داود البصري
هل تتذكرون علي أكبر ولايتي ؟ إنه وزير خارجية نظام الملالي في إيران طيلة فترة الحرب العراقية/ الإيرانية (1980 – 1988 ) كما أنه الوزير الذي دخل مفاوضات جنيف بعد قبول النظام الإيراني لقرار وقف إطلاق النار المرقم 598 و الذي إنتهت تلك الحرب الضروس بموجبه ..
وهو اليوم مستشار الولي الإيراني الفقيه علي خامنئي ، أي إن إختصاصاته دبلوماسية وسياسة دولية محضة ، ولكنه إخترق جدران الصمت المستمر منذ عقود و نطق أخيرا كفرا بواحا صريحا بتدخله الفظ في الشأن المحلي العراقي و دفاعه المستميت عن الحكومة العراقية الحالية ( حكومة الدعوي نوري القانوني ) ، و معارضته الفظة للخيار الشعبي العراقي و لإنتفاضة الجماهير العراقية و التي وصفها بصفات مريعة وغير مقبولة و قليلة الأدب بربطها بما سماه أعداء العراق الذين يحاربون حكومته القوية!! ولا أدري عن المسوغ الذي دفع ولايتي وهو الغريب عن العراق و كان عدوا لشعبه طيلة سنين طويلة لكي يحشر أنفه الفارسي الطويل في أدق خصوصياته ؟ ولا أدري أيضا كيف يسمح لنفسه أو تسمح له حكومة العراق ذاتها بالتطاول على الشعب العراقي ووصف المنتفضين بكونهم أعداء العراق و يخدمون الإمبريالية!!! وهي نكتة ثقيلة للغاية ، ترى عن أي إمبريالية يتحدث مستشار الولي الفقيه ؟ و هو يعلم بإن الإمبريالية الأمريكية أو الشيطان الأكبر حسب الوصف الإيراني هو من جاء بحكومة العراق ( القوية ) لسدة السلطة ! و إن حزب الدعوة الذي كان صناعة مشتركة بين إيران الشاه و بريطانيا اللذان صنعاه أواخر خمسينيات القرن الماضي هو اليوم يحظى بحماية ( شيطان بزرك ) أو الشيطان الأكبر ؟ و إن الرفيق المناضل ( جوزيف بايدن ) قدس سره نائب الرئيس الأمريكي هو المكلف بالسهر على حماية حزب الدعوة الطائفي ؟ و لا أدري عن أي قوة يتحدث ولايتي بعد أن بلغ من العتو و العنجهية مبلغا لا يطاق ؟ أهي قوة الإنجازات الميدانية في مجال الخدمات كالماء النظيف و الكهرباء المشتعلة و القضاء على الفقر الفظيع الذي يدفع بالعراقيات للإنتحار! ، أم هي القوة في نهب الدولة وفي التغطية على اللصوص ، وفي محاولة بناء نظام إستبدادي تأسيا بالنهج الإيراني ، هل هي القوة في شتم الشعب العراقي ووصفه بالفقاعة و النتانة ! ام في تسليط الميليشات المسلحة من قبل الحرس الثوري لإغتيال أحرار العراق و إرهاب الآخرين ، من الواضح إن الآغا ولايتي قد فقد إتزانه وهو يتابع تهاوي عملاء النظام الإيراني في المنطقة بدءا من سفاح الشام المجرم بن المجرم بشار بن حافظ ، وليس إنتهاءا بالفقاعات الطائفية العميلة للنظام الإيراني في الشرق الأوسط وتهاوي قواعدها الساكنة ورموزها المنافقة في المنطقة وهي معروفة و مكشوفة للجميع!.
في تعدي ولايتي على حرمة العراقيين و سيادتهم بوادر جزع حقيقية من تداعيات الإنتفاضة العراقية التي قويت شوكتها و ترسخت جذورها ، وحركت كل السواكن ، وقلبت كل التوقعات ، و أسست لواقع تغييري جديد لم يكن يتصوره المعسكر الإيراني المنتشى بإنتصاراته المؤقتة التي تهاوت مع رياح التغيير و الثورة العاصفة في الشرق القديم...
ليحتفظ ولايتي بالرموز التي يحبها نظامه و يستدعيهم لإيران ليكونوا تحت ولايته وولاية سيده وفقيهه ، أما دس أنفه الطويل فيما لايخصه ، و إنتقاصه من إنتفاضات الشعوب الحرة ووصفها بما ليس فيها ، فهو نكسة أخلاقية حقيقية ، وتعبير فظ عن هزيمة نفسية ساحقة ماحقة أحاقت بالنظام الإيراني المتأزم وهو يحاول فك الحصار و الطوق الشعبي الحر عن عملائه و حلفائه... لا ولاية لولايتي على العراقيين و العرب الأحرار ، وليتهيأ و نظامه للتعامل مع الربيع الإيراني الساخن الكبير القادم الذي سيغير معادلات الشرق القديم بالكامل ، إنها رفسات الإحتضار لكل العنجهيين و الدجالين و المتطاولين على الشعوب الحرة العريقة التي لا تحتاج لشهادة حسن سير وسلوك من نظام قمعي إرهابي سيعرف شعبه الحر كيف يتعامل معه.. و العاقبة للأحرار و المتقين ، أما الآغا ولايتي فهو ونظامه في الصيف قد ضيعا اللبن....!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
862 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع