رحم الله تعالى أمير الشعراء احمد شوقي لتغزله بجارة الوادي (زحله)التي اكتسب اسمها(حليب السباع ) ذلك الذي قيل فيه (قليل منه يفرح قلب الانسان ).. ولكل منا ذكرياته الخاصة والعامه ..وتأتي كتابات الاستاذ سيف الدين الالوسي عن لبنان الحبيب وبيروت عروس الشرق دوما.. لتحرك مكامن الذكريات الحلوة لايام لم نجد أحلى منها بعدها رغم التنقل في كثير من العواصم والبلدان لدواعي المهنة.....
ويضيف الاستاذ سرور ميرزا محمود بذكرياته عن (الاعداديه المركزيه ) سهما زاخرا بالمعلومات يضاف الى ما تختزنه الذاكرة عن ايام الدراسة في الاعدادية المركزيه بين 1962 -1964... وهكذا اجد نفسي وأنا المتحفز لمعاودة الكتابه بعد انقطاع طويل تسبب في جفاف لقلمي كما حدثني يوما الفنان يوسف العاني وأنا أشكي له عدم سيولة قلمي أذ قال أن ترك الكتابه يولد حالة من الجفاف تحتاج لوقت لاستعادة سيولة القلم .. أجدني وقد أعادت تلكم الذكريات لقلمي حيويته واستعدادا جعلني أتذكر قول الشاعر..
وكنت اذا صفقت نستبق الهوى ونشد شد العصبة الفتاك
فأعود بالذكرى لايام خلت قضيتها في الاعدادية المركزيه بصحبة جمهرة من خيرة الاساتذة الفضلاء والاخوة الزملاء .. حيث لم يكن يفرق بيننا مذهب أو دين فالمسيحي ( وليد يوسف بني ) زميل وصديق كما هو حال الدكتور (همام راضي الشماع ) زميل الاعداديه المركزيه ووزارة الخارجيه فيما بعد...
وترجع بي ذكريات الاستاذ سيف الدين الالوسي عن لبنان الجميل فأجدني غارقا في بحر لجي من الذكريات عن أيامي في لبنان وبيروت التي بدأت فيها سيرتي العمليه وعشت أحلى أيام العمر هناك على شواطيء بحرها وفي اكمات جبالها الشماء .. وتعلمت ونهلت مباديء الدبلوماسية الحقة على أياد تمرست فيها واجادت بأدائها خدمة لوطنها لاغير .. من أمثال الشاعر المبدع الاستاذ علي الحلي ( أبو حسين ) الذي تفخر الدبلوماسية العراقيه به خلقا وتصرفا وعلاقات وثقافة , تضاف لها شاعريته الفذه التي أكسبته نفسا قل نظيرها في الرقه وحسن التعامل ... وكذلك الاخ ( أبا سلوان ) الدكتور وهبي القرغولي مثال الاناقه حتى يومنا هذا والكياسة في السلوك والعمل , وآخرين ممن أدعو الله تعالى أن يمد في أعمارهم ..والذين رحلوا عن هذه الدنيا أستمطر شآبيب رحمة الباري عليهم ( وسأفرد لاساطين الدبلوماسية العرقية الافذاذ ) ما يستحقونه من ذكر طيب في قابل الايام بأذنه تعالى.......
كما سأعود للحديث مفصلا عن لبنان وبيروت وفاء لايام خلت وكذلك للاعدادية المركزية وايامها وادارتها وأساتذتها وطلابها ما تستحقه من ذكر طيب بمشيئة المولى العلي القدير ...
مجددا الشكر (للگاردينيا ) التي سحرتنا بحلتها الرائعه التي تعكس خلق وأدب الاخ الشيخ جلال چرمگا الذي يعجز اللسان والقلم عن الاعراب له عما نكن من تقدير لجهوده المخلصة في تكريس امكاناته لخدمة الوطن الغالي , وفق الله الخيرين من أبناء العراق الحبيب لخدمته لتعود أيام الصفاء كما كانت لينعم بها جيلنا القادم الذي يقرأ ما نكتب وليست لديه الصورة الجميلة التي عشناها .
عبدالوهاب عبدالستار الجواري
8\9\2012
601 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع