د علوان العبوسي
26 / 12 / 2017
الأنتخابات النيابية 2017
يبدوا ان معظم السياسيون العراقيين ليس في حساباتهم وخططهم التخلص من الازمات التي انهكت العراق كياناً وشعباً ومستقبلا ، قد يكونوا تعودوا عليها وباتت مصدر رزقهم ولا مناص العيش بدونها ، رغم علمهم بان شعبنا ينشد الخلاص لما هو فيه والتطلع لمستقبل افضل ، ولكن يبدوا ذلك غير مرجح حتى اللحظة ، هي ذات الوجوه التي مللناها في الجولات الانتخابية السابقة تتكرر في كل مرة لا تملك سوى التطبيل والتزمير لأحزابها المنظوية تحت قيادتها ، هم ذاتهم السياسيون الغارقون في الفساد الاداري والمالي يتحايلون ويتشبثون بشتى الطرق والاساليب من اجل اجراء الانتخابات لا... لا لمصلحة العراق وشعبه ولكن لمصالحهم الخاصة ومصالح احزابهم التي تتنامى وتتطور طرق فسادها يوما بعد الاخر متناسية مآسي بلدها وما آلت اليه من سمعة سيئة بين دول العالم .
هذا هو بطل احتلال الموصل نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الامين العام لحزب الدعوة العراقي يتنقل مكوكيا في كل محافظات العراق وهو متعجل لأجرائها لأغراض دعائية ، مشجعاً إجراء الانتخابات في موعدها المحدد معللا ان تأجيلها سيشكل خطرا كبيرا على العملية السياسية !!!، مشدداً على ضرورة الاسراع في انجاز كل ما تبقى من اجراءات فنية تقوم بها المفوضية لكي تتحقق انتخابات نزيهة حرة وسريعة .!!!! ، وهذا بهاء الاعرجي المستقيل من نيابة رئاسة الوزراء لأسباب فساد مالي يحذر من تأجيل الانتخابات ويرهن مشاركته فيها بتوفر فرصة محترمة !!! ، اما السيد رئيس الجمهورية فواد معصوم اخيرا ادلى بدلوه من اجل عدم تأجيل الانتخابات والرجل لا علاقة له فيما يجري لا من بعيد ولا من قريب ، الشيخ همام حَمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حذر من أية محاولة لتأجيل الانتخابات وزج العراق بفراغ دستوري متشبثاً بتأكيد المرجعية على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وكأن المرجعية لديها الحل السحري في ضمان عدم تزوير الانتخابات وانقاذ العراق مما هو فيه !!!! ،اما عن مليشيات الحشد الشعبي فهي الاخرى تدلو بدلوها وستشارك بالانتخابات رغم عدم حصول الموافقة على اشتراكها !!! ، اما السيد حيدر العبادي يختلف عن كل هؤلاء فهو يؤكد على اتمام الانتخابات في موعدها المحدد والرجل نزيه ونواياه سليمة يعتقد بانه قد ينتخب لولاية اخرى لما قام به من اعمال سجلت له ونحن معه منها القضاء على داعش وحل ازمة الاستفتاء في كردستان بشكل هادئ وسليم ثم البدء بمكافحة الفساد والمفسدين ، لأتمام خططه الاصلاحية بهذا الصدد ، ولكن يبدوا لي بان حيتان الفساد المدعومة من جهات خارجية اقوى منه بكثير .
موضوع تأجيل الانتخابات فهو اكثر واقعية لأمور عديدة اهمها هو اعمار المدن المدمرة وضمان عودة النازحين لسكناهم ومعظمهم من الغالبية السنية التي ابتليت بداعش في الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وسامراء والاقضية والنواحي والقرى التابعة لها وغيرها ، مما يصعب التعامل مع ناخبيها التي تشكل نسبتهم ثقلاً مهما في العملية السياسية طالما ان موضوع المحاصصة الطائفية لايزال يلعب دوره المؤثر في هذه العملية ، ومن المؤيدين لهذا الاتجاه ، موقف الأمم المتحدة من خلال ممثلها في العراق كوبيتش الذي يعتقد ان عدم عودة النازحين وعدم اعمار هذه المناطق سيضع عائقا كبيرا في إجراء انتخابات حقيقية ونزيهة ، عليه فنحن في سباق غير مرغوب فيه ولكن قدر العراقيين ان تجري امورهم بهذا المنحى الفاشل لأغراض سياسية طائفية محسوم امرها مسبقاً .
في ختام مقالي هذا أقول لك الله يا عراق لامعين سواك ، فأجراء ألأنتخابات في ظل اوضاع العراق الحالية فرصة جيدة للبعض من المتسلقين الفاشلين على جثث الضحايا ومدنهم المدمرة للحصول على مكاسب غير مشروعة وسرقة مبرمجة للمال العام وكما حصل في الدورات الانتخابية السابقة .
تحياتي لكل عراقي شريف يهدف الخلاص من الطغم الفاسدة والمفسدة في عراق نظيف حر مستقل .
668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع