سيف الدين الألوسي
قاسم الفيتر فتح محله الاول وكان محل بسيط خلف بناية باتا والجميلي ابو التايرات ( هذه البناية الان متخصصة بمحلات الكرزات ) ، قاسم شخصية بغدادية اصيلة محببة لكل من عرفه ، هوسه ، خبصة ، كريم نفس الى ابعد حدود ، لديه نقطة ضعف كبيرة هي النسوان !! ولديه هواية قديمة يعرفها شباب المنصور ومحبي قاسم .
كان قاسم في نهاية العشرينيات عندما فتح محله الاول سنة ١٩٦٨ وكان يساعده أخيه الأصغر ، قاسم فيتر شامل من المحرك الى الكير الى فتح الصدر والدبلات !!
كان الفيتر الاول في المنصور وكان يعمل مقايضات مع شباب المنصور عند تصليح سياراتهم ومرات يخلي دسكات نص عمر من عنده وخصوصا للفياتات والرينوات وليش تشتري جديدة ، هذه تمشيك شهرين !!!!
كان يتعالج مع زوجته المرحومة ام محمد وهي امرأة عظيمة تحملت قاسم وسوالفه طيلة اربعين عاما عند والدي رحمه الله وكان يتسامر معهم دوما ( رايتها في محله قبل سنتين وهو واضع لأب توب وهو كبران وقال لي تعال ابو عبد الله اكعد ويانه هي مثل اخوك !!! ) رحمها تعالى برحمته الواسعة حيث توفيت قبل أشهر دهسا في شارع ١٤ رمضان وقرب محل قاسم ، أعطاه الصبر لأبو محمد واولاده .
تحول قاسم الى محله الحالي في بداية السبعينيات وكانت تضم بنايته أسواق منذر ومن ثم محلات للمفروشات وهو صامد لليوم ولكنه تأذى جدا بوفاة ام محمد المفاجي .
قاسم ، كانت يترك اي سيارة عندما تأتي اي امرأة ويذهب ليصلح سيارتها كونه جنتل مان وليديز فرست !!
كريم نفس الى ابعد حدود ولم يطالب احدا بمال يشترطه وهو يرضى بكل شي ، عند تسليم سيارتك له يصلحها حسب المزاج وبعد ان يشتري هو المواد الاحتياطية وحيث ينزل
يوميا الى الشيخ عمر للمسواك ولا يجلب الا مواد اصلية لانه لا يعترف بمواد ( تايواند ) ، اي تايوان وتايلند !!!
في السبعينيات كان يسافر سنويا الى بولونيا والاسباب معروفة ، ثم سافر مرتين الى تايلند ولنفس الأسباب !!
كان محبوبا من جميع سكان المنصور والمأمون واليرموك والمناطق القريبة ،كبارا وصغارا ، اناثا وذكورا !!
نشمي ، يترك عمله لتصليح اي سيارة من معارفه وقفت في الشارع او تعطلت في البيت ، مؤدب جدا ويحترم كبار السن جدا !!
في احد المرات جفت اولدزموبيل ٩٨ لأحد الجيران ، وكل ما ينتهي لا تشتغل ويرجع يفتح المكينة ، اربع مرات ونفس النتيجة وبقت السيارة اربعة أشهر الى ان نصحناه بالذهاب الى اخونا وصديقنا ايضا كريم الفيتر في الشيخ عمر كونه متخصص بالأمريكي ، فذهب الى كريم ، وقال له شغل بدون ان تشد الاكزوز ، يجوز الصالصنه والبطيخة عميانه من الدهن !! وبالفعل اشتغلت السيارة مثل الورد ونحن نضحك مع كريم ونقول له تره قاسم كلشي ميفتهم ، صارله اربعين سنة فيتر وبعده ! !!!!!! وهو يضحك !!!
عند حدوث انفجار العربية قرب مسكّن د عدنان الباججي سنة ٢٠٠٤ وهو يعرف انا اعمل هناك ، أتى راكضا من محله وهو يلهث وعندما راني أجهش بالبكاء !!!!! الله يحفظك يا قاسم .
طبعا للكثير من شباب المنصور قصص مع قاسم ، وكنت مصرا على زيارته من اول الناس مع يوسف علي غالب ياسين عند عودتي الى بغداد قبل ثلاثة سنوات ، وأصر على البقاء معه وأوصى ابنه بجلب بعض عصير الشعير ولكنني اعتذرت منه وبقيت أزوره !!
حفظك تعالى يا ابو محمد وحفظ اولادك وصبرك على فراق شريكة حياتك ،،،،، كل التقدير لكل الاصدقاء .
4716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع