(ساهر الليل و سرب الحمام) ينشغلان بالماضي لتكريسه سلعة متداولة للحاضر

                                                     

                              أحمد صبري

(ساهر الليل و سرب الحمام) ينشغلان بالماضي لتكريسه سلعة متداولة للحاضر

مثلما أعادنا مسلسل ساهر الليل الذي عرض قبل أربع سنوات إلى أجواء الثاني من آب بكل مراراته وتداعياته وما أحدثه من تصدعات في مسار العلاقة بين شعبي العراق والكويت فإن مسلسل سرب الحمام هو الآخر سيعيدنا مجدداً لتلك الأجواء

وتوقيت عرض المسلسل ليس في محله ويثير التساؤل لأنه جاء بعد مؤتمر المانحين في الكويت في وقت يسعى البلدان فيه إلى تجاوز آثار الماضي وطيّ صفحته المريرة والعمل على إعادة بناء الثقة بينهما
والمسلسل الجديد -سرب الحمام- سيعرض في الثاني والعشرين من الجاري في جميع دور السينما الكويتية وهو كما قال مخرجه إنه عمل ملحمي مستوحى من فترة الاجتياح العراقي للكويت
والانشغال بالماضي بهذه الطريقة بتكريسه كسلعة متداولة للحاضر رغم مرور نحو ثلاثة عقود على الثاني من آب لن يصبّ في مصلحة البلدين
فبدلا من شحن الشارع الكويتي وتعبئته بهذه الطريقة المثيرة واستفزاز الطرف الآخر كان الأجدر بالقائمين على هذا العمل وغيره أن يكرسوا تلك الأعمال إلى مناسبة لفتح صفحة جديدة والسمو على الجراح والتطلع إلى المستقبل خصوصا وأن ما حل بالعراق بعد اجتياحه للكويت كان كارثة بكل المقاييس مازالت متواصلة
وما بين الثاني من آب 1990 والتاسع من نيسان 2003 فاصلة تاريخية شهدت ارتدادات ذلك اليوم الذي تحمل العراق وحده نتائجه الكارثية خصوصا الحصار الذي حصد أرواح نحو مليون عراقي على مدى سنواته العجاف فضلا عن تدمير بنيته التحتية بكل مفاصلها خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 وصولا إلى احتلاله
إن الموقف المسؤول لمعالجة تركة الثاني من آب يتطلب الإقلاع عن سياسة الانشغال بالماضي ومراراته وتكريسه لاستذكار آلام ومآسي ذلك اليوم لأنه سيبقي الجرح مفتوحا ويفشل أي محاولة جادة لبناء الثقة بين الشعبين الشقيقين وطيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تستند إلى المصالح المشتركة وعُرا الأخوة والمصير المشترك

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع