عبدالكريم الحسيني
(( ن والقلم وما يسطرون)) صدق الله العظيم
منذ ان عرف الانسان الحرف وخط اول كلمه بدأت رحلة القلم ذلك الرفيق الملازم لكل يد ولكل جيل ولكل مرحله ولكل شخصيه ومنذ ان بدأت البشريه توثق ماتراه مهما وتتبادل الرسائل فيما بينها وهو متواجد بين الايادي لايفارقها ولكنه يتلون كلما رغب صاحبه ان يسيره بالاتجاه الذي يريد فنرى الحبيب يخط به كلمات رقيقه وآهات وشوق ومحبه والاخر يكتب به حسابات دخله وربحه وخسارته والثالث يشخبط به ارقام وحروف ليصل الى المعادله التي ترضيه وآخر يرسم به ما هو ابداع وجمال وحياة وكما هذه وذاك فأنه كثيرا ما يخط امرا بقتل نفس او ضررا يقع على الناس او امرا يرفع به ظلما من على رقبة البعض .
انه القلم الذي طالما تباهى به تلاميذ الابتدائيه وتحولوا بعدها من الرصاص الى الحبر المائي فرحين بهذه النقله الثريه او تصلهم منه هديه يعتزون بها ويضعونه في صدورهم متفاخرين وفخورين فرحين..
انه شعار العلم والدرس والثقافه انه الاساس في التخاطب والتعامل والتوثيق والنجاح والفشل وتقرير المصير انه القلم على مر العصور من القصبه الى القلم السحري والالكتروني ولكنه يبقى هو القلم لم يتغير واجبه مهما تغيرت الظروف والتكنلوجيا .
تطور القلم حاله في ذلك الكثير من الامور المستخدمه في حياتنا اليوميه ومن المستلزمات الاساسيه مثل التنور والملبس والطعام والماء والسرير والعجلة ولكنها كلها تظل تقدم ما يحتاجه الانسان وبطرق واشكال متنوعه ولكنه تؤدي نفس الغرض الاصلي .
بدأ الانسان باستخدام القلم مع بداية تعلمه بل واختراعه للكتابه وظل مرافقا لها كتوأمين لايفترقا مع تطورت الحداثه والعلم وكانت بدايته قصبة من نبات يشحذ راسها وتغطس في سائل ملون لكي تثبت ما يريده الانسان حتى تطورت الى الريشه التي كانت تستوعب من هذا السائل اكثر من القصبه حتى استخدم الفحم ولكي لا نطيل في هذا فسوف اتناول ما عشناه في صغرنا ومدارسنا والى يومنا هذا .
في بداية الخمسينات كانت القرطاسيه عزيزه على التلاميذ والحصول عليها مكلف ولم يكن منفذا غير سوق السراي لتتبضع العائله لاولادها ما يحتاجونه من الدفاتر والكراريس والاقلام والممحاة والمقطه وعليجة الكتب ولم يكن لنا نحن تلاميذ الابتدائيه الحق ان نحمل قلم حبر فأن ذلك حكرا على الكبار وليس كل الكبار فالبعض منهم يحمل ( قلم القوبيا) وكان علينا ان نشتري قلم الرصاص :
كانت هناك انواع من اقلام الرصاص في الاسواق اردئها ماكنا نسميه (الجاباني) نسبة الى اليابان واعتقد انها كانت دعايه انكليزيه لمحاربة البضاعه اليابنيه وكان لابد لنا ان نحوز على قلم رصاص بامكانه الصمود امام المبراة (المقطاطه) التي يتعرض لها يوميا عدة مرات ومن هذه الانواع القلم الاسطواني وخشبه البني والقلم المضلع وخشبه البني ايضا وقلم ابو المساحه وكانت المعاناة كبيره في هذا المجال وكثيرا ما كنت ترى التلاميذ وفي ايديهم نهايات صغيره جدا من بقايا القلم وهم يصرون على استخدامه .. ثم تطور الحال وظهر في الاسواق قلم الرصاص (ابو اللبه) الذي يعبىء باللباب الرصاصيه ويتحكم بطولها بدون الحاجه الى المقطاطه وكان بنوعين العريض والرفيع .وكنا نشبه القلم (ابو المساحه ) برجل الدين ولباسه المشابه .
انتهت المرحله الابتدائيه ونحن في خوف وشوق خوف من النتيجه وشوق لعبور مرحله الطفوله الى مرحلة الرجوله ونمني النفس بالحصول على امتيازات المتوسطه وفي مقدمتها (قلم الحبر) وشاع خبر ظهور النتائج وذهبنا الى دار المرحوم الاستاذ عبد الوهاب السامرائي في منطقة خضر الياس وقلوبنا ترتجف واخبرنا بهدوءه المعهود .. ..( ناجحين ولدي مبروك ), وانطلقنا كل في خياله شيء ما ولابد من استغلال هذه الفرصه بالذهاب الى السينما وشراء ملابس او حذاء رياضه (باتا) كتان ب – (300 فلس) لغرض اللعب مع الفريق ولكن حلم القلم لم يكن غائبا واي نوع نشتري ؟ (TICHO) الالماني بسعر (350 فلس) او باركر21 وبسعر 1250 فلس وهل يوافق الاهل ومعه قنينة حبر او شيفرز بسعر 900 فلس ؟ احتار بعضنا حتى استقر الحال على الباركر والاخرين على بقية الانواع ووضعنا اقلامنا على جيوب القمصان في اول يوم من العام الدراسي الجديد في وقته ومرحلته وبدأت عملية التباري ايهم افضل ؟
كنت محظوظا حيث حصلت على قلم (باركر 21 ) بلون احمر مع علبة حبر ازرق نوع (كوينك) ولاادري وانا اقلب اغراضي قبل ايام حتىاجده بينها قابع وحيدا .. نعم هذا هو الرفيق العزيز الذي لم يفارقني منذ اكثر من خمسين سنه وكيف استطاع ان يصمد امام الظروف والتنقلات وحيازة الكثير من الاقلام غيره ومنها ماهو فاخر جدا وراقي جدا ولكن في نظري اثمن وارقى من كل الموجود كان لايزال يحتفظ برونقه عدا تلف في مخزن الحبر المطاطي ولم يأخذني العجز حتى ذهبت الى الباب الشرقي ووجدت من لايزال يتعامل بهذه الاقلام فقام بتصليحه وتنظيفه ووضع عليه علامة الشركه وترونه في الصوره .. كم هو جميل هو من رافقني في امتحان البكالوريا في الصف الثلث المتوسط والخامس الاعدادي وبه خطت يدي رسالة الماجستير وبه وضعت توقيعي على وثيقة زواجي وبه ادى ولدي امتحان البكالوريا تيمنا وتفاؤلا .. نعم انه رفيق العمر .
كنا نذهب الى شارع الرشيد لكي ننقش اسمائنا على الاقلام في منطقة سيد سلطان علي وبواسطة جهاز نقش كهربائي صغير .
لقد سادت الاسواق العديد من الاقلام ومنها ذات مناشىء عالميه جيده ومنها رديئه وخاصة الصيني الذي كان يباع ب 120 فلسا واقلام التلوين الخشبيه والمائيه حتى ظهرت اقلام الحبر الناشف شاع استخدامها ولازلت اذكر انها لم تكن مسموحا ان يتم كتابة او توقيع اي وثيقه رسميه وسجل بها حتى عام 1972 حيث حصلت الموافقه على استخدامها للاغراض الرسميه والتعاملات الحكوميه وكانت الشركه العامه لاستيراد الاجهزه والالات الدقيقه تمتاز باستيراد ارقى الانواع ومن المناشىء الاصليه وباسعار معتدله جدا .
واليوم نحن امام انواع كثيره جدا حتى اختلط علينا الامر وفيها انواع غريبة بشكلها وادائها وكفائتها ولم يعد احد يهتم بقلم الحبر ايام زمان عندما كان يعتبر هديه راقيه يقدما البعض.واليوم اصبح بالامكان ان تكتب الكترونيا وتطبع وترسل وليس بيدك قلم .. هذه هي التكنولوجيا ولكن لايزال القلم التقليدي بين اليد اجمل واحلى بكثير . من الاقلام التي حازت على شهره كبيره في ايامنا الخوالي ..
قلم الرصاص التقليدي بانواعه
قلم الحبر نوع باركر 21,45 ,28 ,51 , 61 ,75 , ثم شيفرز ثم تيكو
قلم حبر الجاف ابو البزون
قلم الماجك الملون
قلم المائي
والى هنا نكتفي بما تقدم والى لقاء آخر ان شاء الله .....
مع تحيات ...عبد الكريم الحسيني
3547 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع