يكتبها من تونس: الدكتور اكرم المشهداني
مشاهدات ورأي من تونس :لماذا نجح الربيع العربي في تونس وتعثر في غيرها؟
هذه زيارتي تعد العاشرة الى تونس الخضراء خلال ربع قرن وفي كل زيارة من زياراتي الاخيرة لتونس بعد الثورة الاحظ تغييراً ايجابياً ،الشعب التونسي بثقافته المتجذرة تفوق على نفيه وتفوق على الاخرين وينبغي ان تقتدي به الشعوب العربية المتطلعة للحرية والديمقراطية
تونس الخضراء لا شك هي مهد ثورات الربيع العربي المستمرة ان شاء الله
وكان السؤال الذي دار حوله النقاش مع عدد من الاخوة التوانسة واخوة اشقاء من بادان عربية مختلفة: يدور حول ((لماذا ثورة الربيع العربي التونسية نجحت الى حد معقول وغيرها من ثورات الربيع العربي متعثر ))
وكانت الخلاصة كما يلي :
-الجيش والشرطة في تونس قد وقفا على الحياد لم ينحازا لنظام متهالك يترنح. ولم يعتديا على الثورة والثوار
التيار الاسلامي السياسي التونسي تميز بذكاء سياسي واقعي فأقتنع بنجاح يسمح له ان يكون ثانيا وبفارق ضئيل رغم انه كان يستطيع الاكتساح ولكنه قرأ اللعبة الدولية جيدا واختار لنفسه موقع المعارض القوي حيث يشارك في الفرح اذا نجح حزب الاغلبية الحاكم وهو يكون خالي المسؤولية في حالة الفشل ،،، وبذلك حافظ على صورة ايجابية دائما في داخل وخارج تونس
فعلا تونس اليوم هذا غير تونس التي شاهدتها في كانون الثاني الماضي فهى تتحسن بشكل ملحوظ والتدفق السياحي خاصة سياحة المؤتمرات واضحة فكثافة الاشغال والاسكان في نفس الفندق في يناير الماضي كانت اقل بكثير من هذه الايام
- سماع صوت الاذان للصلوات الخمس واضح بعد ان كان معدوماً والتزام تعاليم الاسلام بين الناس في الشوارع واضحة وجلية وجيدة وبالاخص بين النساء حيث الحجاب صار امرا عادياً بجانب السفور
كان يفترض بكل الحركات والتيارات السياسية وخاصة التيارات الاسلامية الاستفادة من التجربة التونسية وبصدق وبدون تشنج وعصبية
والله نسأل السلم والسلامة لجميع بلدان وطننا العربي
انه مجرد راي ومشاهدات من زيارتي اليوم الى تونس التي من زارها لن يقوى على الابتعاد عنها كثيرا فمن شرب ماء تونس لابد عائد اليها بشغف ومحبة
تحياتي للجميع
1270 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع