لعنة مالينتشي

ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

لعنة مالينتشي
نظم: غابينو بلوماريس*

أهدي هذه الترجمة إلى صديقتي الأستاذة مونيكا لوخامبيو (المكسيك)

من البحر رآهم قادمين
إخواني المكسوون بالريش
لقد كان هؤلاء ملتحي
النبوءة الموعودة،
سمع الناس صوت الملك
بأن الله قد وصل.
و فتحنا لهم الباب
خوفا من المجهول.
***
كانوا ينتقلون على الدواب
كأنهم شياطين الشر
كانوا يتحركون و النار في الأيدي
و مكسوين بالمعدن.
فقط، شجاعة القليلين
أبدت لهم المقاومة
و عندما رأوا الدم رقراقا
خجلوا من أنفسهم.
***
لأن الأواله لا يأكلون
المسروق و لا يستمتعون به
و عندما استفقنا
كان كل شيء قد انتهى.
و بذلك الخطإ سلمنا
عظمة الماضي
و في ذلك الخطإ  بقينا
عبيدا ثلاثمائة سنة.
***
لازمنا نحس
تقديم إيماننا، ثقافتنا،
خبزنا، مالنا
بين يدي الأجنبي.
و لا زلنا نبادلهم
 الذهب بحبات الزجاج
و نعطي ثروتنا
مقابل مراياهم اللامعة.
***
اليوم، في خضم القرن العشرين
لا زال يتوافد علينا الشقر
و نفتح لهم باب الدار
و نسميهم أصدقاء.
لكن لو يصل هندي متعبا
من قطع الجبال
نهينه و نرى فيه
غريبا في أرضه.
***
أنت، منافق إذ تبدي
التواضع بين يدي الأجنبي
لكن تصبح متكبرا
مع إخوانك من بني الوطن.
يا لعنة مالينتشي،
مرض الحاضر
متى تتركين أرضي...؟
متى تجعلين أناسي أحرارا؟

*القصيدة في الأصل الإسباني:
La Maldición de La Malinche

Del mar los vieron llegar
Mis hermanos emplumados
Eran los hombres barbados
De la profecía esperada
Se oyó la voz del monarca
De que el dios había llegado.
                                    Y les abrimos la puerta
Por temor a lo ignorado.
***
Iban montados en bestias
Como demonios del mal
Iban con fuego en las manos
Y cubiertos de metal.
Sólo el valor de unos cuantos
Les opuso resistencia
Y al mirar correr la sangre
Se llenaron de vergüenza.
***
Porque los dioses ni comen
Ni gozan con lo robado
Y cuando nos dimos cuenta
Ya todo estaba acabado.
Y en ese error entregamos
La grandeza del pasado
Y en ese error nos quedamos
Trescientos años esclavos.
***
Se nos quedó el maleficio
De brindar al extranjero
Nuestra fe, nuestra cultura,
Nuestro pan, nuestro dinero.
Y les seguimos cambiando
Oro por cuentas de vidrio
Y damos nuestras riquezas
Por sus espejos con brillo.
***
Hoy, en pleno siglo veinte
Nos siguen llegando rubios
Y les abrimos la casa
Y les llamamos amigos.
Pero si llega cansado
Un indio de andar la sierra
Lo humillamos y lo vemos
Como extraño por su tierra.
***
Tú, hipócrita que te muestras
Humilde ante el extranjero
Pero te vuelves soberbio
Con tus hermanos del pueblo.
Oh, maldición de malinche,
Enfermedad del presente
¿Cuándo dejarás mi tierra..?
¿Cuándo harás libre a mi gente?

*مؤلف موسيقي و مغن مكسيكي مزداد بسان لويس بوتوسي. في أغانيه نبرة احتجاج على مخلفات الاستعمار الإسباني الذي ترك ندوبا و جراحا لا تندمل في جسد و روح الإنسان المكسيكي خصوصا و الأمريكولاتيني عموما. و لعل هذا الاحتجاج واضح جدا في هذه القصيدة الغنائية التي يرى فيها أن لعنة مالينتشي لا زالت تطارد المكسيكيين. و مالينتشي هذه عبارة عن مترجمة مكسيكية ساعدت السفاح الإسباني المشهور هرنان كورتيس على غزو المكسيك في القرن السادس عشر الميلادي. و هي علامة نحس في المتخيل المكسيكي. هذا و قد تعاون هذا المؤلف مع مغنية مشهورة هي أمبارو أوتشوا التي غنت هذه الأغنية بصوت غاية في الروعة و ذلك سنة 1975.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء - المغرب.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

992 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع