حسن ميسر صالح الأمين
(أقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها - 9) .
وسيمٌ في إطلالته البهيه ذات الإبتسامةٍ العريضة على مُحياه والتي ينبعث منها كل شذرات المحبة والصدق والعلم ويشع منها دماثة الخلق القويم والأدب الجم المتأصل ويتقاطر من جبينه الإيمان والبر والتقوى والأخوة الصادقة والصداقة الأخوية والحميمية الخالصة ، واثق الخطى هادئ الطبع ، رفيق صالح وجليسٌ طيب ، خدوم ناصح موجه ، سرير لصغائر الأمور وكتوم لأسرار كبائرها ، همه أن لا يُغضب أحدًا ولا يغتابُ فلا تسمع له إلا همسا ، غنيٌ والغني الله فيما حباه من خلقٍ وحلمٍ وكرمٍ وتواضع كبير ، شريفٌ فيما له من صفات وخصال حميدة ، سليل حسبٍ ونسب ومن عوائل الموصل القديمة ، متفانٍ بالعمل مجبول على الصدق فيه والإخلاص له ، فيملأ حضوره أرجاء المكان فيفوح عطر المسك والعنبر أنى حل وأرتحل ، أنه الأستاذ الفاضل والإستشاري والخبير المهندس وسيم عبد الغني آل شريف ، ولد في الموصل عام (1961) ودرس في مدارسها وأكمل الدراسة الجامعية في جامعة الموصل ، وتخرج من كلية الهندسة عام (1983) .
أنهى خدمة العلم الإلزامية وخدمة الإحتياط عام (1987) ليباشر مهام عمله مهندسًا في مشاريع ومواقع عديدة تابعة إلى وزارة الري العراقية ثم أنتقل للعمل في مشروع سد (سنحاريب) في بادوش (سد بادوش) عام (1989) وتشرفت بالتعرف عليه منذ ذلك العام وبقينا على تواصل دائم لحد الآن بفضل الله تعالى ، شغل مواقع عدة هناك في دائرة تصاميم السدود التي تتولى على عاتقها إعداد التصاميم النهائية ودراسات الجدوى الإقتصادية وإجراء فحوصات التربة والفحوصات الجيولوجية وأعمال التحريات الجيوتكنيكية ورفع التوصيات الفنية في إختيار وتحديد المناطق المناسبة والملائمة لإقامة وإنشاء السدود عليها ، أكتسب خبرة في العمل مكنته من تولي منصب مديرًا للسيطرة النوعية في سد بادوش ، وساهم بشكل كبير وفعال في تقديم الإستشارات الفنية والإستشارية لحملات إعمار العراق من أقصاه إلى أقصاه بعد حرب عام (1991) منها على سبيل المثال لا الحصر (إعادة إعمار منشأة جابر بن حيان الصناعية ، إنشاء معمل أدوية نينوى ، إنشاء منطقة التبادل التجاري (المنطقة الحرة شمال الموصل) ، إنشاء خزانات النفط العملاقة ، مشروع ماء البصرة ، مشاريع إروائية عدة) وتدرج في عدة مناصب في وزارة الموارد المائية (الري سابقًا) وعمل في حقل المختبرات الإنشائية وصولًا لمنصب رئيس قسم بحوث البيئة في مركز دراسات الموارد المائية ولايزال على رأس عمله هناك .
نشر العديد من البحوث العلمية وله دراسات فنية وهندسية متنوعة بلغت (18) بحثًا ودراسة وله عدة كتب مترجمة تتناول إختصاصه العملي والهندسي منها (دليل الأملائيات الترابية ، دليل الفحوصات المختبرية والحقلية للأعمال الترابية ، دليل الفحوصات الهندسية والجيوتكنيكية للسدود ، وكذلك العديد من المقالات والدراسات الهندسية والهيدرولوجية .
عكست شخصيته مدى تعلقه بمدينته الموصل منذ صباه وحداثة عمره فكان تراثها المحكي والمنقول والمقروء والمصور بمثابة ركن مقدس في شخصيته يَركنُ إليه كلما أحتاج له حنينًا وشوقًا لها. وأخذ على عاتقه ومنذ (20) سنة جمع موروث المدينة ونشر ما يمكن نشره منها بين شرائح كبيرة في المجتمع الموصلي وكان يطمح فيها إلى نقل الموروث الشعبي الموصلي إلى الأجيال القادمة وترسيخ مفاهيمها بغية الحفاظ على هذا الإرث الموصلي الخالد ، ونشر عدة مقالات تحكي هذا الموروث الشعبي في موقع (بيت الموصل عام 2013) وموقعي (الموصل القديمة .. صور وذكريات و الأمثال الموصلية القديمة) الذين أنشأهما على صفحة التواصل الإجتماعي عام (2010) بالإضافة إلى العديد من المواقع الكترونية الرصينة وعبر شبكة التواصل الإجتماعي ، حظيت بإهتمام شرائح كبيرة ومتنوعه من الموصليين وحققت إنتشارًا واسعًا بالإضافة إلى ما ينشره تباعًا في صفحته العامرة في الفيس بوك .
ويعمل حاليا على إصدار مجلد يقع في (3) كتب يتناول الموروث الشفوي للموصليين من لهجة وكلام وأمثال متداوله غايته في هذا الإصدار إيصال ما تناقلته الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة بشكل يحافظ فيه على النطق السليم والإستخدام الصائب لمفردات لكنة الكلام ولهجة الحديث التي يمتاز بها أهالي الموصل .
إستذوق الشعر تناولًا ونُظمًا ، وكانت له خواطر شعريه تعدت السبعين تَغنى في البعض منها بالموصل ومنارة الحدباء وبالأصدقاء وبالربيع والطبيعة وغيرها ، لامس من خلالها لأمزجةٍ تطيب لها الخواطر وترنو بها المسامع وتطيب لها النفوس ، نشرها على مدونته الخاصة بالشعر بإسم (فلتات قلم) ، ومن باب الشيء بالشيء يذكر فلابد من الإشاره إلى ما كان قد خصني به عام (2015) ببعض الأبيات الشعريه التي قال فيها :
بورِكْتَ من أخٍ سَما لكَ ،
ذِكْرًا بينَ الأصْفِياء أبا مَجْدِ .
بالوُدِ لَكَ فينَا قَبلَ اللقاءِ يبدُو ،
وبالقُبَلِ نَطبَعُها على الخَدِ
كل التحَايا أنقًلها لكَ ،
مِن مُشتَاقٍ لكَ مِنْ سالفِ الأمَدِ .
وكان قد سبق له نشر قصيدةٍ بعنوان (سَيدي .. هَارونَ الرَّشيد) والتي رثى بها حال العراق والعراقيين بأعذب الكلمات وأدق التوصيف في محاكاة إفترضها مع (هارون الرشيد) ليروي له قصص المأساة التي حلت بالعراق وأهله ومن خلال مقارنه ذاك الزمان وأحداثه ورجاله مع ما يمر به العراق من ظروف قاسية والمنشورة في مدونته الشعريه أعلاه وفي صفحته الفيسبوكية بتاريخ (12/5/2016) .
كما ونشر قصيدة في حب الموصل وأهلها والحنين إليها والأنين على حالها ، بعنوان (لأجلك يا موصل تنحني كل القامات) والمنشورة على صفحته الفيسبوكية بتاريخ (18/10/2016) قال في بعض أبياتها :
أيتها الدافئ حضنها
أيتها الزكي عطرها
الوارف ظلها ... العليل نسيمها
أيتها الشافي سقائها .. البهي طلعها
لن أنسى يومًا أنك كنت الروح والسلوى .
وكان للأحداث السياسية التي مرت بالعراق أجمع بعد أحداث عام (2003) ما تلاها وصولًا إلى ما عصف بالموصل وأهلها من ريح شرٍ وإعصار فيه نار ما أتت على شيء إلا جعلته كالرميم ، حصةً كبرى من هذه التحليلات والإستنتاجات والمقالات ولم تغب عن تناولاته اليومية والتي وصف بها الأوضاع القائمة بشكل متجرد ووطني خالص .
ترك الموصل كحال عشرات الآلاف ليتخذ من دهوك ملاذًا آمنًا له ولأسرته الكريمة ومنطلقًا لمواصلة نشاطاته في البحث والتشخيص والنشر ، حيث لاحظنا ذلك في كثرة مشاركاته فيما يُنشر عن الموصل وأهلها فكانت تعليقاته القيمة عليها تعكس بشكل واضح ما يحس به من ألم وحسرات وما يعانيه كمدًا عن أحوالها وما جرت به المقادير حولها وهذا هو الشعور النبيل والإخلاص المعمق والمحبة الخالصة للموصل وأهلها التي ينعم بها ونشهد له بذلك ، كتب مقولته الصدق وكلماته الحق كما في الصورة أدناه كتعليق له على مقالنا ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) والمنشورة على صفحتنا الفيسبوكية بتاريخ (8/7/2017) ،
ليعبر بها أفضل تعبير عن حقيقة الشعب العراقي العظيم الذي لم ولن تغيره الظروف وتثني مبادئه الرصينة المجبول عليها كل أبناء هذا الشعب رغم كل الأهوال والأحداث القاسية التي مرت عليه ورغم كثرة أصحاب الفتن وعديد أبواق الطائفية ودعاة التفرقة وغيرها من المسميات ، أضعها أمامكم سادتي الأفاضل راجيًا إثراء الموضوع بآرائكم السديدة حول مضمونها لتكون شهادة لقائلها الفاضل ولتغدوَ حكمة من رجل محبٍ ومخلص وطني غيور على العراق وشعبه أجمع وليسجلها التاريخ القادم شهادةً قيمةً لرجل نبيل ، متأملًا تفاعلكم القيم ومسجلًا عظيم الشكر والإمتنان للشخصيات التي تواكب ما ننشر بكل حرص وسرور ، وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد وتقبلوا وافر الإحترام والتقدير .
حسن ميسر صالح الأمين
17/8/2017
والمقولة هي :
الشعب العراقي ليس شعبًا مشتتًا
كما يُطَبِّلُ له سياسيو هذا الوقت ،
يجب أن نستثمر هذه الحقيقة التاريخية في تسخير كل الجهود لِلَمِّ الشمل وإزاحة الطارئين والمنتفعين الذين يعملون في الضد من ذلك .
المهندس
وسيم عبد الغني الشريف
4753 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع