لاتقلق: أنت في التوقيت المناسب

                                      


                        هشام الهاشمي


لا تقلق : أنت في التوقيت المناسب

في أحد صباحات عطلة نهاية الأسبوع ، إستيقظت مبكراً لكي أصلي، وإذا بالساعة تشير إلى الثانية صباحاً مما يعني أنه لا يزال هناك أربع ساعات على موعد الصلاة ، وبهذا، عدت مسرعاً إلى السرير كي أنام من جديد ، ولكن لم يدركني النوم ، فقد بدأت في تلك اللحظات أفكر في نعمة الله التي أنعم بها عليّ وعلى غيري من البشر، ومن بينها ، أني هنا الآن أعيش بكل خير ، وقلت لنفسي: كم من البشر في هذه اللحظة يعاد له غسل الكلية، وكم منهم يخضع لعملية جراحية معقدة ، وكم منهم فقد عزيزاً في تفجير أو غارة جوية، كما يحصل في سوريا والعراق ، وكم منهم ينام تحت الخيام في الصحراء ويعاني قساوة الطقس ونقص الإحتياجات اللازمة لمعيشته، وكم منهم يقبع في السجون مظلوماً بلا سبب، وكم وكم من المآسي التي يتعرض لها الناس في كل زمان ومكان . حمدتُ الله كثيراً على نعمته الفضيلة ، وفي صباح اليوم التالي توجهت للعمل ، فأخبرت أحد زملائي بما فكرتُ به في الليل . فما كان لزميلي إلا أن يقول لي : (( أنت في توقيتك المناسب )) ، فقلتُ له وماذا يعني ذلك ؟! ، فقال :
أحدهم تخرّج من الجامعة بعمر ٢٢ سنة وأنتظر ٥ سنوات ليحصل على وظيفة مناسبة،
وآخر تخرج بعمر الثلاثين وحصل فورآ على وظيفة أحلامه !
أحدهم تزوج بعمر ٢٠ سنة ولم ينجب، وآخر تزوج بسن 45 و أنجب أطفالآ !
أحدهم أصبح مدير شركة بعمر ٢٥ وتوفي بعمر ٤٥ ، و آخر أصبح مدير شركة بعمر ٥٠ سنة وتوفي بعمر ٩٠ سنة.
باراك أوباما تقاعد من الرئاسة بسن الخامسة والخمسين... وترامب أصبح رئيسآ بسن السبعين
أحد زملائك ، أصدقاءك أو أحدهم أصغر منك سناً قد "يخيل" لك أنهم متقدمون عليك
والبعض قد يخيل لك أنهم متأخرون عنك.
أعلم أنك لست مُتقدّماًعلى أحد ،، وفي ذات الوقت لست مُتأخّراً عن أحد
كل يجري في سباقه الخاص وزمنه الخاص.. لهم توقيتهم ولك توقيتك!
لا تحسد أحدآ ولا تغتر على أحد ولا تقلد أحدآ..
عش مرتاح البال ،،،، مُطمئن الحال
أنت لست متأخرآ.. وأنت لست مبكرآ..
أنت حقيقة في زمنك المناسب والخاص بك..
أنت تعمل في "توقيتك" الذي وقّته الله لك،، فـأعمل في "توقيتك" فقط.
لا تمل ولا تحزن إن سارت الأحداث ببطء فأنت لا تدري ما يأتي به الغد من تعويض.
قل : الحمد لله رب العالمين، فأنت في توقيتك المناسب !!
وفي هذه اللحظة جاء زميل آخر ، ولما عرف بالحديث الذ يدور بيننا ، قال ما يلي:
ٱجبني علىٰ الإسئلة التالية بنعم ٱو لا ...
- هل لديك بيت يؤويك و مكان تنام فيه و طعام تأكله ؟
ٱذا ٱجبت بنعم فأنت ٱغنىٰ من 75% من سكان العالم.
- هل لديك مال في جيبك و توفر منه شيئا للشدة ؟
ٱذا ٱجبت بنعم فأنت واحد ممن يشكلون 8% من ٱغنياء العالم.
- هل تشعر بالصحة و العافية اليوم ؟
ٱذا ٱجبت بنعم فأنت ٱفضل من مليون ٱنسان في العالم
لن يعيشوا لـ ٱكثر من ٱسبوع بسبب مرضهم.
- هل عشت الحروب ٱو ذقت طعم السجن ٱو لوعة التعذيب؟
ٱذا ٱجبت بـ لا فأنت ٱفضل من 500 مليون ٱنسان علىٰ سطح الإرض.
- هل تستطيع الصلاة دون خوف من الإعتقال ٱو التعذيب ٱو السجن ؟
ٱذا ٱجبت بنعم فأنت في نعمة لا يعرفها 3 مليارات من البشر
- هل ٱحد ٱبويك علىٰ قيد الحياة ؟
ٱذا ٱجبت بنعم فأنت ٱسعد من 70% من البشر-
- هل بامكانك ٱن تبتسم الآن و تقول الحمدلله ؟
ٱذا ٱجبت بنعم علىٰ السؤال السابع
فأنت في نعمة يستطيعها الكثيرون و لكن لا يفعلون
- هل ٱستطعت ٱن تقرأ هذه الإسئلة ؟
ٱذا ٱجبت بنعم فأنت ٱفضل من ملياري إنسان
من البشر لا يستطيعون القراءة
فهنيئا لك بهذه الحياة فأنت ٱفضل من ملايين البشر
هذا ما أردت قوله، وشكراً لزميليّ اللذين أسعفاني بأفكارهما الرائدة !!!
وأخيراً ، أقول ما يلي :
يا عاشق الدنيا تمهل لحظة .. وأنظر لمن في القبر هاهو ساكنُ
ألهتك دنياك كثيراً ربما ... فنسيت أن تجمع ليوم ساخنُ
ألهاك جمع المال حتى تغتني .. ونسيت أن الله يغني الواهنُ
غرتك دنياك وألهاك الظنا .. لم تدري دنياك مجرد فاتنُ
لم تدري إن هي سكةً ومحطةً .. في أي منها نازلاً متيقنُ
قد كان قبلك من هوى دنياته .. لكنه أمسى بقبر ضيق متعفنُ
لا تدري إن كنت كبيراً أم إذا .. كنت صغيراً يافعاً متحصنُ
فالموت يأتيك ولو في غفلة .. حتى وإن كنت حفيظاً محصنُ
إياك يا هذا معاصي ربك .. وأرحم عسى الرحمن يرحم آمنُ
أخوكم المحب / هشام الهاشمي
12 شباط 2018

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع