زيد الحلي
حار المواطنون،ومع حيرتهم ،ازداد قلقهم ، ونظرة بسيطة على تصرفات الكثرة الكاثرة ، هذه الايام ، يلمس الرائي تصرفات تنم عن عصبية مجتمعية ، وقلق وحنق ،وتهميش الذات، وكره الحياة ..
السبب واضح ، وهو تقلبات ما يشاهده في التلفاز وما يقرأه في الصحف او يسمعه من الاذاعات ، من تصريحات متناقضة من هذه الجهة او تلك ومن تعقيبات حكومية تعزز تلك التصريحات ..!
في اسبوع واحد ، قرأنا تحذيرات من رئاسة الوزراء بشأن سد الموصل وخطورة انهياره وعززت التحذيرات بصور وشروحات تبين للمواطنين خطوات درء خطر الانهيار ، وفي ذات الوقت تصر وزارة الموارد المائية في بيانات ان وضع السد لا يدعو الى القلق، من نصدق ؟ حيرة مجتمعية !
وفي جانب آخر ، تكثر الحكومة من التصريحات بشأن اصلاحات جذرية بعيدة عن المحاصصة ، ثم تقول في تصريحات أخرى ان الاصلاحات تتم عبر تفاهمات وتوافقات بين الكتل السياسية … حيرة مجتمعية اخرى عميقة الجذور!
وفي كل يوم ، تكتب الصحف عن الاستقطاعات التي تطال الموظفين والمتقاعدين ، بشواهد وارقام ، فينبري هذا المسؤول او ذاك نافيا وقائع عاشها المواطن .. حيرة مجتمعية اخرى!
استقالات لوزراء ، تُقدم الى رؤساء الكتل ، ورئيس الوزراء لا يعرف بها إلا من خلال الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي … فنرى الوزراء صباحا في وزاراتهم ، فيما هم قدموا استقالاتهم قبل اسابيع ، فبات الموظفون في تلك الوزارات يعيشون تيها في اعمالهم … حيرة مجتمعية !
المرضى من الموطن ، يبحثون في الصيدليات عن ادوية معمل سامراء لثقتهم العالية بمنتجاته الدوائية عالية الجودة ، وقليلة الكلفة المبنية على شواهد وتجارب سابقة ، ثم تقدم شاشات التلفاز لقطات اطنان من الادوية المزورة والممهورة باسم معمل ادوية سامراء ، واردة من (دول الجوار) وهي تغطي رفوف الصيدليات .. حيرة مجتمعية !
المهجرون يعانون من اهمال واضح ، في الصحة والتعليم والايواء ، لكن دوائر وزارة الهجرة والمهجرين ، تؤكد عكس ذلك ، وتشير الى خدمات وهمية .. حيرة مجتمعية !
تزداد الحيرة ، لتصبح خيمة شاسعة المدى ، واضرارها باتت شاخصة للعيان تحسها جمع الأسر، فانهيار القيم الانسانية والمجتمعية ، زلزال وخيم . ، ان القيم كما هو معروف لها فوائد في حياة الفرد فهي التي تُشكّل شخصيته المتزنة القوية المتماسكة ، لأنها تسير وفق مبادئ وقيم ثابتة ، وهي توحد ذاته، وتقوي إرادته، وتنظم عناصره ، من خلال تجذير وجهتها، فنرى الشخص غير المستقر نفسيا متذبذباً مشتت النفس، تنتابه الكثير من الصراعات النفســـــــية ..
على الدولة ، الادراك ، ان القناعة المجتمعية تجعل الانسان دائم الإحساس بالرضا والاطمئنان والسعادة القلبية، كما تجعله متميزاً بالجلَد والصبر والثقة بالنفس، وقوة الإرادة ، وتجنبه مظاهر الإحباط والضجر والتبرم والسخط … لنعمل سوية من اجل توفير الامن المجتمعي قبل طوفان منتظر!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
367 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع