د علوان العبوسي
12 /9 /2016
تداعيات الاحتلال الامريكي/ الايراني تنكشف خباياها وتُظهِر المستور يوما بعد الاخر وبات شعبنا يفهم خفايا السياسات العدوانية ضد بلده وقوميته وحضارته وهو يراقب مايجري في بلده من مآسي وانتهاكات تساندها سلطات الدولة باسم القانون والدستور باشراف ايراني واضح وضوح الشمس ،
حتى بات الوضع العام خطير جداً بعد ان ايقن المواطن كذبة القانون والدستور وليس هناك من يحميه من بطش المليشيات المنفلته المنتشرة في كل مكان ، ثم انعدام مفهوم الدولة بالمطلق فساد ،ظلم ، قتل مبرمج ، تفجيرات ممنهجة ، ازمات ، سرقة علنية ومقبولة للمال العام ،انعدام القانون دون اعطاء اذن صاغية للحقيقة ، مجلس النواب المفروض يمثل الشعب خرج من عقاله وبات عاجزا عن ابسط المفاهيم الديمقراطية والاخلاقية واصبح يمثل ذاته دون اكتراثه لما يجري على ارض الواقع العربي والانساني ، من الغريب بمكان ان هذه التداعيات تزداد يوما بعد الاخر دون اتعاض من الاخطاء السابقة التي تقوم بها سلطات الدولة الثلاث .
لااتعمق كثيرا بماضي الاحتلال والانتهاكات الايرانية لاني كتبت وكتب غيري الكثير بالتحليل والمنطق ولكن اعرج لماجرى في الايام القليلة الماضية ويبدوا لي انها انكشاف اللعبة الامريكية الايرانية ، ففي مجلس النواب بعد فوضى مفبركة جرى سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي (وبدا واضحا ان سحب الثقة جاء باوامر ايرانية عندما استدعت ايران رئيس مجلس النواب سليم الجبوري على عجل ويغلب الظن انهم نصحوه بسحبت الثقة من وزير الدفاع ) وفعلا بعد عودته من ايران اجرى اللازم بكل ثقة وبمعنوية عالية جدا ومعه معظم مجلس النواب كما بدى لي ، ويسعى الان لسحب الثقة من وزير المالية ايضاً ، وسبب ذلك انهم نطقوا بجزء يسير من الحقيقة الغير مرغوب بها سواء لدى ايران او سلطات الدولة ، في ذات الوقت يظهر هادي العامري رئيس منظمة بدر على شاشات التلفاز وهو يصرح بان منظمته (الايرانية) اهم واقوى من الجيش والشرطة وسيكون لهم الدور الريادي بتحرير الموصل من داعش وهذا بتوجه وليس حسب راي هادي العامري للحط من الجيش بدلا ان يمتدحه وهو يعلم جيدا بانهم لو اشتركو سيكون دورهم طائفي بعد ان يحرر الجيش الموصل، وبعد ايام قلائل يظهر الرئيس فؤاد معصوم ( هذا الرجل لم نراه او نسمع منه تصريح او بيان راي طوال سنتين من تنصيبه لهذا المنصب ) ومن بعدة رئيس الوزراء ووزير الخارجية والسيد عمار الحكيم وهم يلتقون وفد مليشيا الحوثي المدعومين من ايران ، ويتم اعترافهم علناً بالمجلس التاسيسي لهؤلاء ضاربين بعرض الحائط كل المفاهيم والقيم العربية والدبلوماسية مع الحكومة الشرعية في اليمن السعيد ، ومن بعد ذلك يلتقي الوفد مليشيا الحشد الشعبي وهم يهللون ويهزجون للوقوف مع مليشيا الحوثي لقتال السعودية (وقد يرسل فوج منهم الى اليمن) ، اما اللقاءات شبه اليومية مع السفير والقناصل الايرانية في بغداد والمحافظات فقد باتت نهج ثابت لدى الاحزاب والحكومة للتبارك بخطوات جديدة طائفياً وعرقياً ، الحملة الشعواء ضد السفير السعودي السبهان لانه وصف الحشد الشعبي بالمليشيات المدعومة من ايران وهذه حقيقة اخرى داله بوضوح مدى تمسك نهج سلطات الدولة بما تفرضه ايران .
كل هذه الامور عبارة عن سيناريوهات مشوشه مكملة لما قبلها من الخطط الايرانية للاستيطان التدريجي في بلدنا العراق لكنها من وجهة اي عسكري يتنبئ للمستقبل واضحه لما سيكون عليه الحال في الايام القادمة .
وجهة نظري بما سيكون عليه الحال في الايام القادمة
• موضوع داعش بات معروفاً لنا بان نهجهم يتماشى مع التوجهات الامريكية والفارسية وعليه هم يسعون للحط من العروبة والاسلام الحقيقي الذي جاء برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد دلت افعالهم القذرة في الموصل باسم الاسلام مدى الحقد الدفين في قلوبهم ضد هذا الدين والحضارة العراقية القديمة كما طالت افكارهم الوسخة المسيحيين واليزيديين وغيرهم على السواء .
• تروج الاوساط الحكومية بان عمليات تحرير الموصل ستجري بعد عيد الاضحى المبارك ، وفعلا قد تكون كذلك بفبركة وسيطرة وتوجيه امريكي ايراني .
• داعش على مايبدوا لهم علم بكل السيناريوهات وستجري قتالات ويستشهد العديد من ابناء الموصل وتدمر دورهم بالقصف الجوي او البري ولكن كل ذلك للتغطية على الهدف والغاية الرئيسة وهو انسحاب داعش باوامر ايرانية / امريكية وترك الحشد الشعبي ليعلن انتصاره ويخرج هادي العامري وابو مهدي المهندس والقائد قاسم سليماني منتصرين ومهنئين الشعب العراقي بان الحشد الشعبي هو الذي طرد داعش وليس القوات المسلحة ليعطي مشروعية البدء بتنفيذ دورهم الطائفي في هذه المحافظة العربية .
استنتاجي بني على عدة اعتبارات اهمها :
• سهولة احتلال الموصل في 10 حزيران 2014 من قبل مجموعة بسيطة من داعش هزمت جيش بالكامل وهذا لايمكن ان يحدث ولا يتصوره العقل بالمطلق مهما كانت كفاءة هذا الجيش متدنية بمثل هذه السهولة لولا وجود خطة محكمة بشكل جيد اسست لهذا الاحتلال وقد اتضحت بعد ذلك العديد من التسريبات بان للحكومة دور وتسبب بهذا الاحتلال .
•تداعيات احتلال الموصل تم ابرازها ضمن دراسة قدمتها لجنة موسعة من مجلس النواب اتهمت قادة سياسيين وعسكريين لم يتم مناقشتها بل اهملت وهذا يؤكد ان الموضوع مخطط له والا هل احتلال الموصل يتم دون تقصير احد كائنا من كان من القمة الى القاعدة وهل الموصل الى هذا الحد رخيصة و غير مهمة لولا هناك سبب وغاية لهذا الاحتلال .
•من خلال وسائل الاعلام المختلفة العالمية والعربية ان 80% من داعش هم من الاجانب غير العراقيين (نشرت لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي تقريراً حول تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، اعتماداً على معلومات من مؤسسات استخبارات أكثر من 100 دولة في العالم بتعداد يبلغ 30 ألف مسلح من نحو 100 دولة في العالم انضموا إلى داعش، 30% منهم من النساء).
• لرئيس اوباما عند احتلال داعش الموصل ادلى بخطاب اوضح فيه ان القضاء على هذا التنظيم يتطلب وقت طويل قد يصل الى اكثر من ثلاث سنوات كما اكد القادة الاميركان ذلك وهذا ايضاً ضمن الخطة المرسومة لاعطاء الثقة بكلام رئيس اكبر دولة في العالم .
•الدعم الامريكي والاوربي المطلق لايران في انتاج السلاح النووي بعد السماح لها بتخصيب اليورانيوم الى المستويات العليا (وكانهم يقولون لايران انتجي السلاح النووي وهددي او اضربي اعدائك) ، اليس ذلك خطوة في دعم ايران لتحقيق اهدافها ضد العروبة والاسلام الحقيقي وهو بالنتيجة تحقيق اهدافها بالوكالة .
• ليس هناك دور فاعل لدى الولايات المتحدة الامريكية ولا الامم المتحدة للتدخل الفعلي لانهاء دور داعش في منطقتنا العربية خاصة في العراق وسوريا وليبيا واليمن .
في الختام داعش صنيعة امريكية ايرانية ثم دخلول دول اوربا على الخط للحط من عروبتنا وحضارتنا خاصة ديننا الاسلامي الحقيقي وليس الاسلام الذي تروج له ايران وتنفذه زمر داعش الارهابية وهو المطلوب لهؤلاء ، ستنتهي فرية داعش متى مايتم انجاز المخطط الامريكي الاوربي الايراني ولكن بعد تدمير الموصل وتشريد اهلها واحلال ايران لعناصرها العنصرية الصفوية ذات الاصول المجوسية .
646 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع