المحتال و أهل المدينة قصة قديمة حديثة متجددة
حصلت وتحصل تختفي وتعود للظهور
تتكرر مع تجدد الأزمان
لا وجود لها مع صحة الغفل ويقظة الضمير
ولكن الغفلة وعمى البصر والبصيرة
يساعدان في تكرارها بين الفينة والأخرى
قرر محتال وزوجته الدخول الى مدينة قد اعجبتهم ليمارسا اعمال النصب و الاحتيال على أهل المدينة في اليوم الأول : اشترى المحتال حمـــارا وملأ فمه بليرات من الذهب رغما عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق. لمح الحمـــار مراهقة في السوق فنهق فتساقطت النقود من فمه ... فتجمع الناس حول المحتال الذي اخبرهم ان الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه ، وبدون تفكير بدأت المفاوضات
حول بيع الحمــار.
اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير، لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية. فانطلق فورا إلى بيت المحتال ومعه جمع من التجار وأهل المدينة، وطرقوا الباب، فقالت زوجته انه غير موجود لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــورا .
أطلقت الزوجةالكلب الذي كان محبوسا فهـــرب من فوره، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب. طبعا نسي الجميع السبب الذي من أجله حضروا ، وفاوضوه على شراء الكلب ، واشتراه احدهم بمبلغ كبير . ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته ان تطلقه ليحضره بعد ذلك، فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك.
و عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى، فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة فلــم يجــدوا سوى زوجته ، فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته ، وقــــال لها:لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم؟؟ فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت. فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء، فتظاهرت بالموت. وصار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم :لا تقلقوا ... فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة، و اخرج مزمارا من جيبه وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا، وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين.
نسى الرجال مرة أخرى لم جاءوا ، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصح.
وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف ان يقول لهم انه قتل زوجته، فادعى ان المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته.
واستعاره التجار منه .... وقتل كل منهم زوجته بالتالي ... وبعد ان طفح الكيل بالتجار ذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر.
ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا. وصار المحتال يصرخ من داخل الكيس ، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس و هؤلاء نيام فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري.
طبعا ... أقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنه تاجر التجار، فدخل مكانه بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة. ولما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين.
وهنا كانت المفاجأة، حيث وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاثمئة رأس من الغنم فسألوه فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطيء، وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان ابعد عن الشاطيء لأنقذته اختها الأكثر ثراء والتي كانت ستعطيه آلاف الرؤوس من الغنم ...وهي تفعل ذلك مع الجميع.
كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه (عليهم العوض) وصارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال.
الممثلون
المحتال = إسرائيل
زوجة المحتال = الغرب وتحديدا اميركا
اهل المدينة = العرب
685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع