مباشرة ومن دون لفّ أو دوران أو تورية أو تعمية ومن دون تردد أقول انني أقصد هذه الحكومة بالذات .. الحكومة التي تُمسك الآن بالسلطة في عاصمتنا بغداد .. انها أسوأ حكومة في تاريخ العراق الحديث (تأسس العام 1921) .. أسوأ حتى من نظام صدام الذي كنا نعتقد انه الأسوأ والأبشع والأكثر وحشية في تاريخ العراق والمنطقة، بل العالم كله.
حكومة السيد نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الإسلامية وائتلاف "دولة القانون" تُثبت من جديد انها حكومة سيئة للغاية، تفوق نظام صدام حسين في السوء، فالنظام الساقط منذ نحو عشر سنوات لم يتجرأ على التجاوز بهذا القدر من الصلافة على الحريات الشخصية.
عندما أراد صدام أن يضحك على عقول الإسلاميين وحركاتهم في المنطقة لكسبهم الى جانبه، عمد الى إعلان "الحملة الإيمانية"، فأمر بالتشجيع على لبس الحجاب وبتحديد بيع المشروبات الكحولية وإغلاق الملاهي الليلية، لكنه لم يفعل ذلك قسراً وتعسفاً. فمع ان دستوره كان يعطيه السلطات والصلاحيات المطلقة لفعل أي شيء، بما فيها صلاحية تعطيل القوانين وتجاوز أحكام الدستور، الا انه لم يُصدر الفرمانات بمنع دخول غير المحجبات الى الكاظمية مثلاً، ولم يُرسل قطعان شرطته لتداهم من دون سابق إنذار النوادي الاجتماعية الخاصة بنخبة المجتمع كالأدباء والسينمائيين والصيادلة لتعتدي على الناس الآمنين عدواناً سافراً، فتحتجزهم في المكان وتضربهم بأخماص البنادق وبالكلمات النابية كما فعلت شرطة حكومة السيد نوري المالكي ورفيقه عدنان الأسدي الوزير الفعلي للداخلية.
شرطة حكومة السيد المالكي ورفيقه الأسدي تجاوزت بكل صراحة وصلافة على القوانين التي شرّعها ممثلو الشعب وعلى أحكام الدستور الذي صوّتت له أغلبية الشعب وكفل الحريات العامة والخاصة ولم يمنح رئيس الوزراء ولا أي وزير أو وكيل وزارة في حكومته مثل هذه السلطة الغاشمة المستهترة.
بالله عليكم هل حدث في عهد صدام الدكتاتوري الفاشي أن قامت "قوات مسلحة يرتدي أفرادها زي الشرطة الاتحادية بمهاجمة العديد من النوادي الاجتماعية في بغداد والاعتداء على مرتاديها بالضرب وإطلاق الرصاص في الهواء لإخافتهم"؟.. هل حدث في عهد صدام "أن أفراد الشرطة حاصروا العديد من رواد النوادي وانهالوا عليهم بالضرب المبرح"؟ (هذه النصوص من الخبر الذي بثته إحدى الوكالات الإخبارية الليلة قبل الماضية، فيما أفادت وكالات أخرى بان القوات المهاجمة كانت من الشرطة والجيش).
بربكم هل سمعتم أو قرأتم في عهد صدام إن "المئات من أفراد القوى الأمنية هاجمت عدداً من النوادي الاجتماعية في بغداد واعتدت على روادها"، وأن "المهاجمين قاموا بضرب مرتادي تلك الأماكن بالكابلات وأعقاب بنادقهم ومسدساتهم وقاموا كذلك بإطلاق الرصاص فوق رؤوسهم"؟ وأن "تلك القوات شوهدت وهي تنتشر بالمئات وتحاصر مناطق الكرادة والعرصات والسدة وساحة الاندلس حيث هاجموا هناك نادي الادباء وتم إغلاقه بالقوة، وكذلك ناديا الصيادلة والسينمائيين، ودمرت محتوياتها"؟ وأن مرتادي أحد هذه النوادي "أصيبوا بالرعب وفوجئوا بسرعة الهجوم وقسوة أفراد الشرطة بحقهم، مع قيامهم بالعدّ حتى العشرة لخروجهم من النادي قبل الاعتداء عليهم" ؟
رجاء حار الى الجميع: إذا كانت لديكم أية وقائع تُفيد بان قوات من شرطة صدام وجيشه فعلت مثل هذا هاتوها لنعتذر الى السيد المالكي ورفيقه الأسدي لأننا بالغنا في وصف حكومتهما بانها أسوأ من نظام صدام فيما هي في المستوى نفسه من السوء.
703 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع