حسن ميسر صالح الأمين
(أقوال من أجل الموصل في محنتها ومستقبلها - ١٧)
نجم من نجوم بلادي اللامعة التي أضاءت سماء العراق من أقصاه إلى أقصاه ووصل بريقها لبلدان عربية وأجنبية لتبعث شذرات ضيائها من مستقرها في المهجر الى مطلعها في العراق .
أستاذ بغدادي أصيل ، يحمل النفس الغيور والعراقية الأصيلة المتجذرة في ذاته وشخصيته ، كرس شهادته في خدمة عمله وكرس عمله في خدمة بلدة واهله وشعبه وليجعل من خبراته المكتسبة منطادًا يجوب به قارات العالم وبلدانها فكان التميز ملازمُا له في حله وفي ترحاله .
روحه العراقية الأصيلة جعلته دائم التذكر لأهله وبلده على الرغم من بعد المسافات وتبدل الأحوال وتغّير الظروف فتأقلم للعيش في غربته وبقيَّ يستنشق هواء بغداد العليل وأجواء محافظات العراق ، إنه الأستاذ القدير (غسان علاء الدين نوري العسافي) ، مواليد مدينة الأعظمية في بغداد عام (1957) من عائلة ذات أصول وارتباطات موصلية حيث جدتاه ووالدته وزوجته من أصول موصلية (آل عسافي تعود اصولهم لنجد و ترتبط بعشائر طَي و لهم فروع في دول الأردن والسعودية وتركيا والعراق ، وفي العراق في مدن عديدة أهمها الموصل وأربيل وكركوك وتركيا ، وأليهم يُنسَب (جامع العسافي) وهو أحد مساجد بغداد التي بنيت في العهد الملكي ، ولقد سُمّيَ نسبةً لأسرة باني المسجد (عبد العزيز العسافي) ، وتم تشييد الجامع في عام (1375 هـ/ 1956م) ، وقام الملك (فيصل الثاني رحمه الله) بافتتاحهِ في عام (1957) ، ويعد من معالم ومساجد بغداد البارزة والمعروفة في منطقة الأعظمية ويقع في منتصف شارع الضباط في منطقة راغبة خاتون ، ويسمى الجامع أحياناً (بجامع العساف) وهو خطأ شائع ، فالعساف أسرة أو عدة أسر أخرى لا ينتمي لها باني هذا المسجد) .
درس العسافي في مدارس بغداد وتخرج من جامعتها بعد حصوله على شهادة البكلوريوس في إدارة الأعمال عام (1978) وأعقبها بشهادة الماجستير في التخصص ذاته عام (1987) .
تدرج في وظيفته وشغل المناصب و الوظائف التالية طيلة حياته العملية في العراق منذ بدايتها في العام (1978) من (باحث ، رئيس أبحاث ، مدير في ديوان الرقابة المالية في بغداد ، محاضر في كلية الإدارة و الإقتصاد في جامعة بغداد للفترة من عام (1987 - 1993) ، عضو في عدد من اللجان الرئيسية و الفرعية لنقابة المحاسبين وجمعية الإقتصاديين العراقية في بغداد للفترة من عام (1982 - 1993) .
غادر العراق عام (1993) وكانت وجهته الأولى إلى دولة اليمن (عندما كان سعيدًا) بعد حصوله على عقد عمل مع أحدى الشركات الكبرى فيها وشغل منصب المستشار الإداري و المالي لشركة (شماخ) التجارية في مدينة الحديدة ، ثم منصب (مدير عام) في المركز الدولي للإستشارات و التدريب الإداري في صنعاء للفترة من عام (1993- 1995) .
غادر اليمن عام (1995) وأستقر به المطاف في مدينة أوكلاند في نيوزيلاندا والعمل هناك في مكتب خاص بصفة (خبير و إستشاري) في مجالات الإدارة و التدريب والتعليم ، وحاز على شهادات لعدد من البرامج المتقدمة لدراسة الدكتوراه في الإدارة من جامعة (ماسي) في أوكلاند ، نيوزيلاندا .
عاد للعمل في دولة قطر بصفة (خبير إداري) في ديوان المحاسبة في الدوحة للفترة من ( 1999 - 2004) ، ثم توجه إلى مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية ليتولى منصب مستشار الإدارة و التدريب في شركة معادن السعودية للفترة من (2005 -2007) .
تولى رئاسة وعضوية العديد من اللجان الفنية و الإدارية و التنظيمية خلال مراحل حياته العملية والوظيفية المختلفة داخل العراق وخارجه وكذلك الإشراف و المشاركة في عملية إعادة التنظيم الإداري و الهيكلة في كل من (ديوان الرقابة المالية في العراق ، شركة شماخ في اليمن ، ديوان المحاسبة القطري ، و شركة معادن السعودية ، إدارة و تنفيذ و تصميم و الإشراف على عدد كبير من البرامج التدريبية في كل من العراق ، اليمن ، قطر ، و السعودية ، لمحتلف المجالات الإدارية والفنية وعلى مستويات قيادية وإدارية وفنية متنوعة .
يهوى القراءة والكتابة والمطالعة والنشاطات الثقافية والإجتماعية ، فهو باحث و محلل وكاتب في عدد من الصحف والمواقع العراقية والعربية في مختلف المجالات والشؤون السياسية والإقتصادية والإدارية ، وكذلك عقد اللقاءات للحديث عن اخبار الساعة وما يجري على الساحتين العربية والدولية مع إهتمامه الواسع بتنظيم الندوات الثقافية والحلقات النقاشية .
شارك في إعداد وتقديم وإدارة عددٍ من المحاضرات و اللقاءات و الندوات مع أبناء الجالية العربية في أوكلاند لمناقشة قضايا و أمور عامة تخص أبناء الجالية أو تلك التي تخص البلاد العربية والعراق ، وكان من أهم المحاضرات التي ألقاها هي عن اللاجئين والمهجرين العرب ( العراقيين وغيرهم) بمشاركة عدد من الأخوة السوريين ، وكذلك محاضرته عن الانتخابات النيوزيلاندية ودور الجالية العربية فيها ، علاوةً على ما نُشرَ له من مقالات متنوعه في العديد من مواقع النشر الألكترونية وعلى صفحته الثرية في الفيس بوك .
لم تجمعني به أرض العراق الواسعة ولم ألتق به في غربتنا والمهجر ولكن جمعني معه الفيس بوك في مقالة الدعاء لأهلنا في الموصل والتي نشرتها على صفحتي الفيسبوكية بتاريخ (20/7/2016) حين أرسل طلب الصداقة مشفوعًا بكلمات صادقة نابعة من حسه العالي ومشاعره النبيلة وهو يتحدث عن الظلم الذي وقع على الموصل والمظلومين من أهلها ، وقام بعدها بمتابعة جميع منشوراتنا وما يتم نشره عن الموصل في تلك الفترة المظلمة والتفاعل معها بقوة وكذلك مشاركته للمقالات المنشورة على صفحته الفيسبوكية العامرة وعلى موقع الجالية العربية في نيوزلاندا مع اهتمامة الكبير بإرسال المقالات ذات الصلة بالموصل وأهلها وما يدور من أخبار تتعلق بهم ، ويسرني نشر بعض من حواراتنا المتبادلة على الخاص في هذا الصدد وهو يقول (أن الموصل و أهلها ظلموا ، كما ظُلمت حلب و أهلها ، وكما ظُلمت مدن عديدة أخرى في العراق و غيره من دول العالم العربي والإسلامي) وأخرى (المظلومون من أهل الموصل لا زالوا يقاومون الظلم الذي لحق بهم بشتى الطرق و الأساليب ، وما زال الأمل يحدوهم لكي تعود مدينتهم جميلة يانعة مزدهرة زاهية ، كما عهدناها دائما ، وبعون الله سيتم ذلك قريبا جدا) ، وكذلك قوله (ان ألظالمين مستمرون في ظلمهم و غيهم ومنذ سنوات طويلة ، باتوا اليوم يتفنون في ظلمهم وجرائمهم وفسادهم ، في العراق الجديد بشكل خاص ، ناسين و متناسين قدرة الله ومكره وإنتقامه الجبار العظيم) ، وآخرها (نحن متأكدون أن هؤلاء الظالمين في طريقهم نحو نهايتهم المحتومة و الزوال قريبا ، و قريبا جدا بإذن الله تعالى) .
لقد أخترت مقولته كما في الصورة أدناه وهي عبارة عن فقرة مجتزأة من كلماته أعلاه ، أضعها أمامكم سادتي الكرام متمنيًا أن تنال رضاكم وأن تأخذ صداها كشهادة وحكمة ومقولة صادرة من رجل مثقف وأستاذ متميز يُكِنُ كل المحبة لوطنه العراق وشعبه ولمدينة الموصل وأهلها ، والتي أراها لسان حال كل المحبين للموصل وأهلها والبارين بها صدقًا في القول والعمل ، فهي شهادة تاريخية و وصف بليغ ومناسب لكل الظلم الذي وقع على الموصل الحدباء وشهادة رصينة بحق أهلها فيما عاشوه طيلة تلك الفترة المظلمة من تاريخها وما سبقها ومقولة حق صدرت لتسكت الأبواق النشاز التي أنطلقت هنا وهناك متهمةً اهل الموصل بما هم ليسوا أهله في زمنٍ جائر أصبح فيه قول الحق غريبًا وشبه معدوم وكذلك فهي شهادة ناطقة بالحق عن الإندفاع الكبير لأهالي الموصل في العمل المتسارع على لملمة الجراحات وطوي الصفحة المظلمة من حياتهم وشق طريق المستقبل بكل عزيمة وإصرار وتحدٍ متطلعين إلى غدٍ مشرق يكونُ بلسمًا لما خَلفتهُ هذه الفترة المظلمة من آلام وجروح ومصائب ودمار ، وتقبلوا وافر الإحترام والتقدير .
حسن ميسر صالح الأمين
21/9/2017
والمقولة هي :
المظلومون من أهل الموصل ما زالوا يقاومون الظلم الذي لحق بهم بشتى الطرق و الأساليب ، و ما زال الأمل يحدوهم لكي تعود مدينتهم جميلة
يانعة مزدهرة زاهية ، كما عهدناها دائمًا ، و بعون الله سيتم ذلك قريبًا .
الأستاذ
غسان العسافي
* لقراءة المقال ومتابعة التعليقات على رابط المقال في الفيس بوك :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10213610475237409&id=1269245661
272 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع