بالفارسي اسمها.. "البحرين"

                                              

لم أفهم كما كثيرون غيري كيف يمكن أن يكون هناك أي التباس أو تداخل لغوي بين سوريا والبحرين أو كيف بات الربيع العربي «صحوة إسلامية».

من الصعب أن يحدث هذا الأمر مهما تعقدت اللغة التي يجري التخاطب بها، لذا فإن احتمال ارتكاب مثل هذا الخطأ يقارب العدم ولكن، ليس في إيران وهي حاليا «حاضنة» ما يسمى دول عدم الانحياز وقبلتها.

ما حدث في قمة طهران الأخيرة كان غرائبيا يختلط فيه الهذر بالموت وبكل انحيازات السياسة واهترائها. فالتلفزيون الإيراني الرسمي الراعي لنشاطات «انعدام الانحياز» أخطأ مباشرة على الهواء وعلى مسمع من العالم في ترجمته لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في طهران واستبدل بهجوم مرسي على النظام السوري هجوما على البحرين وبدلا من تسمية «الربيع العربي» لتصبح «صحوة إسلامية» وما إلى هناك من مفردات كثيرة أخرى يبدو أنها «التبست» على المترجم ظنا ربما أن لا أحد يفهم الفارسية سوى الشعب الإيراني أو مرشده وأن لا أحد سينتبه سوى حراس النوايا الذين استوحى منهم ما قاله.

شكرا للناشطين الإيرانيين الذين كتبوا على مواقعهم وصفحاتهم الإلكترونية عن هذا الأمر الذي اعتبروه إهانة لهم قبل غيرهم ليتنبه العالم لاحقا إلى جوهر «الممانعة» مجسدا بما جرى في قمة طهران.

القول إن ما حدث ليس سوى خطأ جرى تكبيره هو مزحة ممجوجة تماما على غرار مزحة أن تستضيف طهران قمة عدم الانحياز وجل همها هو أن «تنحاز» إلى نظام القتل في سوريا وأن تدافع عنه، بل وتحرج نفسها أمام الكون من أجل أن يواصل بطشه وقتله باسم هذا المحور.

لم يكن ما ارتكبه التلفزيون الإيراني كذبا وهو لم يكن خطأ بالطبع.

إنه صورة عن اشتعال الأزمة في وجدان جريح. لا بل هو نوع من الهذيان الذي لا يدرك صاحبه أنه سينكشف بعد ثوان قليلة من إتيانه به. ما جرى في طهران بالإضافة إلى كونه صورة عن انهيار خطاب ومنطق هو أيضا بعض من صور الأزمة التي نكابدها نحن من يتوجه إلينا خطاب الممانعة. بهذه البساطة نحول سوريا إلى بحرين والربيع العربي إلى صحوة إسلامية ونعقب ذلك باعتذار لم يوضح صاحبه ملابسات ما جرى، إذ كيف يمكن لخطأ أن يحول سوريا إلى البحرين؟

إنه نفس المنطق الذي يحاول أن يجعل من بشار الأسد نبيلا مدافعا عن الحرية، ومن ضحايا داريا عصابات إرهابية وجب قتلها ومحوها حتى آخر طفل فيها..

العقدة هي أن انكشاف هذا الخطاب وسقوط لغته مرارا وتكرارا لا يعني شيئا ولا يبدل منطقا ولا يردم هوة تزداد اتساعا.

ألم يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر مرحبا بعمل الهيئة في سوريا طالما أنها تقوم بعملها بشكل «مستقل ومحايد» على ما ورد في البيان.

*نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

486 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع