وهروب البعض الاخر من القتال الذي كان دائراً بين ايران والعراق في 1980 – 1988 وانتشرت هذه الحشود  خلال 3 ايام في كل محافظات العراق الجنوبية تقريباً  وقامت بالتعرض لقوات الجيش العراقي المنسحبة من الكويت وقتلهم بوحشية وبدون رحمة والاستيلاء على اسلحتهم وعلى بعض العجلات العسكرية الصالحة للاستخدام ثم التسلل داخل الوحدات العسكرية على اعتبارهم من قوات الجيش العراقي واحدثت فعلها من داخله بسهوله بينما كانت القوات النظامية  في اشد حالات الانهاك والتعب ، اضافه الى ذلك  حرق وتدمير وسرقة كل دوائر الدولة ومخازن الغذاء  في تلك المحافظات واشاعة الفوضى بين صفوف المواطنين بحدوث انقلاب على السلطة مطالبين المواطنين تاييدها وفعلا انظم اليهم عدداً لاباس به منهم  ، في ذلك الوقت  كانت الاتصالات مقطوعه تماماً  ولا علم للقيادة السياسية العراقية في بغداد  بما يجري الا بصعوبة بالغة ، وبعد علمها قامت بحشد الاحتياطي الاستراتيجي من الحرس الجمهوري المتواجد في بغداد وقوات من حزب البعث العربي الاشتراكي  معهم طيران الجيش  جابهت هذه القوى القادمة من ايران وكل من تعاطف معها بشده واستطاعت في خلال يوم او يومين القضاء عليها واعادة الامور الى ما كانت عليه ، من الامور التي لاتنسى اقام هؤلاء  محاكم صورية يترئسها احد رجال الدين  من الشيعة المتطرفين واعدمت العديد من الضباط والمراتب والشخصيات الحزبية كما افتت بسرقة مخازن الغذاء والدوائر الحكومية واسلحة  ومعدات القوات المسلحة  ، والان يطلق على هذا الامر بالانتفاضة الشعبانية التي خططت لها وادارتها ايران وقد القي القبض على العديد منهم وتم استبدالهم بالاسرى العراقيين ابان الحرب مع ايران في الثمانينات ،اما مايشاع عن استهداف الشيعه فهذا كلام باطل لان الجيش العراقي جله من الشيعة وقد قام  هؤلاء العراقيين القادمين من ايران بقتلهم كما اشرت آنفاً وهم  عزل من السلاح دون رحمة ولكن ليس كل مايقال صحيح ، هذا بشكل موجز لما جرى في الزياره الشعبانية او الانتفاضة الشعبانية .

6 .استاذ ابا احمد  نحن نسمع عن استهداف القادة ومنتسبي الجيش السابق من قبل الشيعة هل هذا صحيح علماً ان الحكومة تعلن ان الجيش الحالي معظمه منهم ؟

اخي ابا خالد ...الاميركان ومعهم المتطرفين من الشيعة والبعض من الاكراد  ومن هم كارهين الشعب العراقي ولم يتعايشوا معه امداً طويلا ( كانو في ايران وخارج العراق هرباً من ملاحقة النظام السابق لهم كونهم من حزب الدعوة او من اكراد البيشمركة او من غير ذلك كان النظام السابق يعتبرهم من العناصر الهدامة والمناهضة  للثورة  ...الخ) ، الاميركان بعد احتلال العراق جاءوا بحاكم مدني ( بول بريمر) قراراته مبرمجة  منهم ، من اول القرارات التي اصدرها حل الجيش العراقي  والحرس الجمهوري والفدائيين وجيش القدس  وكافة الاجهزة الامنية ولم يحاولو الاستفاده منها  ، اليس هذا مضحكاً ياسيدي والامّر  من ذلك اصدر هذا الحاكم الامر 91 في حزيران ( يونيو) 2004 وسمح لتسع مليشيات خطيرة لتحل محله ريثما يقوم المحتل ببناء جيش جديد وسوف اريك هذا القرار لتحكم بنفسك مدى الخسة التي لجأ اليها الاميركان في قرارهم هذا بحيث جاء بهذه المليشيات الحاقدة على كل ابناء الشعب العراقي لكي تؤمن لهم امنهم انظر للامر 91 يااخي واعطيني رايك بصراحة !!!!

الامر 91 في يونيو 2003
تحويل وإعادة إندماج القوات المسلحة والمليشيات  
الحقائق الأساسية
كان الهدف من إنشاء معظم القوات المسلحة والمليشيات، التي يسعى قانون إدارة الدولة للمرحلة الإنتقالية، والأمر رقم ٩۱ لسلطة الأئتلاف المؤقتة للسيطرة عليها، لخدمة اهداف جيدة ونبيلة ــ حماية الناس من إرهاب نظام صدام.
توصل مسؤولو الائتلاف الى إتفاقية مع مليشيات وقوات مسلحة مختلفة وسيتم تفعيل سياسة سلطة الائتلاف المؤقتة حول تحول وإعادة اندماج القوات المسلحة والمليشيات وسَيُشرح تأثيره على رجال المليشيات في العراق.  
حقائق مهمة:
نحن نتعامل مبدئياً مع تسعة أحزاب لديها قوات مسلحة و/أو مليشيات - وهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ومنظمة بدر وحزب الدعوة وحزب الله العراقي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الإسلامي العراقي وحركة الوفاق الوطني العراقي والمؤتمر الوطني العراقي.
عدد الذين نتعامل معهم هو حوالي ۱۰۰ الف مقاتل من المقاومة السابقة.

لم يعد لجيش صدام وجود، لكن التهديدات الخطيرة الأخرى لا تزال موجودة. يمكن الاستفادة من خبرات ومهارات مقاتلي المقاومة التي اكتسبوها على مدى السنين لجعل العراق أكثر أماناً وأزدهاراً. بينما نحن في حاجة الى تحويل وإعادة اندماج هذه المنظمات المسلحة، نحتاج أيضاً أن نعامل مقاتلي المقاومة السابقين بإحترام لتضحياتهم في الكفاح ضد طغيان صدام.
إن سياسة التحويل وإعادة الاندماج للقوات المسلحة والمليشيات هي سياسة عادلة وشريفة لأولئك المستعدين للعمل ضمن العملية السياسية، لكنها قاسية جداً على أولئك الذين يبقون خارج القانون.
ستُنفذ وفقاً لأمر التحويل واعادة الاندماج ستة نقاط اساسية:
•يضع قيد التنفيذ المنع على القوات المسلحة والمليشيات، الذي جاء في قانون إدارة الدولة للمرحلة الإنتقالية، والتي هي خارج سيطرة الحكومة وتكون غير قانونية ما عدا المنصوص عليها بالقانون.
•يميز الذين قاتلوا ضد صدام، بكونهم فعلاً، جنود العراق الموثوق بهم. ستمد يد المساعدة لهم وللمحاربون القدامى الأخرون، من ماضي العراق الدامي، ويعاملون على حد سواء. للقيام بذلك، يعين رسمياً مقاتلي المقاومة السابقين كمحاربين قدامى.
•يوضح عملية التحول واعادة الاندماج بشكل واسع.
•يبرز السيطرة على " العناصر المتبقية " وهو المصطلح الذي ورد في الامر والذي يشير الى المجاميع الذين هم ضمن عملية التحويل واعادة الاندماج اثناء أنتظارهم لفرص البدء بحياة مهنة جديدة.
•تعريف السيطرة على العناصر المتخلفة وما هي العقوبات المترتبة على الأنتماء للقوات المسلحة أو المليشيات والأحزاب التي تسيطر عليهم. بالأضافة الى الأفراد الذين يستمرون بالأنضمام الى المنظمات المسلحة غير القانونية.
•انشاء لجنة وزارية مشتركة عراقية لمراقبة هذه الجهود.
يعلن الامر 91 ان مقاتلي المقاومة السابقين من غير المجرمين أو الأرهابيين أو العملاء الأجانب على أنهم محاربين قدامى. ولتحقيق ذلك:
•يوفر للذين مدة خدمتهم تلبي متطلبات التقاعد من الجيش نفس الراتب الذي كانوا ليتقاضونة لو كانوا في الخدمة.
•السماح لهم وأعطائهم الوقت الكافي للأختيار بين الألتحاق بالدوائر الحكومية أو أحدى دوائر الأمن العراقية وعلى سبيل المثال الجيش والشرطة.
•يجعلهم مؤهلين لجميع مميزات المحاربين القدامى، كاختيارهم في برامج التدريب الوظيفي والتوظيف التابعة لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية.
•يوفر لأرامل وأيتام الشهداء الذين سقطوا في القتال ضد صدام نفس أمتيازات أقرانهم الموجودين في الخدمة أو الجنود العراقيين المتوفين.
•توفير أمتيازات للمعوقين مطابقة لأقرانهم من الجنود العراقيين.
 يعتمد الهيكل التنظيمي للتحويل واعادة الاندماج على ثلاث محاور:
•التحول الى قوات أمن مرخصة قانوناً: سينتقل عدد كبير من مقاتلي المقاومه السابقين الى القوات المسلحة العراقية والشرطة العراقية وقوات الحدود وقوة حماية المنشآت وقوات حفظ الأمن الداخلي للحكومة الكردية الأقليمية ( الفقرة أ من المادة 54 من قانون أدارة الدولة للمرحلة الانتقالية) كافراد، لم يتم السماح بتحويل وحدات من القوات المسلحة او الميليشيات الى أي فرع من فروع قوى الأمن العراقية.
•رواتب تقاعدية للمؤهلين.
•التدريب الوظيفي وفرص العمل، بصورة مبدئية من خلال برامج التدريب الوظيفي وفرص التوظيف التابعة لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية والتي تعطي الافضلية للمحاربين القدامى.
•العناصر المتبقية: مع أصدار هذا الأمر سيكون جميع أفراد القوات المسلحة والمليشيات التي لا تخضع لسيطرة الحكومة هي تشكيلات غير قانونية. عند تسمية القوات المسلحة أو المليشيات، التي وافق قادتها على خطة التحول وأعادة الاندماج، "العناصر المتبقية"، ستمنح هذه العناصر المتبقية وأعضاءها صفة قانونية وهي مستمرة في خطتها في التحويل وإعادة الاندماج.
•سيطلب من كل أعضاء العناصر المتبقية التسجيل في أدارة المحاربين القدماء العراقية، الوكالة التي تتحقق أوتتأكد من الأهلية لأغراض المساعدة والراتب التقاعدي. يرجى ملاحظة أن هذه هي نفس الأجراءات التي يتسلمون من خلالها مساعداتهم، ولذا فانها عملية أيجابية تتلائم مع حقيقة أننا نميز ونكافئ أولئك الذين قاتلوا صدام.
•يجب أن تسجل كل الأسلحة بشكل صحيح في وزارة الداخلية وأستنادا للقانون العراقي.
•يجب أن ينفذ برنامج التحويل واعادة الاندماج كما هو مخطط، أذا لم يعدل من قبل لجنة تطبيق التحويل واعادة الاندماج.

7 .قل لي  استاذ ابا خالد رايك بهذا الامر علماً قامت قوات التحالف تسليم كافة اسلحة وتجهيزات الجيش العراقي السابق الى اهم هذه المليشيات وهي الحزبين الكرديين ومنظمة بدر وحزب الدعوه ...
ابا خالد .... هذا شيىء خطير جداً وهل هذه المليشيات موجودة حالياً ...؟
ابا احمد   . . نعم موجودة (وازدادت  بشكل كبير جداً) حيث اعتبرت الاساس في تشكيل الجيش العراقي الجديد وعليك ان تستنتج  مدى الضرر الذي اصاب المؤسسة العسكرية من جراء اشراك هذه المجاميع الجاهلة في ابسط الامور العسكرية بعد منحهم امتيازات لم يحلموا بها وهم بعيدين كل البعد عما يستحقون حيث منحوا (رتب عسكرية و درجات وظيفية عالية و مدد خدمة ورواتب تقاعدية للبعض منهم وفق ما حددته احزابهم باسلوب الذرعة وليس المهنية بعد ان وصفهم الامر بالجنود الموثوق بهم كونهم قاوموا نظام صدام حتى بلغت ارقام خيالية، ولا اعلم اي مقاومة مقصودة  واجهت ذلك  النظام حيث لم نلمس ولم نستشعر بذلك طوال خدمتنا  العسكرية .
8 .ابا خالد ... من المؤكد فرضت الظروف الموضوعية بعد حل الجيش العراقي  موضوع هذه المليشيات التي اشرت اليها في الامر 91  وسؤالي هنا هل انتهى دورها بعد تشكيل الجيش العراقي النظامي ؟
ابا احمد  ...كلا لم ينتهي مفعول هذا الامر حتى هذه اللحظة رغم مطالبة بعض أعضاء مجلس النواب المعتدلين انهاء مفعوله لان هناك جهات حزبية  مستفيده منه .

9 .ابا خالد... وهل هؤلاء ممن شملهم الامر 91 كلهم من الشيعة ؟
ابا احمد ...نعم معظمهم من شيعة ايران و منهم من السنة  ممن يتبع للحزبين الكرديين و الحزب الاسلامي المشار اليهم  في الامر 91 انفاً .
ابا خالد اذن هناك من السنة في ثلاث من الاحزاب مذكوره في الامر 91 ؟

نعم ولكن الاكراد ( البيشمركة) كانو قد تمردوا على السلطة في حينها وقاتلهم  الجيش العراقي في كردستان العراق بعد ان منحتهم حكومة احمد حسن البكر وفق بيان 11 مارس 1970  حكم ذاتي وافق عليه الملا مصطفى البرزاني زعيم البيشمركه في بادئ الامر ثم اعترض عليه ، وقد اضطرت الحكومة الى تطبيقه من طرف واحد ومعهم  الاكراد العراقيين المعتدلين  في المحافظات الشمالية آنذاك و طرد المتمردين من البيشمركة  خارج الحدود عند ذلك استقرت اوضاع الشمال زمناً طويلاً حتى الاحتلال في 2003   .

10 .ابا خالد ... اذن السنة المناهضين  للحكومة السابقة  ومنهم الاكراد كما تقول (البيشمركة ) ايضاً اصابهم ما اصاب الشيعة الايرانيين والمتطرفين  ؟
 
ابا احمد ... نعم لان النظام السابق منذ قيام ثورة 17 تموز (يوليو) 1968 منع كافة الاحزاب من العمل ولم يسمح لهم المشاركة  في الحكم وسمح لحزب البعث العربي الاشتراكي العمل فقط وقد فرض عقوبات تصل الى الاعدام بهذا الصدد  .

11 .ابا خالد ... اعذرني اعود للسؤال عن طرد الشيعة الموالين لايران من العراق ؟

ابا احمد ...نعم اخي ابو خالد في العراق ومنذ امد بعيد  تسكن العديد من العوائل ذات الاصول الايرانية وقد اكتسبوا الجنسية العراقية واصبحوا بحكم القانون عراقيين ولكن تبعيتهم ايرانية ، وكان هؤلاء مستفيدين من شرعية وجودهم ومعظمهم يعملون بالتجاره والاعمال الحرة ولا يشاركون بالخدمة الالزامية المفروضة على العراقيين للدفاع عن ارض العراق ، بعد الثورة الايرانية في شباط ( فبراير) 1979 ولكن بعد احداث تفجيرات جامعة المستنصرية واستهداف بعض القاده السياسيين في نفس العام  اثبتت التحقيقات ان من قام بهذه الاعمال هم من حزب الدعوه داخل العراق بتوجيه من ايران ، عندها اصدرت الحكومة العراقية قراراً بمغادرة كل من اصوله ايرانية العراق وحددت فترة زمنية قصيرة لهذا الغرض ، وقد تضرر بعض المعتدلين منهم طبعاً لان القرار شمل الجميع دون استثناء  .

12 .ابا خالد ...اجبني ابا احمد  لماذا يستهدف القادة ومنتسبي الجيش السابق من الطيارين وغيرهم ؟
ابا احمد ...عندما احتل الاميركان العراق جاءوا بقوائم تشمل معظم القادة والمسؤولين في الجيش العراقي السابق وقد تم القاء القبض على البعض منهم وزجو في السجون وداهمت القوات الامريكية دورنا وتم تفتيشها وبعثرت ممتلكاتنا ، ثم فتحت دائره اطلق عليها DOD ( DEPARTMENT OF DEFENCE ) طلب من كافة قادة الجيش العراقي السابق تعريف هوياتهم لها لتجنب توقيفهم ، وقد اضطررنا الى حضور هذه الدائرة لتعريف هوياتنا بغرض تجنب القاء القبض والاساءة لنا ثم منحنا شهادة عدم تعرض ،  وقد  هاجرالعديد من قادة الجيش السابق   خارج العراق او بقي في مناطق سكناه لعدم توفر الامكانيات التي تمكنه من الهجرة ،الاميركان لم اية حماية  لمنتسبي الجيش السابق وقد استغل ذلك  حلفائهم من  المتطرفين القادمين من ايران ممن اطلق عليهم فرق الموت ( من فيلق بدر) ومن المجاميع  الخاصة وعصائب اهل الحق  ومن قوة القدس الايرانية وثار الله وغير ذلك من التسميات ، وقد  استهدف  الطيارين بشكل خاص ممن شاركوا بالحرب العراقية الايرانية ويتم باسلوبين اما القاء تحذيرفي الدار التي يسكنوها مع اطلاقة بندقية  ينذروه بها لمدة  معينه يغادر بها العراق او يقتل وقد صدقوا الوعد مع البعض من الطيارين مما اضطر الباقين الى مغادرة العراق او يقتل بصورة مباشرة دون انذار والان اعداد كبيره منهم خارج العراق في سوريا قبل الاحداث الجارية الان ومصر والاردن ولبنان وتركيا وفي دول الخليج وامريكا وباقي دول العالم ، علماً لاتزال هذه الفرق منتشره في العراق بادارة الحرس الثوري الايراني  تفعل فعلها الاجرامي بالعراقيين  دون رادع لها ويشير الاميركان بتقاريرهم اليوميه لها دون رد فعل مؤثر من قبلهم واغلب الظن ان الاميركان من يقوم باسناد هذه المجاميع .

13 .ابا خالد ... ماهي قوة القدس هذه ومدى  تدخلها في العراق  وما مصلحتها في هذا التدخل ...

 ابا احمد ...اسمح لي اخي ابو خالد ان اجيبك على سؤالك بعد الارتكاز لاحد  المصادر  المهمة للكاتب الامريكي ( انتوني  ه .كوردسمان) الذي افاد بدراسته حول الحرس الثوري الايراني واحدى اهم فروعه ( قوة القدس الايرانية ) جاء بها ماياتي
للحرس الثوري الإيراني فرع ضخم خاص بالعمليات الاستخباراتية والحرب غير التقليدية، وينضم لمثل هذه المهمات آلاف المقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، ويشكل هذا الفرع ما يعادل شعبة من القوات الخاصة، إضافة إلى بعض الوحدات  الصغيرة التي تعطى أولوية خاصة فيما يتعلق بالتدريب والمعدات.
وقد لعبت قوة القدس الخاصة دور رئيسي في إعطاء إيران القدرة على مجابهة الحرب غير التقليدية باستخدام حركات أجنبية مختلفة كمحاربين بالوكالة. وقد  قرر المجلس الإيراني الأعلى للأمن الوطني بعد احتلال العراق  في 2003  إخضاع جميع العمليات الإيرانية في العراق لقيادة قوات (القدس)، وفى الوقت نفسه قرر المجلس زيادة أفراد قوة القدس لتشكل جيشاً بحد ذاتها  ، قوة (القدس) يقودها  العميد قاسم سليماني ولها جهات فاعلة داعمة غير حكومية في العديد من البلدان الأجنبية, ويشمل ذلك حزب الله في لبنان، وحماس ومنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، والمليشيات الشيعية في العراق، والشيعة في أفغانستان. كما أن هناك إفادات بوجود صلات مع بعض المجموعات السنية المتطرفة مثل القاعدة, إلا أنها لم تؤكد قط .
العديد من الخبراء الأميركيين يعتقدون أن قوات (القدس) قد قدمت عمليات نقل أسلحة كبيرة للشيعة (وربما بعض العناصر السنية) في العراق. وقد تشمل هذه العمليات نقل بعض المكونات المتقدمة لصنع أجهزة التفجير المرتجلة في العراق أو المكونات المستخدمة في صنع المتفجرات, بما فيها قطع تجميع الأسلحة والوصلات اللاسلكية المستخدمة لتفعيل هذه الأجهزة وتحريك الآليات العاملة بالأشعة تحت الحمراء. وهذه الأجهزة شبيهة جدا بتلك التي تستخدم في لبنان، ويبدو أن بعضها يعمل على نفس موجة الترددات. الجدير بالذكر أن أجهزة التفجير المرتجلة بدأت تظهر في العراق في أغسطس/ آب 2003، ولكنها أصبحت تشكل تهديدا خطيرا في العام 2005.
وفي 11 كانون الثاني (يناير) 2007، ذكر مدير مكتب وكالة استخبارات الدفاع في شهادة أمام لجنة الاستخبارات المعينة من قبل مجلس الشيوخ الأميركي أن قوة (القدس) التابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني تقود الأنشطة الإرهابية العابرة للحدود، جنبا إلى جنب مع حزب الله اللبناني ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية. كما تعتقد مصادر أخرى أن المهمة الرئيسة لقوة (القدس) هي دعم الحركات الشيعية والمليشيات. ويبدو أن هذه المساعدات وعمليات نقل الأسلحة قد ازدادت كثيرا في ربيع العام 2007.
كما يعتقد أيضا أن قوة (القدس) تلعب دورا مستمرا في تدريب وتسليح وتمويل حزب الله في لبنان، كما شرعت في تقديم الدعم للمليشيات الشيعية وأنشطة طالبان في أفغانستان.
وتشير بعض التقارير إلى أن الميزانية المخصصة لقوة (القدس) هي ميزانية سرية يتحكم فيها الزعيم الأعلى  خامنئي ، وهي لا تظهر في الميزانية الإيرانية العامة.
العناصر النشطة من قوة (القدس) هي التي تعمل أساسا خارج حدود إيران، رغم أن قواعدها توجد داخل إيران وخارجها. قوات (القدس) مقسمة إلى مجموعات  لكل بلد أو منطقة يعملون فيها. فهناك معسكر رئيسي  للعراق وآخر للبنان وفلسطين والأردن وسوريا وأفغانستان وباكستان والهند وتركيا والجزيرة العربية والبلدان الآسيوية والاتحاد السوفياتي السابق والدول الغربية (أوروبا وأميركا الشمالية) وشمال أفريقيا (مصر وتونس والجزائر والسودان والمغرب). لقوة (القدس) مكاتب أو "قطاعات" في العديد من السفارات الإيرانية .
ويبدو أن قوة  (القدس) تسيطر على العديد من معسكرات التدريب لمواجهة الحرب غير التقليدية، في بلدان مثل إيران والسودان ولبنان. كما يعتقد أنها تدير معسكرات تدريبية ذا طبيعة غير محددة في السودان, ولها ما لا يقل عن أربعة معسكرات  تدريبية  رئيسة في إيران.
(للقدس) أيضا مركز تدريب رئيسي في  سعد أباد بشمال طهران, حيث يتدرب الجنود على القيام بالعمليات العسكرية والإرهابية ويتم تلقينهم بأيديولوجية محددة.  وهناك أيضا معسكرات تدريب في قم  وتبريز ومشهد وفي لبنان والسودان. ومن هذه المعسكرات أيضا معسكر نصر لتدريب العراقيين الشيعة  والأكراد والتركمان  والعراقيين في شمال غرب إيران, ومخيم تدريب قرب مشهد لتدريب الأفغان والثوار الطاجيين. كما يبدو أن قوة  (القدس) تسهم في تشغيل معسكر منزاريا  للتدريب قرب قم ، وهو من المعسكرات التي تعمل على تجنيد الطلاب الأجانب في المدارس الدينية، والذي يبدو أنه قد درب بعض البحرينيين.( انتهى تقرير كوردسمان )
14 .ابا خالد ...هل تعتقد ان قوة القدس الايرانية  تقوم بكل هذه الاعمال التخريبية شبه اليوميه داخل العراق .
ابا احمد ... نحن كعسكريين نقوم عادة بتحليل الامور اكثر من وسائل الاعلام بعد ان نضع عدد من العوامل المنطقية مثلماً نفعل بتقدير الموقف التعبوي او الاستراتيجي ، الواقع الحالي في العراق صعب بعد ان دمر الامريكي المحتل واعوانه كل شيىء فيه  وداخل بعضه مع البعض الاخر  في ازمات وصراعات لانهاية لها ولم يكتفي بذلك حتى جعله ساحة  للتدخلات الاقليمية و الخارجية   سواء كانت ايران او غير ايران ، فاسرائيل اليوم تتدخل في الشان العراقي بشكل فاضح وبدأت بشراء الاراضي والعقارات في جنوب وشمال العراق دون رادع اخلاقي او انساني من قبل السلطات العراقية  تمهيداً للاستيطان المستقبلي فيه وكما فعلت في فلسطين ، لقد اطلعتك على قوة القدس الايرانية كما جاءت بقلم الكاتب ( كوردسمان ) المختص في الشؤون العراقية والايرانية بشكل موجز  وهذا الكاتب انصف كثيراً هذه القوة  حيث لدي معلومات توضح ان هذه القوه لديها من الامكانيات والقدرات العسكرية الخاصة مالم يمتلكها الجيش الايراني  تمكنها  ان تكون القوة القادرة على فعل اي عمل عسكري خاص او تخريبي  مميز ، ولو اطلعت سيادتكم على الاعمال الاجرامية التخريبية الجارية بصوره شبه يومية في العراق وبهذه الدقة في التنفيذ رغم الاجراءات الامنية المكثفة والحواجز الموضوعة في تقسيم المناطق السكنية  ونقاط التفتيش الكثيره واجهزة كشف المتفجرات والكلاب المدربة وغير ذلك ، من المؤكد ستقول من المستحيل ان يقوم احد بخرق كل ذلك دون ان يكون هناك علم بالعمل التخريبي من قبل بعض  الجهات الامنية  لكي تسهل لهؤلاء التسلل بسهولة في تحقيق هدفهم الاجرامي   ، وقد ايد شهود عيان قبل ايام من تفجير مركز للتطوع في منطقة باب المعظم في وسط بغداد ان سياره همر نزل منها انتحاري اندس بين صفوف طالبي التطوع وفجر نفسه وادى الى قتل وجرح اكثر من 200 شخص ، وغير ذلك من الشواهد في تفجيرات الايام الدامية  التي اطلق عليها ( الاربعاء الدامي والاحد الدامي  والثلاثاء الدامي ...الخ ) ادت الى قتل الالاف من العراقيين ثم استهداف  أأمة  جوامع السنة والمفخخات والعبوات الناسفة المزروعة بالشوارع والمخصصة  لقتل المدنيين العزل في المناطق السنية  في ديالى والانبار والموصل وغيرها وكذلك الشيعية على السواء  دون  القوات الامريكية لكي يتم اتهام  المقاومة العراقية .  اذن اخي ابا خالد اصبحت لدينا قناعة ان من يقوم بذلك جهه تعمل بتخطيط متقن مستفيدة من تجاربها التخريبية في هذة الفترة بالعراق لاثارة الفتن الطائفية وزرع الكره بين المواطنين بعضهم للبعض الاخر اولا ثم  ترويع السكان واجبارهم على الهجرة من مناطق سكناهم  ثانياً  و فرض الامر الواقع بضعف القوات الامنية العراقية والحاجة الى قوات امن كفوءه يمكنها فرض سيطرتها في هذا الخضم الهائل من الفوضى بفقدان سيطرة الحكومة ، اما تصريحات الحكومة في مثل هذه الامور جاهزه دائماً وتطلق بشكل فوري   وهي جزء من المؤامرة المكشوفة ضد الشعب العراقي ان من قام بذلك هم ازلام صدام والبعثيين واحياناً يضاف لهم الوهابية وهم يقصدون اهل السنه دون ان يفهموا ماهية الوهابية فلدى الشيعة الايرانيين ان الوهابية هم السنه العرب ، اذن باستنتاج بسيط  ليس بامكان اية جهة ارهابية اعتيادية   القيام بمثل هذه الاعمال في ظل الاحتراز الامني المكثف الذي خططت له الحكومه داخل بغداد وبعض المحافظات   ، ايران تُصَرح دائماً  بانها جاهزه لدعم القوات الامنية العراقية بعد مغادرة القوات الامريكية العراق ، ونحن نعلم ان لايران مصالحها الاستراتيجية في العراق عليه من المرجح في تحليلنا  لقوة القدس انها القوة الوحيدة القادرة على هذه الاعمال الاجرامية الدقيقة  في فرض الوجود الايراني بالقوة ، ناهيك عن التصريحات الامريكية بالقاء القبض على عناصر من قوة القدس الايرانية  قامت بكذا عملية لقتل مدنيين في مناطق سنية وعثورهم  على اسلحة ايرانية  وهذه اصبحت تصريحات شبه يومية والحكومة العراقية لاترغب بالتصريح في مثل هذه الامورولم تكلف نفسها باتهام ايران ولو لمرة واحدة لكنها عندما تسأل يكون الجواب ان ايران لم تقم بهذه الاعمال  بل على العكس ايران تساند العراق في التصدي لمثل هذه الاعمال الاجرامية .

15 . ابا خالد ...اخي ابا احمد  ذكرت التدخل الاسرائيلي في جنوب وشمال العراق هل لديكم اسانيد على هذا التدخل ؟.
ابا احمد ... اخي ابا خالد اسرائيل منذ امد طويل وهي تهدف الى التدخل في الشان العراقي ففي عام 1974 عندما قررت الحكومة العراقية تطبيق  العراق قانون الحكم الذاتي في كردستان العراق وعارض تطبيقه الملى مصطفى البارزاني ثم تعرض بقواته ( البيشمركة)  ضد الجيش العراقي ساندته آنذاك اسرائيل بمده بكافة انواع الاسلحة المتطورة ومنها اسلحة ارض - جو للحد من قوة الجيش العراقي الذي شارك في حينها بشكل اسطوري مع القوات السورية في حرب اكتوبر 1973 ضدها ،  فاسرائيل  لم تالوا جهداً منذ   اللحظات الاولى لاحتلال العراق من  التدخل في شؤونه الداخلية انطلاقاً من اهدافها المعلنه ( ارضك يااسرائيل من الفرات الى النيل ...) ففي محاضره لوزير   الأمن الإسرائيلي الأسبق (آفي ديختر) حول الدور الإسرائيلي في العراق يقول  لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا ،ومما ذكره في محاضرته الخطوط العريضة التالية :
 
أ .إنّ تحييد العراق عن طريق اضعاف  أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الصهيوني.
ب .إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد موحد ، وخيارنا الاستراتيجي بقاءه مجزءً.
ج .ما زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى.
د .ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان.
ه .ان تحليلنا النهائى و خيارنا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية.
في مقال  للكاتب الامريكي واين مادسون نشر في الواشنطن /اور نيوز بتاريخ 6/3/2010 تحت عنوان ( الموساد وراء عمليات قتل وترهيب المسيحيين في الموصل ) اوجزمنها ماياتي
(ينقل مادسن عن مصادر كردية ، بان الاسرائيليين  يعملون سراً مع حكومة كردستان الإقليمية لتنفيذ مخطط إلحاق ودمج اليهود الأكراد بمناطق عراقية بإشراف حكومة كردستان الإقليمية .
وقد لاحظ أكراد ، وعراقيون مسلمون وتركمان أن الأكراد "الاسرائيليين" بدأوا بعد الغزو الاميركي في العام 2003يشترون أراضٍ في كردستان العراق، ويعتبرونها عقارات يهودية تاريخية ، ويبدي الإسرائيليون اهتماماً خاصاً بضريح ناحوم في القوش، وجوناه في الموصل وكذلك معبد دانيال في كركوك . كما يسعون  أيضاً المطالبة بعقارات يهودية خارج الإقليم الكردي، تشمل ضريح حزقيال في قرية الكفل في محافظة بابل بالقرب من النجف، ومعبد عزرا في العزير في محافظة ميسان، بالقرب من البصرة، ويقع الاثنان  في مناطق جنوب العراق . في حينها كتبت لاحد اصدقائي في الموصل لستبيانه  مدى صحة  هذه المقالة وقد ايد ماجاء فيها قائلاً ان عمليات التهجير وشراء الاراضي من قبل حكومة كردستان لتوطين الاكراد الاسرائيليين قائمه على قدم وساق .


16.ابا خالد ... الله ينور عليك استاذ ابا احمد  انا اتعبتك معايا ولكن نحن في مصر  لم نطلع  عليها بتفاصيلها التي ذكرتها  ولكن السؤال الذي حيرنا جميعاً اين ذهب الجيش العراقي ولم نشعر بانه قد قاتل العدوا في 2003 كما خبرناه دائماً .

نعم ساجيبك على سؤالك ولو خرجنا  قليلاً عن موضوعنا ، نحن كقادة عسكريون نعلم جيداً عند التخطيط الاستراتيجي للعمليات نضع في التخطيط للعمليات  موازين  التفوق النوعي والعددي وميزان القوى الاخرى (سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ...الخ ) بين الاطراف المتحاربة ومن  ثم اجراء تقدير الموقف الاستراتيجي يدخل فيه كل قوى الدوله بالاضافه   الى اجراء  لعب حرب لستبيان الامكانات المتاحه للطرفين في الصراع  وحساب الخسائر المحتملة وكانت القيادة السياسية  دائماً تكلف هيئه من قادة الجيش العراقي لاجراء لعب حرب مع العدو الايراني والصهيوني والامريكي ايضاً ،  في حرب الكويت لم نقم بذلك لكون الجيش العراقي النظامي الذي بمسؤولية وزارة الدفاع  لم يكن لها علم بها وانما من قام بها عدد من فرق الحرس الجمهوري التي هي خارج تنظيم  وزارة الدفاع ،  في الحرب الاخيره 2003  لم يجري اهتمام لمثل هذه الامور التي ذكرتها آنفاً ، بل اصبحت هذه الامور غير ضرورية من وجهة نظر القيادة السياسية العراقية  آنذاك وتعتبرها امور فقط للتدريس وتنوير القادة  والآمرين بها وهذا طبعاً خطأ كبير ارتكبته ، لقد كان ميزان التفوق النوعي للعدو الامريكي – البريطاني اكثر من 50 :1 لصالح قواتهم وهذا ضرب من الخيال في حال المواجهة معه الا اذا كان الموضوع مصيري وفعلا قد حصل ذلك واقتصر على تكهنات  القائد العام للقوات المسلحة كمعركة مصير ، ومع ذلك  قاتل الجيش العراقي قتال الابطال وهو يفتقد الى قواته الجوية والبحرية وطيران الجيش ونسبة 50% من دفاعه الجوي ناهيك عن معدات واسلحة برية متهالكة و متخلفة نتيجة الحصار الظالم بعد عام 1990 – 2003  الذي منع اية معدات واسلحة جديدة  ترد الى العراق بالاضافة   ان  قوات التحالف استخدمت هذه المرة خطط لم يتوقعها القائد العام للقوات المسلحة ( راهن القائد العام على قتال المدن الذي حشد له بدقة من قبل جيش القدس ومليشيات حزب البعث العربي الاشتراكي ) حيث ايقن العدو بهذه الخطة وقام بتخطي المدن التي راهن عليها القائد العام للقوات المسلحة وقام بمعالجة قواتنا البرية جواً بعد زج اعداد كبيرة من احسن قواته البرية واصبح تفوقه مطلقاً   بحيث دمرت كل مستلزمات قتال قواتنا  حتى باتت لاتقوى على قتاله ، وقد كتبت في ذلك كتاب اوضحت فيه ماجرى في هذه الحرب الغير متكافئة  اهديتك اياه قبل ايام ( سي دي ) فيها تفاصيل الحرب الامريكية البريطانية على العراق في 2003 يمكنك الاطلاع عليها لتكون الصورة  واضحه لديك  حيث اوضحت فيها الادوار القتالية لهذا الجيش رغم التفوق الامريكي البريطاني عليه .

17 .ابا خالد ...ماهو دور المرجعية الدينية الشيعية في فرض الاستقرار بالعراق وقد اثار استغرابنا  عندما طلب الرئيس الامريكي ( اوباما) من السيد علي السستاني التدخل في حل مشكلة تشكيل الحكومة الجديدة  ؟

ابا احمد ...والله استاذي العزيز انا ومعي معظم الشيعة المثقفين والمعتدلين (غير المغالين المخدوعين بالنهج الايراني )  لسنا  ممن يتبع لاي مرجعية  في العراق ولو ان بعض المرجعيات الشيعية العربية كانت عوناً للحكومات السابقة منذ استقلال العراق وحتى احتلاله من قبل الاميركان والبريطانيين في 2003 وكان لها حضور في توجيه دفة الحكم بما يتناسب مع الاحداث الجارية ، اما الان  فكلاً يغني على ليلاه كما يقول المثل الدارج عندنا حتى باتت هذه المرجعيات الان لانفع منها سوى تعميق  الهوه  الطائفية والمذهبية  لان جذورها   إيرانية وهم يتباكون  على شيعة العراق للظلم والغبن  الذي اصابها  حسب تفسيرها السياسي للامور والذي لم نشعر نحن كعراقيين بذلك لكون كافة الانظمة السياسية  التي حكمت العراق منذ نيل استقلاله كانت لاتسمح لهذه المرجعيات ان تحشر انفها في الامور السياسية   ، هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان معظم من يتولى ولاية هذه المرجعيات  ايرانيين ومنهم السيد  على السيستاني الذي ذكرته  ويعتبره السياسيون الجدد في عراق اليوم العصا السحرية التي قد تبدد فشلهم في ادارة البلد  يقومون  بزيارته بين فتره واخرى  للتبارك به وطلب نجدته  فيما يجري ببلدنا من حيف ودمار  وفوضى التي نعيشها ...الخ دون ان يستطيع هذا الرجل فعل شيىء مؤثر لرأب الصدع الذي تسعى له بارادة  ايرانية  وهو يبدوا في حيرة من امره هل يُرضي إيران ام الاميركان ام الحكومة الحالية   ، وانا برأيي قد فقد هذا الرجل بريقه كمرجع شيعي والسبب  يعود الى  تسييسه  واخراجه عن واقعه الديني الطائفي  الذي يختص به ،   وكما تقول حتى  الرئيس الامريكي اوباما رئيس اكبر دولة ديمقراطية فدرالية  في العالم طلب منه النجدة مؤخراً للاسراع  بتشكيل الحكومة المتعثر( هنا المقصود حكومة المالكي الثانية)  وهي تمثل بطبيعة الحال  سابقة امريكية خطيرة  لم يسبق لها مثيل سابقاً وهذا ان دل على شيىء انما يدل على فشل الولايات المتحدة  في نهج رئيسها الجديد اوباما وهي تملك كافة الحلول الناجعة التي تمكنها من اصلاح الاوضاع السياسية الحالية لكنها لم تفعل قاصده من ذلك الايغال في تدمير العراق اكثر واكثر والا ما فائدة الاتفاقية الامنية التي عقدتها في عام 2008  والتي تحوي على حلول كثيرة اصلاحية سواء امنية او سياسية او اقتصادية وغيرها والتي لم يجري تفعيلها حتى الان     .
في ختام هذا السؤال اود ايضاً  بعض الامور لسيادتكم يتعلق بواقع  السيد السستاني الايراني الاصل عراقي الاقامة وقد عرض عليه رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري الجنسية العراقية لكنه رفضها رغم بقائه في العراق اكثر من ستين عاماً وبودي ان اطرح السؤال التالي على السيد السستاني( هل تتخيلون انه من الممكن في يوم من الايام  ان يوافق شيعة ايران بمختلف اصولهم وفصولهم وميولهم، على أن يكون مرشد الدولة اجنبي ، وبالذات عراقي الجنسية؟! لكني ساجيب بنفس الوقت على سؤالي هذا ، ان هذا  من سابع المستحيلات. بل ان رجل الدين الاجنبي او العراقي الاصل مهما على شأنه لا يمكنه ابدا ان يتقلد أي منصب ديني بارز ومؤثر في الحوزة الايرانية ، ولو كان بسيطا والمثال الاقرب ان المرجعية الايرانية في النجف والتي تؤازرها الحكومة لاتقبل بفتاوى وآراء المرجع الشيعي العروبي السيد محمود الحسني الصرخي بل حاربته وطاردته هو ومؤازريه .
ومما يزيد هذه المشكلة حدة وتطرفا، ان السيد السيستاني  ليس اجنبيا فحسب، بل هو ايراني بامتياز ، ومع  اعتزازنا بشعوب ايران وايماننا الحقيقي بضرورة التقارب الانساني  بيننا، الا انه من سوء الحظ ان (دولة ايران) منذ فجر الخليقة ظلت على علاقة استعمارية واستحواذيه  ازاء العراق، لاسباب تاريخية وجغرافية وثقافية والسنوات الحالية كافية للحكم على سلبية الدولة الايرانية ازاء العراق وشيعة العراق، وهذا موقف يجتمع عليه 90 % من العراقيين بمختلف ميولهم وطوائفهم واصولهم فالاميركان يصرحون بشكل يومي كما اشرت آنفاً  عثورهم على اسلحة ايرانية والقاء القبض على ايرانيين والحكومة الحالية ومرجعها السيستاني لم يكلفوا انفسهم بالتصريح والاعتراف ان ايران من تقوم باعمال العنف الشبه يومية بالعراق او حتى استدعاء سفيرها للاستيضاح منه عن هذه الامور .
18 .ابا خالد ...اخي ابا احمد اذن لماذا وافق  العراقيون الشيعة  ان يكون مرجعهم  الشيعي  من ايران وليس عربياً الا يوجد في العراق مراجع دينيه شيعية عربية  ؟
ابا احمد ...هذا صحيح واسمح لي استاذ ابا خالد ان اخرج عن الموضوع مرة أخرى لكي اوضح لك ذلك !!! العراق يقع بين دولتين تركيا وايران فتركيا تهدف الى المذهب السني وايران الى المذهب الشيعي وقد بدء الصراع العثماني الايراني على اثر قيام الدولة الصفوية في ايران على يد الشاه اسماعيل الصفوي الذي كان سنياً ثم تشيع وحارب السنة في ايران ثم انتقل الى العراق فحتلها عام 1508 م عندها اضطهد اهل السنة فيها وقتل وجهائهم وهدم قبور ابي حنيفه النعمان وعبد القادر الكيلاني مما اثار حفيضة السلطان العثماني سليم حيث قام باحتلال العراق ونكل باهل الشيعة العرب  وقتل الكثير منهم ثم جاء عباس الصفوي واحتل العراق مرة اخرى في 1623 وبدء  اضطهاد اهل السنة وهكذا فالعراق في موقعه هذا لايحسد عليه وقد اثر ذلك حتى على الشخصية العراقية ، المهم في الامر بعد عدد من الاحتلالات الصفوية للعراق تبدل مركز المرجعية الشيعية مابين ايران والعراق حتى استقر اخيراً في العراق بعد ان نال العراق استقلاله في 1921 م ثم كثرت المرجعيات الفرعية الاخرى في لبنان والكويت والبحرين وافغانستان وباكستان  ...الخ ولكن تبقى المرجعيتان العراقيه في النجف  والايرانية في قم  هي المرجع لكافة المرجعيات الشيعية الاخرى  ، انا اعتقد وفق وجهة نظري المتواضعة حول هكذا مواضيع ان اختيار السستاني ( ايراني المولد والجنسية ) جاء لاهمية العراق بالنسبة لايران في تحقيق اهدافها الاستراتيجية  التوسعية باستغلال المذهب الشيعي للوصول الى هذه الاهداف في الوطن العربي في محاولة لتقويض المذهب السني  وقبله خميني الذي طرد من العراق بعد ان شعرت الحكومة العراقية آنذاك بانه يتآمر على حكومة شاه ايران  علماً كان هناك خلاف سياسي  بين العراق وايران  ، ولكن هؤلاء كانو تحت سلطة وسيطرة الحكومة العراقية السابقة وتحجيم دورها السياسي الذي ارادته ايران في جعل مسارها دينياً سياسياً  ،انا اعتقد ان تدخلات السستاني احياناً في الامور السياسية افرغته من مسؤوليته الدينية تجاه الطائفة الشيعية التي لم يكن يوماً ولائها الى ايران بل هي من اشد المعارضين لهذا المبدأ  ،  اما تدخله في الامور السياسية فهذا نابع من كونه ليس ابن هذا الوطن فالشيعة العرب ليسوا ضد ان يتدخل رجل الدين بامور السياسة والوطن لكن على شرط ان يكون ابن هذا الوطن ينتمي اليه ويحمل جنسيته ، ان شعور السيد السيستاني العميق بأنه لا زال اجنبي ومرتبطا روحيا وعمليا  بايران، هذا بحد ذاته يسبب له ضعفا معنويا داخليا، ويجعله يتردد كثيرا في مواجهة القوى العراقية والتأثير الحاسم والحقيقي على الاوضاع الداخلية فيه ، ولكن بعد تبدل الاوضاع بعد الاحتلال ومرور اكثر من عشرة اعوام بدءت الامور تاخذ مجرى آخر فقد سعت الحكومات العراقية الطائفية المتعاقبة الحد من المفاهيم الوطنية حتى على الشيعة العرب حيث عملت على توظيفهم  ومنحهم درجات وظيفية ورواتب عالية وكذلك العسكريين  لكسب ولائهم ومع الاسف فقد انخدع هؤلاء وساروا على الدرب الايراني دون اعتبار للمواطنة وعليه سكت الشيعة عن تدمير العراق وهم يشاهدون ذلك بام اعينهم وبات الولاء للمذهب دون الوطن وهذا ماتخطط له ايران واعوانها من اسرائيليين واميركان ، اما  السنة فالوظائف محدودة لهم ادت الى هجرتهم خارج العراق او الى المناطق ذات الاغلبية السنية وبات ينظر لهم بانهم اعداء اهل البيت مع الاسف ، شيئ مضحك ومبكي استاذ ابا خالد ضاع الوطن باكاذيب وافتراءات ايرانية كاذبة رغب بها دون ان يصدقها في دواخلهم  نسبة كبير من الشيعة العرب لاغراض مادية وشخصية دون ان يعي هؤلاء المستقبل المظلم للعراق  .
19 .ابا خالد.... اذن لماذا لاتطالبون بمرجعية شيعية عراقية – عربية ؟
ابا احمد ...كلام صحيح واجيبك عليه  باختصار شديد جداً ، اكيد هناك مطالب من الشيعة العرب الاصلاء بذلك ووجود مرجعيات شيعية عربية اصيله وكان لها دور مؤثر منذ امد طويل  في توجيه المذهب الشيعي دون تطرف  ولكن ايران بتدخلها السافر في العراق لاتسمح بذلك ليكون الولاء لها في تسيير امور الشيعة التي جعلت نفسها وصياً عليهم في كل العالم  وان ما يجري الان في العراق من فرقة  وتشتت في الوحدة الوطنية  ما هو الا بتدبير ايراني مطلق .
20 .ابا خالد ...في الحقيقه نحن نطلع على الواقع العراقي بالم شديد خاصة بعد ان ظهر  على السطح موضوع اغتيال علماء السنة هل لذلك سبب تقوم به ايران ايضاً ؟
ابا احمد... نعم وهذا جزء من المؤامرة الشاملة من قبل ايران تقوم بها ضد علماء السنة ، لعلمكم استاذي الكريم ان لايران اطماع واسعة في العالم العربي والاسلامي من اجل تقويض دعائم الدين الاسلامي وشق وحدته بدل ان تقف في مواجهة مخططات الغرب ضد ما يحاك ضد الاسلام هذه الايام  وذلك كون علماء السنة وبدون مبالغة هم من  يرفض الادعاءات والتطرف الايراني وكونهم اوصياء على العرب الشيعة بالاضافة ان هؤلاء العلماء يحملون في طياتهم التعاليم الاسلامية المعتدلة في الكتاب والسنة النبوية الشريفة ، ولدي قائمة بمن استهدف من قبل علماء السنه بلغ عددهم حتى الان أكثر من  250 عالم جليل وكلهم باعمار مابين 60 – 80 سنه  في مختلف محافظات العراق ، الغرض من ذلك تصفية العناصر السنية المؤثرة في الافتاء والوعض وكذلك  بعض من علماء الشيعة العرب كما فعلت مع الاطباء والقاده والطيارين  والعلماء وذوي الكفاءات العالية لافراغ العراق منهم ،  وكما اشرت لكم آنفاً ان المحتل على علم بكل تفاصيل ذلك ، اذا تسالني لماذا السكوت على هذه الاعمال اجيبك كلا لم يسكت من يعنيهم الامر بل هناك من يحتج من هيئة علماء المسلمين والصحف وذوي القتلى وغيرهم   ولكن لاحياة لمن تنادي و الحكومة مثقله بالطلبات فاقت قدرتها على حسمها حتى باتت لاتدري ماذا تفعل ورغم ذلك هي اي الحكومة متمسكة بكراسيها دون مغادرتها بعد الانتخابات الاخيرة التي رجحت قائمة المعتدلين من امثال الدكتور اياد علاوي وطارق الهاشمي وغيرهم من الشيعة والسنة  العرب ممن لاترغب ايران بهم  .
21 .ابا خالد ...اذن اخي ابا احمد ان موقف السنة في العراق لايحسدون عليه كما يبدوا لي في ضل هذه التداعيات وكثرة المرجعيات وتسييس الدين لاغراض ايران تحديداً ؟
ابا احمد ...الله ينور عليك اخي ابا خالد ، انا كما تعرفني لاأدافع عن السنة  ولكن اقول الحقيقة المرة التي نعيشها في العراق وقد اذكت هذه المساله بعد الاحتلال الامريكي للعراق  وهم تعرضوا وما زالوا الى أبشع صنوف القتل والتنكيل من الغاء واجتثاث واقصاء واغتيالات منظمة وحملات اعتقالات دورية، كما اني لاانطلق من دوافع دينية أو طائفية، كما يفعل الآخرون من قيادات الاحزاب في مساجدهم ومنابرهم وحسينياتهم وصحفهم وقنواتهم التلفزيونية ومناسبات زياراتهم الى أضرحة ومراقد من يعتقدون انهم أولياؤهم ومراجعهم، وانما  اناقش هذا الموضوع  في الدفاع عن السنة العرب كحالة وطنية واجهت منذ الاحتلال وما تزال، هجمة موتورة ترمي الى إستئصال الملايين منهم وملاحقة رموزهم وشخصياتهم لا لذنب اقترفوه ولا جرم ارتكبوه،  الا لكونهم سنة وعربا، وقد باتت السنة  في زمن الاحتلال وفي ظل سلطات المحاصصات، تهمة موازية للارهاب، واصبح الانتماء للعرب والعروبة، جريمة خطيرة، مع ان السنة العرب في العراق تاريخيا واجتماعيا، مدنيون حضاريون، مسالمون ومتسامحون ، وللعلم اخي ابا خالد ان الدراسات العلمية اثبتت  النسب المئوية للسنة   في العراق منذ تاسيس الدولة العراقية هم الاغلبية   ولكن التسقيط الاعلامي المبرمج وعدم اعتماد الاحصائيات العلمية الدقيقة القديمة والحديثة وسكوت السنة عن هذا الموضوع  جعل المحتل  واعوانه من قادة الشيعة ذات الاصول الفارسية يستغلون هذا المنحى لصالح اهداف وغايات طائفية لبرمجة هذا الجانب في التوظيف والكسب السياسي كاغلبية برلمانية وبالتالي تشجيع ايران لتحقيق ماجاء به خميني في ثورته عام 1979 في تصدير الثورة الايرانية خارج ايران انطلاقاً من العراق لتخريب دعائم الدين الاسلامي العربي واحلال بدلا عنه الاسلام السياسي الوثني ان صح التعبير ، اليوم الحكومة الحالية ادعت ان نسب الشيعة في العراق هو 85% والسنة 5% الاكراد 5% الاقليات الاخرى من تركمان وايزيديين وشبك وتركمان ومسيحيين 5% وعليه جرى العمل بهذه النسب الخاطئة سواء في دوائر الدولة او الاعمال الحرة والشركات وغيرها وبذلك اصاب الطائفة السنية غبن شديد ادى بهم الى الهجرة للعمل في الخارج او البطالة القاتلة ، على العكس من الطائفة الشيعية فهم احتلو معظم  دوائر الدولة حتى دون اعتماد الكفاءة المهنية تنفيذاً لهذا المبدء فالشيعي اول تخرجه من الكلية يجد له مجال عمل  جاهز دون العنصر السني .
وقد اوضحت أحداث السنوات العشر المنصرمة ان القيادات الشيعية الحزبية  والمليشياوية المرتبطه بايران  غير قادرة على التعاطي مع السنة العرب حتى مع اولئك الذين اشتركوا معهم في العملية السياسية كوزراء ونواب ومسؤولين،( ونتذكر صرخة عدنان الدليمي في مجلس النواب السابق عندما خاطبهم قائلا: اعتبرونا من دين آخر وتعاملوا معنا وفق مبادىء الاسلام الذي تزعمون انكم تنتسبون اليه!) (  هارون محمد – صحيفة القدس العربي في 14 /8/2010) .
22 .ابا خالد ...  لقد ذكرتم  ان لايران اطماع في العراق وباقي الوطن العربي ماهي هذه الاطماع وكيف السبيل لتحقيقها  ؟
ابا احمد ...سوال مهم ويحتاج مني الى تفاصيل قد احتاج الى بعض المصادر لاثبات صحة كلامي ، بصورة عامة كما اشرت لسيادتكم ان ايران كما هي الوجه الثاني  لاسرائيل ولها حضارة قديمة وتاريخ حضاري عريق يثبت انها  دولة مجوسية لاعلاقة لها بالدين الاسلامي وقد انتقل لها الاسلام بعد الفتوحات الاسلامية  في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب  في القادسية الاولى (6 محرم  15 هجرية) وفرض عليها الاسلام وهذا الموضوع لايزال يقلقها من تبعاته العروبية فهي تعتقد ان حضارتها اسمى من الحضارة العربية وان العرب انذاك كانوا متخلفين وذو نزعة بدوية بينما هم كانوا بمستوى الشعوب الراقية وعليه فهي تنطلق بباطنيتها المعروفة عنها لتنطبق منها مجدداً  لاثبات حقوقها المسلوبة منها  كما تدعي ، لذلك ايران اليوم ذات سياسة مزدوجة فهي تدعي الاسلام ومسؤوليتها عن الشيعة في العالم وبالمقابل لها علاقات مميزة مع اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية التي تصفهم بانهم اعداء الاسلام .
وقد استمرت ايران عبر سفر تاريخها مع العراق  المليىء بالاعتداء على العراق  وقضم اراضي وضمها اليها  والحكومات العراقية منذ العهد العثماني في عام 1639 وحتى نشوب الحرب العراقية الايرانية 1980  تطالب بالطرق الرسمية بستعادة الاراضي التي استلبت منها دون رد فعل ايجابي  من ايران  ، اخي ابا خالد  بالامكان الاطلاع على الاطماع التاريخية لايران في العراق بامكانك الاطلاع عليها من خلال المصادر العديدة لهذه الاطماع ولا اعتقد هناك مجال الان لشرحها  ، اما استفحال هذه الاطماع بعد الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق في 2003 وبغرض اثباتها لحضرتك سواء للعراق او الوطن العربي والاسلامي  فقد استندت في ذلك  الى  تقرير الدكتور عبد الرحيم البلوشي ( ايراني الجنسية سني المذهب ) المنشور في صحيفة صوت الامة المصرية بتاريخ 17/10/2009 والذي استعرض فيه فحوى  الرسالة الموجهة من مجلس شورى الثورة الثقافية الايراني الى المحافظين في الولايات الايرانية جاء في مقدمته  (اذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا الى البلاد الاسلامية المجاورة فلا شك ان ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا في قعر دارنا وتنتصر علينا ) ، وتستكمل الرسالة ماياتي  .... (وقد قامت الان بفضل الله وتضحية امة الامام الباسلة دولة الاثنى عشرية في ايران بعد قرون عديده ، ولذلك فنحن بناء على ارشادات الزعماء الشيعة المبجلين نتحمل واجباً خطيراً وثقيلا وهو تصدير الثورة ، حيث وضعنا خطة خمسية تشمل خمسة مراحل ومدة كل مرحلة عشرة سنوات لنقوم بتصدير الثورة الاسلامية لجميع الدول المجاورة وتوحيد الاسلام اولاً لان الخطر الذي يواجهنا من الوهابيين ذوي الاصول السنيه أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب لان هؤلاء يناهضون حركتنا وهم الاعداء الاصليين لولاية الفقيه والائمه المعصومين .....) ، وقد استكملت الرسالة الاسلوب الامثل لتنفيذ هذه الخطة وكما يلي  :
 أ .تحسين علاقاتنا مع دول الجوار ( العراق تحديداً بعد سقوط صدام حسين ) من خلال تنظيم هجرة لافواج من الايرانيين لهذه الدول باسناد عملائنا المخلصين فيها  يكون واجبهم شراء الاراضي والبيوت والشقق والبحث عن فرص  العمل ومتطلبات الحياة الاخرى .
ب .توثيق العلاقة والصداقة مع اصحاب رؤوس الاموال في السوق والموظفين والاداريين خاصة الرؤوس الكبيرة والمشاهير من الافراد في الدولة والحكومة .
ج .التوغل في القرى والارياف والنواحي والمدن الصغيره وشراء ما امكنهم من البيوت ثم بيعها باسعار تفضيلية ( رخيصة ) للمهاجرين ( السنة) من المدن الكبيرة .
د. حث ( الشيعة ) على احترام القانون وطاعة منفذيه ثم الحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية لآل البيت لامكان اقامتها في كافة مناسباتنا  التي يناهضها ابناء ( السنة والوهابية ) .
هـ .السعي للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الاصدقاء بتقديم الهدايا الثمينة كما عليهم ترغيب ابنائهم العمل في الوظائف الحكومية والانخراط في السلك العسكري .

و .أثارة علماء ( السنة والوهابية )في امور الفساد الاجتماعي التي يقوم بها عملائهم ومحاولة ابراز ذلك أمام السلطات الحكومية لزعزعت ثقتهم بهؤلاء (اي السنة) ليكونوا مرفوضين لدى السلطات الحكومية والمجتمع  مما سيكون سبباً في اثارة الفتنة ونموا الحقد في الاوساط السنية ، ووسط هذا الصراع يبرز التشيع كمذهب لاخطر منه على الحكام مما سيحوزون رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية المختلفة  دون وجل .

ز . ماتقدم يتم في المراحل الثلاث الاولى من الخطة ، اما في المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأت  أمامنا سبل أستثمار تلكم المراحل مثل أفلاس التجار وهروبهم وبيع ممتلكاتهم بنصف ثمنها والمشاحنات ما بين علماء السنة وزعزعت ثقة الحكومة بهم وعليه سيكون لنا حضوه لدى الحكومه وسنكون وحدنا حماة السلطة والحكم مما سيتيح تبؤأ كبرى الوظائف المدنية والعسكرية حيث سيمكننا من خلال ثقة الحكومة بنا ،ثم  الوشاية بالمخلصين لدى الحكومه من ابناء السنة  بانهم خونه مما سيؤدي ذلك الى طردهم او زجهم في السجون ولهذا العمل ثمرتان هما : -
أولا .عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من قبل .
ثانياً . ازدياد سخط اهل السنة على الحكام  بسبب أزدياد قدرة الشيعة في دوائر الدولة مما سيقومون باعمال مناوئه أكثر ضد الحكومة في هذه الفتره يجب على افرادنا ان يقفوا الى جانب الحكام ويدعون الناس الى الصلح والهدوء مع أستمرار شراء الدور من الذين على وشك الهجرة خارج البلاد .

ح.في المرحلة الخامسة ...سيكون الجو مهيئاً للثوره لاننا استولينا على العناصر الثلاث المهمة وهي الامن والهدوء والاستقرار ، في هذا الوقت ستكون السلطة الحاكمة كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل مقترح للنجاة بارواحهم عندها سنقترح عبر شخصيات معتمدة تشكيل مجالس شعبية لتهدئة الاوضاع وسنساعد الحكام في مراقبة الدوائر وضبط البلاد ولا ريب انهم سيقبلون ذلك وسيحوز مرشحونا باكثرية مطلقة في مجلس النواب  ، هذا الامر أيضاً سوف يسبب هروب العلماء واصحاب الكفاءات واصحاب رؤوس الاموال ولم يبقى في الدولة سوانا عندها سوف نستطيع تصدير ثورتنا بهدوء على بلاد كثيره دون أراقة دماء .

ط .وفي حالة عدم نجاح ثورتنا في المرحلة الخامسة الاخيرة فانه يمكننا ان نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام باعتبارنا الاكثرية في المجتمعات العربية والاسلامية ونزينها بنور الاسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود .

 اخي ابا خالد ان الاستنتاج الممكن التوصل اليه من بنود هذه الخطة التي لاتختلف في جوهرها عن بروتوكولات حكماء صهيون في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية  والعربية التي لاتقف عند حد ، ايران بالنسبة  للعراق استغلت وجود مراقد الائمة الاشراف الذين ابتلو بهؤلاء المشعوذين في بث افكارهم العنصرية والطائفية مستغلين مشاعر ابناء الشيعة العرب العراقيين الذين يرفضون كل هذه الخطط التي تنال من وحدة بلادهم ، كما  استغلت الفوضى المفتعلة من قبل المحتل اسوء استغلال في تاجيج المشاعر الدينية التاريخية وتصوير الامور على غير حقيقتها وبالتالي  الايغال في  بث الفرقة بين السنة والشيعة لتمرير خططها التي اشرت اليها آنفاً ، وانا لااخفيك اخي ابا خالد ان هذا المشروع بدء تنفيذه وحقق اهدافه  كما خطط له بدعم واسناد مطلق من حكومة نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي ولم يبقى سوى خطوات بسيطة ليكون العراق ضمن حدود دولة ايران .

23 .ابا خالد... الموضوع خطير مالم يتم تداركه من قبل الحكومة العراقية قبل الحكومات العربية باعتبارها الدولة القريبة من ايران  ؟
ابا احمد ...نعم ولكن ايران استغلت دعم  القابضين على السلطة والاحزاب السياسية الدينية المتطرفة  في العراق كحزب الدعوة والمجلس الاعلى وجماعة الصدر وحزب الله العراقي ومنظمة بدر وغيرها لاتحضرني اسماءها الان  للمساعدة على تمرير مخططاتها العدوانية بالاضافة الى السفارة الايرانية وفروعها الممثلة  باربعة قنصليات والعديد من  الشركات و المؤسسات والمليشيات الايرانية  منتشرة في كل ارجاء العراق  واجبها الرئيسي هو تحقيق الاهداف المشار اليها آنفاً  تحت غطاء انساني ادرج ادناه بعضاً من هذه الشركات والمؤسسات والمليشيات  :
الشركات والمؤسسات الايرانية بغطاء انساني
أ . .مؤسسة الامام المهدي يديرها قيادي يعمل في فيلق بدر، ب . مؤسسة  المدينة المنورة يديرها احد اعضاء  مجلس النواب السابق  ،ج .شركة الوسام التي تتبع لحزب الله يديرها وزير دولة  في الحكومة الحالية باسم مستعار ، د.مؤسسة روح الله التابعة لقوة القدس الايرانية  تديرها  مؤسسة شهيد المحراب  ، ه .مؤسسة بارسيان الخضراء وتعتبر من اخطر واهم المؤسسات العاملة مع  قوة القدس وهي متخصصة  في المجال الطبي ولها مراكز في العراق وافغانستان واجبها الغطاء لعمليات الارهاب الخاصة  بقوة القدس لها العديد من المجمعات الصحية في النجف وكربلاء والكاظمية ومدينة الصدر والبصرة والسليمانية ، و .مؤسسة الخطيب للثقافة الاسلامية وهي متخصصة في بث السموم  الطائفية وقتل المعارضين للنظام الايراني ترتبط  بفيلق بدر ،ز .مؤسسة الامام للاغاثة  ترتبط مباشرة بمكتب المرشد الاعلى للنظام الايراني مسؤوليتها القتل والارهاب ونشر المليشيات وفرق الموت تحت غطاء مساعدة الناس فروعها بكل المحافظات العراقية ،ح .مؤسسة الامام الصادق ، ط . مؤسسة دار التوحيد ، ي . مؤسسة النخيل ، ك . مؤسسة بالان ، ل .مؤسسة مستوصف ايران الخيري ،م .مؤسسة الخميس للاتصالات والعلوم الهندسية ، ن .مؤسسة الشهيد ،  ،س. مؤسسة الحجة ، ع .مؤسسة الرافدين ، ف . شركة الكوثر والنور ودار القرآن .
واغلب أعضاء هذه الشركات يستخدمون تسميات وهمية ووظائف مزيفة مثل الطبيب والمهندس والتاجر والمتعهد وغير ذلك تديرها جميعاً  المخابرات الايرانية .
•المليشيات الايرانية :
 ميليشيا قوات بدر. بقيادة هادي العامري/المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
ميليشيات جيش المهدي..... بقيادة مقتدى الصدر...كغطاء للمسؤول الايراني نجف صمدي.
ميليشيا يد الله.... بقيادة احمد الساعدي.
ميليشيا ثار الله....بقيادة وليد الحلي.
ميليشيا بقية الله.... بقيادة مصطفى العبادي.
ميليشيا منظمة العمل الإسلامي.... بقيادة المرجع الديني عبد الكريم المدرس.
ميليشيا المؤتمر الوطني.... بقيادة احمد الجلبي.
ميليشيا حزب الدعوة.... بقيادة ابراهيم الجعفري.
ميليشيا حزب الدعوة فرع العراق.... بقيادة عبد الكريم العنزي.
ميليشيا كتائب القصاص  بقيادة عبد الله اللامي.
ميليشيا تجمع الشبيبة الإسلامية.... بقيادة منتصر الموسوي.
ميليشيا مرتبطة بمكتب آل البيت العالمي.... بقيادة فاضل الكعبي.
ميليشيا جمعية آل البيت.... بقيادة  موسى الحسني.
ميليشيا القصاص العادل. بقيادة ماجد علي حسين.
ميليشيا جمعية مكافحة الإرهاب..... بقيادة موفق الربيعي.
ميليشيا تجمع شهيد المحراب..... بقيادة عمار الحكيم.
ميليشيا حسينية البراثا..... بقيادة جلال الدين الصغير.
ميليشيا حزب الله..... بقيادة كريم ماهود المحمداوي.
ميليشيا حركة حزب الله..... بقيادة حسن الساري.
ميليشيا غسل العار..... بقيادة جعفر الرغيف/ وتقوم بقتل الشيعة الذين اصبحوا سنة.
ميليشيا كتائب أشبال الصدر..... بقيادة محمد حسين الصدر.
ميليشيا كتائب ثأر الحسين..... بقيادة علي غسان الشاهبندر.
ميليشيا كتائب مالك الأشتر..... بقيادة جعفر عباس.
ميليشيا لجنة الكوثر لإعادة إعمار العتبات العراقية.....بقيادة الايراني منصور حقيقت.
ميليشيا كتائب الدماء الزكية......بقيادة مؤيد علي الحكيم.
ميليشيا جيش المختار..... بقيادة عطا الله الحسيني.
ميليشيات حزب العمل الإسلامي. بقيادة صادق علي حسين.
ميليشيا الطليعة...... بقيادة علي الياسري.
ميليشيا الفتح....... بقيادة كاظم السيد علي.
ميليشيا الحركة المهدية....... بقيادة محمد علي الخرساني.
ميليشيا العدالة........بقيادة سمير الشيخ علي.
لواء اليوم الموعود.... تابع لتشكيل التيار الصدري.
جند المرجعية... قوة ترتبط بوزارة الداخلية وتؤتمر مباشرة من قبل مكتب السستاني.
صحوة بدر.... مرتبطة مباشرة بمكتب المالكي

24 .ابا خالد  ...هذا شيئ خطير جدا اخي ابا احمد ، هل افهم من ذلك عدم وجود اي شركه او مؤسسة عربية تقوم باعمال انسانية تعمل من داخل   العراق ؟
ابا احمد ...حسب معلوماتي المتواضعه ومع شديد الاسف  كل الموجود مليشيات وشركات مخابراتية تعمل سياسياً  ضد مصلحة العراق والعراقيين  !!!.

25 .ابا خالد... .لماذا استطاعت ايران ان تؤسس هكذا علاقة  قوية في العراق دون الدول العربية ؟

ابا احمد ...تريد الصراحة ان الدول العربية مع شديد الاسف تركت الجو مفتوحاً لايران ان تسرح وتمرح في العراق دون ان تتدخل كل هذه السنوات  من الاحتلال  ناهيك عن التسهيلات التي تقدمها السلطة القابضة في العراق لايران  سهل لها  مساعيها التي ذكرتها لسيادتكم .

26 .ابا خالد ... يبدوا لي ان الشيعة العرب في العراق وبعض الاقطار العربية تتعاطف مع الدور الايراني وهذا واضح جداً من ثقل  تواجدها في العراق وهجرة السنه داخل وخارج العراق دون الشيعة ؟

ابا احمد ... نعم  وكما ذكرت لسيادتكم آنفاً ان ضمن ماتخطط له ايران هو محاولة كسب  ولاء البعض من الشيعة العرب لنظام ولاية الفقيه في ايران  وجعلهم يتعاطفون معه ولكن هذا الموضوع يرفضه  العديد من الشيعة العرب الغيورين على اوطانهم وإنتمائاتهم القومية والسياسية و التقليل من شأنه  بعد أن بدأ معدنه الرديئ يظهر بشکل جلي للعالم بشکل عام والشيعة العرب بشکل خاص، ان كل ما يتمناه  نظام ولاية الفقيه ويسعون  له  هو تمرير   أجندتهم ومشاريعهم السياسية والامنية في المنطقة. وقد انطلق النظام الايراني  منذ ثورته   في   شباط ( فبراير) ١٩٧٩، بدراسة معمقة   وبحث وتقصى في واقع الشيعة العرب في مختلف أقطار الوطن العربي،  محدد مکامن الخلل والثغرات السلبية في کل قطر منها، ثم وضع  برنامجاً ومشروعًا استراتيجيًا طموحًا يعمل بکل جهده من أجل إستيعابهم  وضمان ولائهم المطلق له  وقام بتحديد مرتكزات تحركه تجاه كافة الاقطار العربية  من أجل ذلك الهدف، وفي نفس الوقت سعى أيضا لکي يکسب ود وتعاطف السنة العرب من خلال تشکيکه بالنظام الرسمي العربي وتحفيزه أياهم کي يقفوا ويعملوا ضده، وقد انطلق  نظام ولاية الفقيه في توريط  الشيعة العرب الى مصائده الخبيثة،  بتضخيمه للجور والحيف الذي لحق بهم  في اوطانهم من جراء سياسات خاطئة وغير مدروسة جعلت  بعض الغبن  بين الشيعة العرب وبين أنظمتهم الوطنية منطلقاً من مبدأ ان النظام الايراني  يمثل قلعة حماية الشيعة في العالم ، وقطعا فإن نظام ولاية الفقيه وبعد ان خلي له الجو داخل إيران وقضى على مختلف خصومه ، نجح الى مدى لا يمکن الاستهانة به في هذا المجال ، وتمکن من تأسيس أحزاب وتيارات وشخصيات ومراکز مختلفة موالية له، وقام بتفعيل وتنشيط هذا الجهد المشبوه  مما کان له آثاره السلبية التي شهدناها ونشهدها في مختلف أقطار وطننا  العربي والملاحظ أن هذا الجهد  قد أختلف  من قطر عربي الى آخر، لکن حصيلته النهائية تصب  في المسلك  التآمري العدواني الذي يسلکه هذا النظام ضد أمتنا العربية على الاصعدة السياسية والفکرية والامنية والاجتماعية، ونظرة الى ما فعله هذا النظام في مملکة البحرين مثلاً، في تجنيده  عناصر تخدم سياسته ودفعهم لإرتکاب أعمال إجرامية ضد بلدهم وشعبهم وإيهامهم بأن ما يفعلونه هو من أجل الله ورسوله ! کما ان الافعال والمخططات المريبة التي حاکها ونفذها وينفذها هذا النظام ضد اقطارنا  العربية ملحقاً أضرارًا بالغة بالامنين القومي والاجتماعي لها ولاسيما في العراق والبحرين والسعودية ولبنان والامارات والکويت، حيث قام بأکبر عملية غسيل أدمغة لقطاع لايستهان به من الشيعة العرب  لإنجاز مهامه الشريرة ضد العرب ، في مصر هذا البلد العربي المعطاء والموحد الان تحاول ايران التوغل فيه عبر المسيحيين الاقباط مستغلين  فقر المجتمع المصري  لينفثوا سمومهم وينشروا فكر (التشيع الصفوي) ،  والتوغل من خلالهم في مصر بعد ان اصدرت ايران توجيهاتها  للموالين لها  في العراق بالتحرك باتجاه  مشروع عراقي مصري مشترك تحت أسم (أتحاد خدام راية الامام المهدي) !! وقد تم دعوة (الاقباط المصريين)  للأنضمام إلى هذا المشروع بأعتبار أن الأمام المهدي سيظهر جنباً إلى جنب مع المسيح ، ولهذا السبب تضمن المشروع إنشاء مزار رمزي للسيد (المسيح) في كربلاء!!،، ومن هذا المشروع تعتقد ايران يانه سيكون لها   نفوذ في مصر مع الأقباط  ( الرابط التالي يوضح المشروع الصفوي الايراني تجاه مصر )
http://www.copts-united.com/article.php?I=528&A=21244
27 .ابا خالد ...وهل تعتقد ان مثل هذه المشاريع الفارسية تنجح في مصر ؟
ابا احمد ...لقد ذكرت لكم في مطلع كلامي ان في مصر وبدون مجاملة  مرجعية دينية واحدة ممثلة بالازهر الشريف يتبعها المصريون وينهل منها العلوم الاسلامية المرتكزة على القرآن والسنة النبوية الشريفة ومنذ امد طويل بالاضافة الى توحد الشعب المصري بشكل يخيف الفرس والغرب ولا يمكن لهذا الشعب ان يهادن اعداءه مهما كان السبب ومهما اختلف مع سلطاته السياسية ، ونحن نستذكر وحدة الشعب المصري ايام الاحتلال البريطاني لمصر مسلمين ومسيحيين وتآزرهم ووقوفهم ضد المحتل في العديد من المناسبات وحتى الان ، وعليه لايمكن لايران وغيرها ان تؤثر في هذه الوحدة من خلال خزعبلات لايصدقها ابسط المسيحيين من هذا الشعب المعطاء من اجل امن مصر ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ...) ،واذكرك اخي ابا خالد بخطاب المرشد الاعلى للثورة الايرانية في الجمعة التي تلت ثورة 25 يناير 2011 والذي القاه باللغة العربية ولاول مرة يتكلم بهذه اللغة  امام حشود من الأيرانيين يدعو فية الشعب المصري الى الثورة على الطريقة الأيرانية و يحرض الشعب و الجيش على الانتقام من الحكومة (  ان مصر سوف تكون الجائزة الكبرى لإيران , وهي بوابة لشرق اوسط اسلامي  وان المظاهرات الحادثة في مصر ماهي الا امتداد لثورة ايران الأسلامية , وانها باتت تنتشر في الدول العربية ) ، ثم كيف رد عليه احد القادة العسكريين  (المصريين عندما سمعوا خطاب خامنئي ردو علية بقوة , على لسان احد قادة الجيش المصري برتبة لواء فقال : ليست مصر بسوريا التي يوجد فيها اكثر من 300 من عناصر الجيش الأيراني و تغللوا في السلطة السورية بشكل كبير جدا و هي على وشك ان تتحول الى دولة شيعية ,وليست مصر بلبنان او فلسطين  وذكر هذا القائد  كلام خطير جدا بانه   تم القبض على بعض الشيعة المدسوسين من ايران  في مصر يقومون بأعطاء اموال الى الفقراء المصريين من اجل ان يتشيعوا , وان القوات المصرية الموجودة على الحدود مع غزة استطاعوا ان يلقوا القبض على بعض افراد الجيش الأيراني مع الفلسطينيين ، نستنتج من هذا كلة لاخوف على مصر من اي تهديد خارجي سواء كان سياسياً او طائفياً او عسكرياً فشعبها واعي مدرك للمخاطر التي ممكن ان تدمر وتنهي وحدته الوطنية وهو يقف ضدها بالمرصاد وهذا مالمسته من الشعب المصري طوال تعايشي معه منذ عام 1964.

28.ابا خالد ...لنعود الى القوات المسلحة والسؤال الذي يدور في خلدي الان لماذا لم تلتحقوا بالجيش الجديد وانتم قادته خاصة نحن نسمع ان الجيش الحالي معظمه من الجيش السابق ؟

ابا احمد ...اخي ابا خالد  بعد ان اصدر المدير الاداري للعراق ( بول بريمر ) القرار رقم 1 بحل الجيش في ايار( مايو) 2003 التقينا نحن مجموعة من قادة الجيش العراقي ورفعنا دراسة شاملة عن نتائج هذا القرار السلبية في المستقبل مطالبين عقد إجتماع فوري معه وسلمت الدراسة باليد عن طريق السكرتيرة الخاصة له مطالبين عقد اجتماع فوري معه لايضاح ماسينتج عن قراره لكنه امتنع عن لقائنا قائلاً الموضوع لايقبل النقاش لكون الامر جاء من الادارة الامريكية  وليس له يد فيه ، بعد ذلك اجرى معظم قادة الجيش السابق العديد من اللقاءات مع المسؤول الامريكي المكلف بتشكيل الجيش الجديد في ديسمبر 2003 بغرض المساهمة في هذا الجيش ولكن لم يقبل اياً منا  رغم محاولاتنا المتكررة  ، على اية حال تم تشكيل الجيش الجديد وكما اسلفت من المليشيات ومن بعض الضباط السابقين ممن رشحتهم الاحزاب التي جاءت بالامر 91 الذي اوضحته لسيادتكم آنفاً لاسباب طائفية ، وقد تكررت محاولاتنا للمساهمة ببناء الجيش الجديد من خلال العديد من اللقاءات التي كنا نجريها مع رؤساء مجالس الحكم ومع مسؤولين في الحكومة موضحين متطلبات التشكيل الجديد من خبرة سابقة ولكن لم يؤخذ بها ، آخر مساهماتنا كانت من دول المهجر بعد ان اعلن قبول ضباط من الجيش السابق حيث التقينا بلجان حضرت الى مصر وسوريا والاردن ولبنان في 2009  عن طريق السفارات العراقية في هذه البلدان  وتم تدوين  اسماء العديد من الضباط برتب مختلفة للمساهمة في الجيش الجديد ولكن ايضاً كانت مبادرة غير صادقه من الحكومة بهذا الصدد ولم ينتج عنها اي رد فعل ايجابي ، اخي ابا خالد نعم هناك ضباط قاده وآمرين وضباط صف وجنود  من الجيش السابق حالياً في الجيش الجديد  ولكن مع الاسف جيىء بهم بنفس طائفي وبمستويات غير جيدة بشرط تؤيدهم الاحزاب العاملة في الحكومة كما اسلفت ، منهم من ادعى بان النظام السابق احالهم على التقاعد لاسباب غير صحيحة او كونهم ضد النظام او اكاذيب واتهامات غير صحيحة لاغراض نفعية وشخصية تم منحهم رتباً ورواتب خيالية لايستحقونها بالاضافة الى كفاءاتهم المتدنية وهكذا اصبح حال الجيش الجديد شلة من المنتفعين والافاقين مع الاسف ، اما اذا سالتني لماذا لم نقبل بهذا الجيش فالجواب اننا لم نهادن من اجل الحط من جيشنا السابق وكانت الاسئلة التي توجه لنا اثناء المقابلة استفزازية تندد باعمال ومهام الجيش السابق وهو يدافع عن العراق وهذا لم يرضينا  ولم يرغب بذلك المحتل .

29 .ابا خالد ...هل الاكراد مع الشيعة او السنة ونحن نعرف ان معظمهم من السنة ؟

ابا احمد ...هذا صحيح ولكن المشكلة ليست موضوع طائفي بقد ما هو تحالف ستراتيجي بين اكرادة البيشمركة ( الذين طردوا من العراق بعد احداث   1974 وكا اشرت لسيادتكم  آنفاً) وايران وشيعتها المتطرفة من حزب الدعوه والمجلس الاسلامي الاعلى ومنظمة بدر، علماً ان اكراد البيشمركة  من حزبي جلال الطالباني ومسعود البرزاني لايمثلون كل الشعب الكردي فهناك احزاب كردية ( حوالي 7 احزاب ) ترفض طروحات هذين الحزبين السياسية وتشكل معارضه لهما , المهم هذا التحالف بين اكراد البيشمركة والشيعة هو تحالف قديم عندما كانوا في المعارضة  خارج العراق وله ادواره المهمة في السياسة العراقية الحالية . اكراد البيشمركة تطالب بضم كركوك والعديد من الاراضي العراقية ضمن محافظة الموصل وديالى تصل باجماليها ثلث مساحة العراق  الى اقليم كردستان العراق وهذا موضوع مثير للجدل وقد ايده الدستور العراقي الجديد في الماده 140  بعد اجراء استفتاء من ساكني محافظة كركوك ومعظمهم من العرب والتركمان وقلة من الكرد حيث يدعي اكراد البيشمركة  ان صدام حسين قام بتهجير الاكراد في حينه من كركوك بحيث اصبح عددهم اقل من نسبهم  الصحيحة  وهذا غير صحيح ومع ذلك حاولوا منذ احتلال العراق  في 2003 وحتى الان جلب اعداد كبيرة من الاكراد واسكنوهم  في المعسكرات المهجورة بعد تزويدهم بهويات مزوره تثبت اسكانهم السابق  في كركوك لتكون نسبتهم اكثر من العرب والتركمان في حال  اجراء  الاستفتاء على هذه المحافظة الغنية بالبترول ، الموضوع طويل وموجزه ان هذه المجموعة من الاكراد تحاول ان تنسلخ عن العراق آجلا ام عاجلا وقد وقفت الى جانبهم الولايات المتحدة الامريكية  واسرائيل في تحالف قديم وخطير وهم مؤيدين لمبدء الانفصال ، وقد اوضحت لسيادتكم بعض الذي يجري في شمال العراق  ، الان الاكراد يعتبرون المتفرج بما يجري على الساحة السياسية ولم يتدخلوا بشكل فاعل  في راب الصدع الذي تمر به الحكومات المركزية الا ماهو فيه مصلحتهم  ويصرون على تطبيق المادة 140 لتوسيع رقعتهم الجغرافية آملين لمستقبل افضل  وتشكيل دولتهم  وهذا واضح في الافق  دون الحاجة الى تفسير .

30 .ابا خالد .... ارجو ان توضح لي  ابا احمد كيف استولى نوري المالكي على السلطة بعد فوز الدكتور اياد علاوي في انتخابات عام 2010   وتاخر تشكيل الحكومة حوالي عام ...وقد سمعنا تصريح المالكي لقناة الحرة الامريكية ان قائمة الدكتور  اياد علاوي سنية  وهدفها طائفي ؟   

ابا احمد ...اخي ابا خالد الاستيلاء على  السلطة كان محسوب ومدروس جيدا قبل  الانتخابات  لابقاء العراق بوضعه الطائفي الحالي ، اياد علاوي الرجل لم يكن طائفياً رغم انه من الطائفة  الشيعية العربية المعتدلة ولكن هذا لايرضي ايران لتحقيق اهدافها الخطيرة في العراق والتمدد  ضد مصلحة هذا البلد  ومنه الى باقي وطننا العربي لنشر ولاية الفقية التي جاء بها خميني عام 1979 ، اما التاخير كان  مقصود لايجاد حل قانوني يقتنع به الشعب العراقي والاحزاب الموالية لايران والابقاء على مصالحها الحزبية  والشخصية في  ابقاء العراق بواقعه السياسي الطائفي الحالي في محاوله لتولية  رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته نوري المالكي ولاية ثانية ، وتأكد  لو كان المالكي قد فاز بالانتخابات لما تاخر تشكيلها يوم واحد فقط ، وعليه قام هذا الرجل مع  قائمته ( قائمة دولة القانون ) بالعديد من المحاولات الغير قانونية منها الطعن بنزاهة الانتخابات وتفسير المادة 76 الدستورية تفسيراً غير صحيح ثم اللجوء الى ايران من اجل اسناده سياسياً ثم محاولة التحالف مع قائمة الائتلاف الوطني التي يرأسها عمار الحكيم لزيادة عدد الاصوات ثم  التعرض للقائمة العراقية برئاسة الدكتور اياد علاوي ( الفائزه بالانتخابات )  بقتل وتهديد  العديد اعضائها واتهام الاخير بالصداميين والوهابيين وغير ذلك من التسميات لاثارة الشارع العراق على هذه القائمة ، واخيراً ظهر رئيس الوزراء نوري المالكي على قناة الحرة ليعلن ان اياد علاوي وقائمته تمثل السنة  في العراق وهذا حقاً كلام حق يراد به باطل علماً ان قائمة اياد علاوي ليست هكذا ولا تهدف الى الطائفية وان كافة منتسبيها من العناصر المعتدلة فيهم الشيعي والسني والمسيحي والتركماني والكردي ...الخ  ولا تهدف الى الطائفية والعنصرية ولكن علاقتها  المعلنه مع ايران  لاتتعدى علاقات التعاون البناء والجيرة الحسنة كباقي علاقات الدول مع بعضها في بناء علاقات سياسية  متوازنة الا ان ايران  لاتريد ذلك ولا تريد ان يكون  اياد علاوي رئيساً للوزراء لكونه  لايلبي طموحاتها الاستراتيجية الغير مشروعة  في العراق والعالم  العربي على السواء .

31 .ابا خالد ...اذن ماهو تصورك للحكومة القادمة بعد حوالي ستة اشهر من المفاوضات بين القوائم الفائزه بالانتخابات ؟

ابا احمد ...والله يبدوا لي ان المشهد السياسي العراقي الان اكثر تعقيداً من السابق بعد أن غيرت  الولايات المتحدة الامريكية  من لهجتها تجاه موضوع الطائفية واصبحت اكثر تاييداً لها ، وكشفت عن اوراقها في دعم  المالكي وادعت من انها لاتتدخل في تشكيل الحكومة الجديدة ،  التبدلات الاخيره في  التيار الصدري الذي كان متشدداً بعدم قبوله المالكي رئيساً للوزراء حيث تنازل عن ذلك على شرط ان يغير المالكي من اسلوبه تجاه هذا التيار بمعنى قبوله بالمالكي ، كذلك التبدلات في نهج  المجلس الاعلى الاسلامي الذي رفض ايضاً المالكي لكنه عدل عن ذلك مؤخراً ( من خلال عدد من اللقاءات مع نوري المالكي  ان لديه اثباتات لكل هؤلاء ممكن طرحها للشعب العراقي لفضح سلوكهم ) ،  اما الاكراد فهم  على الهامش لايبغون سوى مصالحهم في تشكيل دولتهم الكردية المستقبلية وهم سوف يصطفون مع المالكي ومع الائتلاف الوطني والصدريين وفق التحالف الاستراتيجي المعلن بينهم وقد تبين ان هناك تقارب بوجهات نظرهم بعد الزياره الاخيره للمالكي الى اربيل ولقائه مع مسعود البرزاني وتاكيده باحقية الاكراد بكركوك اذن الطبخة شبه كاملة  في تهميش القائمة العراقية ذات الاحقية بتشكيل الحكومة لالكونها سنيه كما يدعي المالكي ولكنها كما اشرت قائمه تشمل كل الوطنيين من الطيف العراقي وهذا مما لاترضاه  الولايات المتحدة الامريكية وربيبتيها اسرائيل و ايران ...اذن هذه هي الديمقراطية التي تبغيها امريكا واعوانها لالتركيع العراقيين فقط والاستحواذ على خيراتهم وانما انذار لكل الانظمة العربية التي لاتسير بركبها وركب ايران ذات الاطماع الخطيره في الوطن العربي .

31 .ابا خالد ....يبدوا اني اتعبتك معي ولكن اسمح لي بسؤال اخير ما هو الحل برايك في هذه الفوضى العراقية لاعادة بناء مستقبل العراق واعادة الاوضاع لما كانت عليه ؟

ابا احمد ...والله انا مسرور معاك وسيادتكم تسالني في امور قد تكون غائبه عنكم هنا في مصر لانكم شعب اصيل بعيد عن الهجانه ولم تتصوروا او تتوقعوا  ما حدث عندنا في العراق منذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في 2003 بالشكل الذي ذكرته لسيادتكم واهمها بث سموم الطائفية المقيته بين العراقيين باسناد الجاره ايران وفك اواصر لحمته الوطنية  وابتعاد الدول العربية عنه وتركه فريسة وحيده  للذئاب  وهذا موضوع آخر خطير وبالتالي جعله وحيداً وغريباً عن اشقائه العرب ....

اخي ابا خالد ....لقد جاءت امريكا الى العراق لكي تبقى فيه وتمتص خيراته  اولا وتدمره ثانياً وعليه قامت بامور لايتصورها العقل منها حل الجيش العراقي وتدمير بناه التحتية والسماح للمليشيات ان تاخذ دورها في نشر الفرقة الطائفية هذا سني وهذا شيعي وعزل مناطق سكناهم  وسرقة امواله ومرتكزات حضارته واحدثت ازمات داخلتها مع بعضها البعض حتى لاينهض ، ان سمات  المشهد العراقي  الحالي يمكن ان اوجزها بما يلي  (( بنية تحتية سياسية واقتصادية وعسكرية مفقوده تماماً ،  كيانات سياسية طائفية اثنية عرقية متشددة ومتناحرة فيما بينها بعقلية الاستئثار بالسلطة، حرب اهلية طائفية مستمرة أشعل نيرانها الغزو الأمريكي حيث  أخلّت في التكوين الاجتماعي الديموغرافي والبنية التحتية للشعب ومدن العراق كافة   اضافة الى تمزيق وحدة العراق وسيادة ثقافة الانفصال الحزبي والعشائري والمذهبي, وصراع محميات شخصية وعشائرية ودويلات وأقلمة وفدرلة تفضي إلى مناطق وحدود متنازع عليها في الوطن الواحد تصل إلى حد الاحتراب الداخلي  ، إذكاء التوترات القديمة باستمرار، تحطيم البنية التحتية الاجتماعية للعراق، وإلغاء هوية العراق الوطنية والعربية ، امن هش مضطرب يعتمد على تقطيب العنف والاعتماد على موارد  الأجنبي ولا يرتكز على منظومة القيم المهنية والعقيدة العسكرية التي يفترض أنها ضل  العقيدة السياسية ، شبكة سجون ومعتقلات سرية وعلنية تفترش ارض العراق يمارس فيها التعذيب والاعتداء الجنسي والاغتصاب وعجلة الاعتقالات مستمرة منذ بدء الاحتلال ولحد الآن يعتقل ما يقارب 50 عراقي يوميا  ناهيك عن  الحملات العسكرية , مئات الآلاف من المعتقلين، 2مليون شهيد عراقي ، 3ملايين أرملة، معوقين, اقتصاد منهار ينخره الفساد والمحسوبية وضياع الثروات ونهبها , جيوش من العاطلين حيث بلغ 65% من الشعب العراقي عاطل عن العمل, طبقة المرتزقة ومصاصي دماء العراقيين وسماسرة الحرب ويرتزق ضعاف النفوس منهم على الوشاية الكيدية بما يسمى ( المخبر السري) , المليشيات والجريمة المنظمة والعنف والخطف اليومي والذي يتراوح من30-40 شخص يوميا , غياب برامج الإغاثة وانتقائية وفساد عدد من المنظمات ذات الاختصاص ، تفشي الأمراض والأوبئة، جيوش من المهجرين وحسب إحصائيات الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  4,6 مليون خارج  العراق وأكثر من2,2 نازح داخل العراق ، الحكومه تعلن عن مصالحة وطنية دون تحقيق اي توافق وطني حقيقي , فساد إداري لايتصوره العقل البشري  ,تصحر وجفاف وفقدان القدرة الزراعية والصناعية, تلك السمات هي الإرهاب الحقيقي الذي  يمارس ضد الشعب العراقي، في أي نصاب تضعها الحكومة الأمريكية, وخصوصا حسابات الكلفة ناهيك عن المعضلة الأساسية التي تذكي الاحتراب والفساد والتقسيم للعراق (الدستور العراقي) الذي يفترض هو عقد سياسي شعبي متطور ويفترض أن يكون ملجأً لحل الخلافات بين الجماعات الاجتماعية والسياسية، أصبح محلا للخلاف وساهم في اذكاء  الخلافات وتعميقها وعزز الفساد وشرع الإقصاء والقتل، كما أنه لم يقدم شكلا واضحا لفلسفة الدولة ولا لشكلها أو وظيفتها، ويرفض غالبية الشعب العراقي الفدرالية العرقية والطائفية التي رسخت في الدستور مما عزز هيمنة أحزاب وقوى همها الأساس هو الاستئثار والاستحواذ على السلطة وتعزيز المغانم الفئوية والشخصية بدلا من بناء الدولة العصرية دولة المؤسسات وتعزيز المشاركة والتعددية وتحقيق العيش الرغيد للعراقيين)) .

اخي ابا خالد شيىء مرعب الذي ذكرته اليس هذا صحيح بل هل سمعت بلداً مثل العراق حدث له كل هذا دون ان يفكر احد بالاصلاح وهذا  حقيقه واقعه  كيف يمكن اصلاح كل ذلك بعد ان خطط له بشكل دقيق ولم يترك الاميركان والصهاينة وايران  شيىء قد يدعم دفاعه  الوطني  ومشتملات قواه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والمعنوية وغيرها الا ودمروه  ...في هذا الصدد كنت قد قرأت خلاصة  لمقاله كتبها  العقيد الامريكي المتقاعد غاري اندرسون الذي انتدبته الخارجية الامريكية للعمل في العراق وهو يغادره في هذه الايام  ( ان ماسيحدث في العراق بعد الانسحاب الامريكي هو لاانقلاب عسكري ولا دكتاتورية فردية ولا حرب اهلية ...بل ثلاثتهما ..) والمقصود هو الفوضى الخلاقة التي نادت بها امريكا قبل احتلالها للعراق ولازالت تنادي بها لكونها المستفيدة  من ذلك وبابخس الاثمان ، الحل لايزال بيد الولايات المتحدة الامريكية وهيئة الامم المتحدة والدول العربية فالعراق لايزال تحت الفصل  السابع وتقارير المنظمة الدولية تعي جيداً بكل الذي يجري فيه  من كافة النواحي الاخلاقية والانسانية من خلال منظماتها الرسمية...
 فالحل في ظل الظروف الحاليه هو فرض تشكيل حكومة وطنيه  حتى باستخدام القوة لان الواقع الحالي لايبشر بتوافقات ايجابية حتى الان  ، هذه الحكومة  يجب ان  تشمل كل اطياف الشعب العراقي  تساندها امريكا لكونها هي البادئ والمتسبب فيما يحصل بالعراق  في تثبيت مرتكزاتها  الاولية وان اهم اولويات هذه الحكومة هو توحيد الشعب العراقي الذي فرقته الطائفية و التي باتت كالفايروس الخبيث ملتصق بتلابيبه  واعادة تشكيل قواته المسلحة المهنية  بعد اعادة قياداته المنتشره في الدول العربية وباقي دول العالم والغاء الامر 91 واجراء تسوية  للمليشيات المعشعشة داخل الدوائر الامنية ، وكذلك اعادة كافة المهجرين والمهاجرين من العلماء والكفاءات وغيرهم ،  ثم طرح مشروع مصالحة وطنية حقيقيه تشمل كل التيارات السياسية دون استثناء  ، ثم  تحجيم الدور الايراني وطرد عناصره المتمثله بقوة القدس والمجاميع الخاصة وتقليص شركاتها التجسسية التي اشرت اليها آنفاً  ، ثم نبذ اي مشروع لتقسيم العراق   وان يعمل الجميع ليل نهار لاستعادت استقلال العراق المفقود منذ عام 1991  وفق الصيغ العلمية بقيادات عناصر كفوءه ولا ننسى الدعم المطلق من قبل الدول العربية ، كل هذا يتم بفرض الاحكام العرفية  ، هذا هو رايي دون التفاصيل الدقيقه الاخرى  !!! لكنه يبدوا غريباً بعض الشيىء في ضل المتغيرات المفاجئه التي اشرت اليها في السؤال السابق اليس كذلك !!!.
32 .ابا خالد ...مع الشكر الجزيل لسيادتكم ونامل ان تتحق اماني شعبنا العراقي الشقيق باسرع وقت ممكن
ابا احمد ..اشكركم

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1423 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع